واشنطن - على الرغم من اقتراب هيلاري كلينتون من حسم سباق الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية بمساعدة أصوات «كبار المندوبين»، يواصل منافسها السناتور اليساري من فيرمونت بيرني ساندرز حملته الانتخابية بتحقيق المزيد من الانتصارات، والتي كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي بفوزه بولاية وست فيرجينيا.
أما على الجانب الجمهوري فاز دونالد ترامب في الانتخابات التمهيدية التي جرت الثلاثاء بولايتي وست فيرجينيا ونبراسكا في نتيجة غير مفاجئة كونه المرشح الأوحد بعد انسحاب سائر منافسيه من السباق لنيل بطاقة الترشيح الحزبية الى الانتخابات الرئاسية. لكن المفاجأة كانت في نسبة التأييد المرتفعة التي حاز عليها ترامب، لاسيما في وست فيرجينيا.
ونال ترامب في نبراسكا ١٢١ ألف صوت (٦١ بالمئة من أصوات الجمهوريين)، وفي وست فيرجينيا ١٥٦ ألفاً (٦١ بالمئة) متفوقاً على ساندرز (١٢٤ ألفاً) وكلينتون (٨٥ ألفاً)، ما يشير الى أن ترامب نجح في كسب تأييد عمال مناجم الفحم المهددين بالبطالة بسبب سياسات الإدارة الأميركية الحالية بشأن البيئة والطاقة النظيفة التي تؤيدها كلينتون، حيث سبق لها أن قالت إنها تريد الحد من الوظائف في قطاع المناجم و«اغلاق» شركات التنقيب عن الفحم.
وكان لهذه الجملة الصغيرة وقع كبير في وست فيرجينيا، إذ أعلن ثلث الناخبين أن عضواً على الاقل من اسرهم يعمل في قطاع الفحم.
ومع ان كلينتون اعتذرت بعدها وألمحت الى أن تصريحها أسيء فهمه، إلا أنها لم تنجح في اقناع العديد من سكان هذه الولاية، التي يعتمد عدد كبير من الأسر فيها منذ أجيال على انتاج الفحم.
هيلاري والمندوبون الكبار
على الرغم من الانتكاسة التي تعرضت لها كلينتون في وست فيرجينيا والتي قد تتكرر الثلاثاء المقبل في أوريغون أو كنتاكي حيث ستقام الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، إلا أن حظوظها مازالت قوية لكي تصبح المرشحة الرسمية بفضل دعم قيادة الحزب متمثلة بـ«كبار المندوبين» الذين جعلوا من كلينتون قاب قوسين أو أدنى من بلوغ العدد المطلوب من المندوبين (٢٣٨٣ مندوباً) للفوز بترشيح الحزب في المؤتمر الوطني المقرر إقامته أواخر تموز (يوليو) المقبل في فيلادلفيا.
وقد جمعت كلينتون حتى الآن ٢٢٤٠ مندوباً، في حين أن ساندرز لم يجمع سوى ١٤٧٣ مندوباً.
أما ترامب فقد تمكن حتى الآن من حصد أصوات ١١٣٤ مندوباً من أصل ١٢٣٧ مطلوبين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري في المؤتمر المقرر انعقاده أواخر تموز المقبل في كليفلاند (لا مندوبون كبار في مؤتمر الحزب الجمهوري). وقال ترامب الأسبوع الماضي إنه سيكشف عن اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس في المؤتمر.
وفي كلمة أمام مؤيديه في ولاية أوريغون، أعرب ساندرز عن ثقته بإمكانية فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي.
وأعرب عن اعتقاده بعدم تمكن ترامب من الوصول إلى البيت الابيض، لأن الأميركيين، حسب ساندرز، لن يرشحوا شخصا أهان الأميركيين من أصول لاتينية والمسلمين، والنساء، والأميركيين من أصول إفريقية.
وقال إن الأميركيين يؤمنون بأن قوة هذه الأمة تكمن في تنوعها واستيعابها لجميع الأعراق والفئات.
وقالت كلينتون في ولاية كنتاكي المجاورة، التي تنظم انتخاباتها التمهيدية الاسبوع المقبل: «اذا حالفني الحظ واصبحت مرشحة الحزب أتطلع الى المناظرة مع ترامب في الخريف».
وتابعت كلينتون «علينا أن نوحد أميركا لأن المنزل المنقسم من الداخل لا يمكنه الصمود. لا يمكن أن نواصل توجيه أصابع اتهام لمواطنينا واهانتهم ولومهم والحط من كرامتهم».
ترامب يتجاهل المعارضة الجمهورية
من جانبه، رفع ترامب وتيرة هجومه على كلينتون غير آبهٍ بالمعارضة التي لا تزال تواجهه داخل الحزب الجمهوري.
ويرى ترامب أنه من غير الضروري أن يتوحد الحزب الجمهوري وراءه، لأنه سيحصل على أصوات «ملايين الأشخاص من المعسكر الديمقراطي» رداً على استمرار رفض قياديين بارزين في الحزب الجمهوري وبعض منافسيه السابقين تقديم الدعم له خصوصاً تيد كروز وجيب بوش والرئيسين السابقين جورج بوش الأب والابن.
فيما نال ترامب حتى الآن دعماً صريحاً من منافسيه السابقين كريس كريستي وبن كارسون ومايك هاكابي وراند بول وريك بيري، فيما لا يزال رئيس مجلس النواب الجمهوري بول راين، وزعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، يدرسان دعم ترامب.
وقال ماكونيل «لا يزال هناك متسع من الوقت قبل تشرين الثاني، ويبدو حتى الآن أن مرشحنا يتمتع بقدرة تنافسية عالية»، وذلك بالاستناد الى استطلاعات الرأي التي أظهرت تقدم ترامب على كلينتون في ثلاث ولايات اساسية خلال الانتخابات الرئاسية وهي فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا.
ويؤكد ترامب أنه ليس بحاجة إلى ماكينة الحزب للفوز بمفاتيح البيت الأبيض، لأنه يعتقد أن ملايين الناخبين الذين يصوتون تقليديا للمرشح الديمقراطي سيصوتون له هذه المرة، مستدلاً بذلك على نسبة الإقبال غير المسبوقة التي تشهدها التمهيديات الجمهورية للرئاسة الأميركية التي تستقطب ملايين الأصوات الإضافية مقارنة بالأعوام السابقة.
وقال ترامب «سأحصل على أصوات ملايين الأشخاص الآتين من عند الديمقراطيين»، وأوضح «سأحصل على أصوات ناخبي بيرني ساندرز لأنهم يحبوني في موضوع التجارة».
وشن ترامب هجوماً لاذعاً على كلينتون وزوجها الرئيس الأسبق بيل كلينتون، متهماً إياه بـ«التواطؤ» في خيانات زوجها.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة «أي بي سي» «إنها -هيلاري- متزوجة من رجل كان أسوأ معتد على النساء في تاريخ السياسة. إنها متزوجة من رجل ساهم في معاناة نساء كثيرات».
وأضاف «كانت هيلاري شريكته، وعاملت النساء بشكل مروع. تعرضت بعض النساء للإهانة ليس من جانبه بل لكيفية تعاملها هي معهن».
كما وجه الملياردير اتهامات مماثلة خلال تجمع انتخابي حاشد، في ولاية أوريغون، قائلا إن هيلاري كلينتون «كانت شريكة شريرة للغاية» في علاقات زوجها بيل خارج إطار الزواج.
ويجري الحزب الجمهوري الانتخابات التمهيدية في أوريغون يوم الثلاثاء القادم.
Leave a Reply