إنديانابوليس - وجه المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، ضربة قاضية لمنافسيه، يوم الثلاثاء الماضي، بفوزه العريض فـي الانتخابات التمهيدية بولاية إنديانا، مقصياً بذلك كلاً من السناتور تيد كروز والحاكم جون كايسيك، ليغرد وحيداً فـي السباق الجمهوري رغم استمرار معارضة قياديي الحزب لترشيحه. أما على الضفة الديمقراطية، فقد نجح السناتور اليساري بيرني ساندرز، بوقف سلسلة الانتصارات التي حققتها منافسته الأوفر حظاً هيلاري كلينتون، بعد نيله 53 بالمئة من أصوات الناخبين الديمقراطيين فـي إنديانا مقابل 47 لكلينتون.
وحصلت هيلاري كلينتون حتى الآن على تأييد 2205 مندوباً مقابل 1401 لبيرني ساندرز، فـي حين أن الأغلبية المطلوبة هي 2383 مندوباً. وسيتم توزيع الـ83 مندوباً عن إنديانا وفق النسبة التي حصل عليها كل مرشح.
ترامب يلقي خطاب النصر وسط عائلته في مقر حملته الإنتخابية بنيويورك بعد فوزه في ولاية إنديانا مساء الثلاثاء الماضي.(رويترز) |
ورغم فوز ساندرز، أصبح التنافس على الانتخابات العامة فـي تشرين الثاني (نوفمبر) شبه مؤكد بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي لم ينل مباركة حزبه بعد.
ترامب يغرد وحيداً
منذ انطلاق حملته الاستثنائية قبل عشرة أشهر ونصف شهر، تمكن ترامب من التفوق على جميع منافسيه الـ16، الذين تقدمهم حكام ولايات رئيسية وأعضاء بارزون فـي مجلس الشيوخ الأميركي لم يتمكنوا من الوقوف فـي وجه رجل الأعمال النيويوركي الذي حقق الانتصار تلو الآخر، من دون أي تغيير فـي تكتيكه أو شعاره الذي يتعهد بـ«جعل أميركا عظيمة مجدداً».
وبالنتيجة التي حققها، الثلاثاء الماضي، تحولت إنديانا إلى الولاية التي دفنت أكثر من 43 مليون دولار صُرفت منذ كانون الثاني (يناير) على إعلانات ومنشورات سلبية لإيقاف الملياردير الأميركي الذي أثبت شعبيته مرة أخرى بوجه «مؤسسة الحزب» التي بذلت جهوداً حثيثة لمنع ترامب من بلوغ عدد المندوبين المطلوب للفوز بترشيح الحزب (1237)، ولكن جهودها ذهبت هباءً الثلاثاء الماضي بعد أن خالف ترامب جميع التوقعات مثبتاً شعبيته الجارفة بفوزه بأكثر من ٥٨٧ ألف صوت مقابل ٤٣٤ ألفاً لكروز و٢٨٢ ألفاً لكايسيك مما اضطرهما الى إعلان انسحابهما من السباق بعد أن حصد «الترامب» مندوبي أصوات الولاية الـ57 رافعاً رصيده الى 1053 مندوباً، فـيما تتبقى أمامه 11 ولاية حتى السابع من حزيران (يونيو) القادم، مما يشير الى أن الرقم السحري (١٢٣٧) بات بمتناول يديه ولم يعد هناك جدوى من مواصلة كروز وكايسيك لحملتيهما اللتين اضطرتا الى التحالف بوجه ترامب دون أن يتمكنا من إيقافه.
وأعلن كروز فـي كلمة ألقاها بولاية إنديانا، بعد هزيمته فـي الانتخابات التمهيدية أمام ترامب: «لقد بذلنا كل جهدنا، لكن الناخبين اختاروا طريقا آخر. وبغصة لكن مع تفاؤل لا حدود له بمستقبل بلادنا، نعلق حملتنا».
