دمشق - أضافت جبهة «النصرة» الأسبوع الماضي مجزرة جديدة الى تاريخها الحافل بالدم السوري، حيث سقط عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة لمسلحي تنظيم «القاعدة»، في بلدة الزارة، في ريف حماة الجنوبي، إلى جانب عدد آخر من المفقودين. كل ذلك يُضاف إلى سلسلة المجازر التي ارتكبتها الفصائل المسلحة، من اشتبرق في ريف إدلب، إلى عدرا العمالية في ريف دمشق، ومجازر أخرى في ريف اللاذقية الشمالي، وغيرها، وسط صمتٍ دولي إزاء المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين «الموالين للدولة السورية» وفق فتاوى معروفة المصدر.
وقد هاجم مسلحو «جبهة النصرة» و«أجناد حمص» و«أهل السنة» و«حركة أحرار الشام» البلدة من جهتَي الرستن جنوباً، وحربنفسة جنوب غربي البلدة، واللتين تخضعان لنظام الهدنة، وذلك في إطار بدء عملية «الثأر لحلب»، بحسب تنسيقياتهم. وقد شنّ الجيش السوري، بمؤازرة الجهات الأمنية و«الدفاع الوطني» هجوماً معاكساً باتجاه الزارة لاستعادة السيطرة عليها.
وجاء الهجوم على الزارة في الوقت الذي تستعد فيه الخريطة الميدانية في سوريا لتغيرات كبرى مع انتهاء مفاعيل «الهدنة»، والتي بدأت باقتحام الجيش السوري لمخيم حندرات تمهيداً لإتمام الطوق على مسلحي شرق حلب بعد محاولات الفصائل المسلحة الأخيرة بالدخول الى غرب المدينة.
ومع انتهاء الهدنة في حلب بدأ الجيش السوري باستهداف مراكز «جيش الفتح» والجماعات المسلحة داخل قرية خان طومان وفي محيط تل ممو وتلة العيس في ريف حلب الجنوبي، وهي مواقع استعادها المسلحون بهجمات كبيرة تحت غطاء الهدنة.
وأمام الجيش السوري إمكانية التحرك في أكثر من اتجاه بأنحاء متفرقة من البلاد. وإذا كانت معركة حلب مضبوطة بالسقف الدولي والتفاهمات الروسية الأميركية حتى الآن، التي قد تكون مفتوحة على المفاجآت في الأيام المقبلة، إلا أنه بإمكان الجيش السوري وحلفائه التقدم في غوطة دمشق الشرقية وهو ما بدأ فعلاً بعد سيطرة وحدات الجيش السوري من التقدم في نقاط عدّة بمحيط بلدتي دير العصافير وزبدين في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق، بعد مواجهات مع مسلحي «جيش الإسلام»، وصولاً الى الانطلاق نحو معاقل تنظيم داعش على طريق تدمر-الرقة أو تدمر-ديرالزور وصولاً الى مدينة الباب التي يتمركز الجيش السوري على بعد كيلومترات قليلة عنها.
أردوغان يريد شن حرب على.. «داعش»
من ناحيته، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن تركيا تجري تحضيرات لشن عملية عسكرية ضد «داعش» عند الجانب الآخر من الحدود التركية السورية.
وقال أردوغان في خطاب ألقاه في أنقرة إن التحضير لاستهداف داعش سببه الصعوبات التي تواجهها مدينة كيليس الحدودية التي تتعرض بانتظام لسقوط صواريخ التنظيم.
ورأى وزير الخارجية الأميركي جون كيري أنه إذا لم تقم كلٌ من روسيا وإيران بدفع الرئيس السوري بشار الأسد لقبول رؤية مستقبل سوريا فإن وقف إطلاق النار سينهار.
ومن باريس أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الأسلحة التي تم تزويد مسلحي «المعارضة السورية» بها (مؤخراً) هي أكثر فتكاً وقوة من تلك التي تم تزويدهم بها من قبل، مؤكداً أن عملية تسليحهم تتصاعد في الطريق الصحيح. وفي مقابلة مع قناة فرنسية، بحسب موقع «روسيا اليوم»، كرر الجبير حديثه عن ضرورة رحيل الرئيس الأسد، قائلاً: «الأسد سيرحل، لا شك في ذلك، إما بحل عسكري أو سياسي، الخيار له». ولفت إلى أن «حل الأزمة السورية قد يستغرق ثلاثة أشهر أو ثلاث سنوات، ولا أحد يعلم، والمهم هو أن (الرئيس) الأسد لن يكون ضمن هذا الحل».
من جهته اتهم مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من وصفها بــ«الدول الراعية للإرهاب التكفيري» بأنها تعمل على «تفتيت» سوريا والعراق من خلال حماية تنظيم «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية.
Leave a Reply