بلال شرارة
أتابع التنافس الجاري فـي عقر دار الجالية اللبنانية فـي ديربورن على المناصب العامة، وأتابع بالمقارنة (دون قياس وتشبيه) ما يجري عندنا فـي لبنان وأحسد لبنان المغترب على النِعمة التي يعيش بها أهلنا فـي بلاد العم سام، وأتساءل هل أن الفكر الرأسمالي أو «الليبرالية الجديدة» التي نتهمها بالتعسف ومحاولة السيطرة على الموارد البشرية والطبيعية، والعقلية الامبريالية، هي الجديرة بالرحيل والموت -وشرّ البلية ما يضحك- أم نظامنا الذي تقتصر عنده الديمقراطية على إجراء عملية انتخابية كل بضع سنوات (إذا تمت ولم تفرض الظروف الذاتية والموضوعية التمديد).
عندنا الديمقراطية لا يمكن ان تكون نهج حياة(!) والديمقراطية هي تعبير عن تحالف الاقوياء. لوائح تتيح للبعض أن يترشحوا بشكل حر على أمل الاختراق المستحيل للوائح.
من مظاهر الديمقراطية عندنا: جعل مختار لكل 500 ناخب فـيصبح عندنا فـي بنت جبيل 15 مختاراً على الاقل + 21 عضو بلدية، أي أكثر من حاجة عواصم مثل القاهرة أو طهران أو مدن مثل ساو باولو أو نيويورك مثلاً.
ومن مظاهر الديمقراطية عندنا أننا نطبق قواعد التحالفات المعمول بها منذ ست سنوات سابقة لست سنوات لاحقة، أي بما يتجاوز جيلاً كاملاً، وهكذا تبقى السيادة على الجغرافـية السياسية للقوى الكبرى التي تمسك الطوائف والمذاهب.
هل عندكم مثلنا؟ أود ان لا استعجلكم الاجابة (!) فأنتم مثلا فـي ديربورن ليست عندكم ضمانات وإئتمانات وخدمات مثلنا(!) هل عندكم: تقنين للكهرباء؟ هل عندكم مياه شفة لا تصل خزانات المنازل منذ الاستقلال الى اليوم؟ هل ان خدمات الانترنت عندكم متتابعة؟ هل تجهز البلدية عندكم مسبحاً نسائياً؟ هل وضعتم المدافئ التي تعمل على المازوت او الحطب فـي المستودعات (ليوم الحشرة) أم أنكم تعتمدون على التدفئة المركزية؟ هل تملأ النفايات شوارعكم كما هو الحال عندنا فـي لبنان؟ كم بلدية عندكم؟ من عليه أن يقتبس عن الآخر نحن ام انتم؟
الفارق بسيط، نحن لا توجد عندنا إشارة سير واحدة من (صيدا وطلوع) وعندنا نعمة «الأمن بلدي» فلا نحتاج الى الدولة وأجهزتها.
فـي الختام، إذا كان يلزمكم مختارون فلدينا فائض منهم.. وهم يعرفون ما لا نعرف وما لا تعرفون!
Leave a Reply