ومن جانبه، أعلن حاكم ولاية أوهايو جون كايسيك انسحابه من الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، وشكر كيسيك فـي مؤتمر صحافـي عقده فـي مدينة كولومبوس عاصمة أوهايو، كل من دعمه فـي حملته الانتخابية، مشيدا بدور المتطوعين فـي الحملة فـي المدن والولايات كافة خلال الانتخابات التمهيدية.
الى كلينتون درّ
وفـي خطاب النصر أكد ترامب من مقر حملته فـي نيويورك أنه كان على يقين من الفوز بولاية إنديانا، على الرغم من الحملات الدعائية «السلبية» ضده، لافتاً الى أن الناس لم يستجيبوا لهذه الحملات. وتعهد ترامب بإلحاق الهزيمة بهيلاري كلينتون التي يتوقع فوزها بترشيح الحزب الديموقراطي.
وقال إن كلينتون «ستفشل» كرئيسة للبلاد، واتهمها بأنها لا تمتلك الخبرة الكافـية لإبرام اتفاقات تجارية.
وأعرب عن تضامنه مع كروز وعائلته، ووصفه بأنه كان «منافساً شرساً».
وبدوره، زكى رئيس الحزب الجمهوري، رينسي بريبوس، الثلاثاء الماضي، الترشح المرتقب لترامب للانتخابات الرئاسية، ودعا معسكره للاصطفاف خلف ترامب فـي مواجهة الديمقراطيين.
وكتب رئيس الحزب فـي تغريدة إن «دونالد ترامب سيكون المرشح المحتمل للحزب، علينا جميعا أن نتحد ونركز على إلحاق الهزيمة بهيلاري كلينتون».
وفـي اليوم التالي من جولة إنديانا أعلن ترامب أنه يعتزم جمع مليار دولار لمواجهة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي يتوقع فوزها بترشيح الحزب الديمقراطي. وقال فـي مقابلة مع شبكة «أن بي سي» الأربعاء الماضي إنه سيتعاون مع الحزب الجمهوري لجمع هذا المبلغ من أجل هزيمة كلينتون.
وتوقع ترامب، الذي رفض قبول التبرعات فـي الانتخابات التمهيدية، أن يجمع الديمقراطيون أكثر من ملياري دولار فـي حملة الانتخابات الرئاسية المقررة فـي تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
جمهوريون مع كلينتون؟
هذا التطوّر وضع معارضي ترامب أمام معضلة جديدة، فـي ظل استمرار الحملة الإعلامية ضده، حيث انتقدت صحيفة «نيويورك تايمز» انسحاب كايسيك وكروز لأنهما أفسحا المجال أمام «الدخيل الاستقطابي الشعبوي، ليسيطر على الحزب الجمهوري». فـيما أشارت صحيفة «واشنطن بوست» إلى أن انسحاب كروز وضع مناوئي ترامب أمام إمكانية اللجوء إلى دعم مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، وذلك فـي تقرير للكاتبين شون سوليفان وكاتي زيزيما بعنوان: «معارضو ترامب الجمهوريون يواجهون معضلة: هل هم جاهزون للمساعدة فـي انتخاب كلينتون؟». وأشارت الصحيفة إلى أن جورج بوش الأب والابن أعلنا أنهما لن يدعما ترامب.
فـي غضون ذلك، بدأ البعض باستباق التنافس على الانتخابات العامة، وراحوا يخطون سيناريوات المرحلة المقبلة التي ستشهد مناظرات واستطلاعات وتصريحات متواجهة بين ترامب وكلينتون. ومنهم نايت كوهين الذي درس فـي تقرير فـي صحيفة «نيويورك تايمز» احتمالات فوز ترامب. كوهين رأى أن هناك احتمالاً كبيراً لفوز هذا الأخير، إلا فـي حال تكتل الأقليات العرقية -أي اللاتين والأميركيين من أصول أفريقية- الذين يشكلون نسبة 30 بالمئة من الناخبين، إضافة الى أقليات أخرى.
Leave a Reply