مريم شهاب
سعدت جدا بالموضوع الذي نشرته «صدى الوطن» عن الخطاط العربي فضل شرف، ولفتت نظري ملاحظة الفنان شرف وإشارته إلى «بعض الفروقات الذوقية فـي زخرفة وتزيين المساجد والكنائس التي كان يرتادها خلال نشأته فـي بلدته مشغرة بلبنان».
«الفروقات الذوقية» بين مكانين، بين المسجد والكنيسة وخصوصاً من الخارج. مجرد نظرة عابرة إلى المدخل الرئيسي لأي جامع أو مركز إسلامي ديني فـي ديربورن وإلى أية كنيسة سوف تلاحظ الفرق بينهما. مسألة الاعتناء بمدخل المكان هي مسألة ذوق وفن، تشيع البهجة وتضفـي نكهة جميلة على المكان كما أنها دلالة على الإحساس الراقي وعذوبة السمو.
المساحات الخضراء حتى وإن كانت صغيرة، تزينها بعض مشاتل الزهور، إلى جانب بعض الأشجار المورقة، تضفـي جمالاً وبهاءً على مداخل الكنائس، ما يجعل الإنسان يسبح الخالق ويحمده على نعمة النظر والتمتع بالجمال، من خلال أشياء بسيطة لكنها مضادة للبشاعة واكتئاب الأمكنة.
هل الزينة حرام فـي الإسلام؟ هل نظافة الجامع من الداخل فقط؟ وهل الإهمال هو سمة مشتركة بين جوامعنا ومراكزنا الإسلامية والعربية؟ أنظر إلى مدخل مبنى «أكسس» مثلاً، ولتكتئب أكثر، انظر إلى «المتحف العربي» على شارع ميشيغن أفنيو مقابل مبنى البلدية القديم. مجرد أبنية إسمنتية خالية من الفن والذوق، وتتمنى لو تعرف «المهندز» الذي «هندز» وخطط.. لتسأله عن أية جامعة منحته الشهادة مرتكبة ذلك الخطأ الشنيع.
تجميل المراكز والأماكن العربية والإسلامية، لا يكلف الكثير ولا يتطلب صرف المبالغ الطائلة. تكاليفها ستكون ربما أقل من الإنفاق على حفل غداء أو عشاء تكريمي. مثلاً الجامع الكبير وأيقونة ديربورن على فورد رود، لماذا لا يتم تخصيص عامل أو عاملين للعناية بمدخله الجنوبي والعناية بالمساحات الخضراء حوله؟ هل جمال الطبيعة حرام ورجسٌ من عمل الشيطان؟ هل الإنفاق على الدعوات «اللي بلا طعمة» وإقامة المآدب الباذخة وهدر الأطعمة هو حلال ولا بأس ولا إشكال فـيه؟ مجرد أمنية عندي لو تتضمن لائحة المرشحين والمرشحات للمناصب فـي ديربورن بندا واحدا يدعو إلى تجميل المدينة والدعوة للتبرع لتجميل مراكزنا الحيوية الدينية أو التجارية فـي مدينة ديربورن.
تصوروا مثلاً أن تقوم السيدة سوزان دباجة، رئيسة المجلس البلدي فـي ديربورن، بدعوة السيدات للتبرع، ولو بخمسة دولارات فقط وإنفاقها لإضفاء لمسة جمالية وحيوية فـي ديربورن. وتصوروا أيضا لو أن القاضي سالم سلامة يقيم حفلاً للتبرع واستئجار بعض العمال لتحسين وتجميل المدخل الجنوبي للمركز الإسلامي على فورد رود.
مشكلة مراكزنا وجوامعنا تكمن فـي أن القائمين عليها يدخلون إليها ويخرجون منها من أبوابها الخلفـية. لو تواضعوا ودخلوا من الأبواب الأمامية فربما يلاحظون «الفروقات الذوقية بين مداخل الجوامع و مداخل الكنائس».
Leave a Reply