واشنطن - ضمن رجل الأعمال دونالد ترامب أصوات المندوبين الضرورية للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل أمام منافسته الديمقراطي هيلاري كلينتون أو بيرني ساندرز العازم على مواصلة السباق.
وتمكن ترامب بعد جولة الثلاثاء الماضي من حصد أصوات 1238 مندوباً متجاوزا العدد المطلوب بمندوب واحد، وذلك فيما لا تزال الانتخابات التمهيدية جارية، ما سيكسبه حتما مزيدا من الأصوات.
أحد المتظاهرين المناهضين لترامب يقفز على سطح سيارة شرطة تم تحطيمها في أعمال شغب أعقبت تجمعاً انتخابياً حاشداً للمرشح الجمهوري في مدينة ألبكيركي بولاية نيومكسيكو الثلاثاء الماضي. |
ونال ترامب في ولاية واشنطن أكثر من 76 بالمئة من الأصوات، محققاً ١٧٣ ألف صوت رغم غياب المنافسة بعد انسحاب تيد كروز وجون كايسيك.
وسيخوض ترامب الجولة الأخيرة من السباق التمهيدي والتي ستقام في السابع من حزيران (يونيو)، حيث سيدلي الناخبون بأصواتهم في كاليفورنيا ونيومكسيكو ونيوجيرزي وساوث داكوتا ومونتانا.
ومن جهة الديمقراطيين، من المتوقع أن تحقّق المرشحّة الدّيمقراطيّة هيلاري كلينتون عدد الأصوات المطلوب للترشيح الرسمي في جولة السابع من حزيران، رغم أنّ منافسها بيرني ساندرز يواصل حملته بنشاط، حاشداً عشرات الآلاف من مؤيّديه في مؤتمراته الانتخابيّة، لاسيّما في ولاية كاليفورنيا التي يبدو أنها تشهد معركة شرسة بين المرشحين.
وكانت الانتخابات التّمهيديّة للدّيمقراطيين في ولاية واشنطن جرت في آذار (مارس) الماضي، وفاز فيها ساندرز.
استطلاعات الرأي
وأظهرت استطلاعات الرأي أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب تقدم للمرة الأولى على منافسته المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الاستطلاعات الرئاسية، ولكن بفارق ضئيل جدا.
وبحسب موقع «آر سي بي» المختص بتحليل الاستطلاعات الرئاسية في شيكاغو فان ترامب يتقدم الآن على كلينتون بما متوسطه 0.2 بالمئة. ويستخدم موقع «آر سي بي» نتائج آخر خمسة استطلاعات، والتي جاءت نتائجها على الشكل التالي: تقدم ترامب في استطلاع شبكة «أي بي سي/واشنطن بوست» بنسبة 2 بالمئة وتقدمت كلينتون في استطلاع «أن بي سي/وول ستريت جورنال» بنسبة 3 بالمئة وتقدم ترامب في استطلاع «راسموسن» بنسبة 5 بالمئة وتقدم ترامب في استطلاع «فوكس نيوز» بنسبة 3 بالمئة وتقدمت كلينتون في استطلاع شبكة «سي بي أس/نيويورك تايمز» بنسبة 6 بالمئة.
وتختلف نتائج هذه الاستطلاعات لأنها تعتمد منهجيات مختلفة لتقييم الرأي العام.
مانحو الحزب الجمهوري يتجاهلون ترامب
ورغم شعبيته الجارفة يرفض عدد كبير من الأثرياء الذين يمولون في العادة الحملات الإنتخابية للحزب الجمهوري، دعم دونالد ترامب في الإنتخابات العامة.
وقالت مجلة «بيزنس إنسايدر»، «يبدو ان دونالد ترامب سيواجه صعوبة كبيرة في استمالة الجهات المانحة داخل الحزب الجمهوري». وأضافت، «على الرغم من ان دونالد ترامب استطاع كسب أصوات ملايين الناخبين المتحمسين خلال موسم الإنتخابات التمهيدية، إلا انه واجه صعوبة كبيرة في الحصول على دعم الجهات المانحة».
قطب العقارت الذي قام بتمويل حملته الإنتخابية بشكل ذاتي، يستعد لصرف حوالي مليار دولار في الإنتخابات العامة، بعد موافقته على تلقي الدعم من الحزب الجمهوري في الانتخابات العامة.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن نسبة كبيرة من المانحين الجمهوريين يتجاهلون صراحة إمكانية دعم ترامب في الإنتخابات العامة، وعددت الصحيفة اسماء المانحين الذين سيحجبون دعمهم عن ترامب، كاشفة في الوقت نفسه عن المراكز الحساسة التي يشغلها هؤلاء.
وفي سياق الدعم المتنامي لحملته في أوساط المحافظين، أعلن المرشح الرئاسي الجمهوري السابق، ريك سانتورم، الثلاثاء الماضي، تأييده لدونالد ترامب، قائلا إنه تأثر بالقائمة التي قدمها ترامب لمرشحين محتملين للمحكمة العليا.
وأبلغ سانتورم، الذي انسحب من السباق الرئاسي في شباط (فبراير) الماضي وألقى بثقله خلف السناتور ماركو روبيو، قناة «فوكس نيوز»، أن «القضية الأكثر أهمية هي الحفاظ على دستور هذا البلد ومحكمة عليا ليبرالية ستدمره».
وكشف ترامب النقاب، الأسبوع الماضي، عن قائمة تضم 11 قاضياً محافظاً قال إنه إذا انتخب رئيساً للولايات المتحدة سيختار أحدهم ليحل محل قاضي المحكمة العليا الراحل أنتونين سكاليا.
كلينتون ترفض مناظرة ساندرز
رفضت هيلاري كلينتون دعوة من قناة «فوكس نيوز» التلفزيونية لمناظرة أمام منافسها بيرني ساندرز في كاليفورنيا على الرغم من موافقتها في السابق على مناظرة تعقد في أيار (مايو) الجاري.
وقالت حملتها في بيان، الاثنين الماضي «نعتقد أن أفضل استثمار لوقت هيلاري كلينتون هو مواصلة الحملة الانتخابية والالتقاء بشكل مباشر مع الناخبين في أرجاء كاليفورنيا والاستعداد لحملة انتخابات عامة ستضمن بقاء البيت الأبيض في أيدي الديمقراطيين».
ووافق ساندرز بالفعل على المشاركة في المناظرة وقال في بيان «أشعر بخيبة أمل لكنني لم أتفاجأ بعدم استعداد الوزيرة كلينتون لمناظرة، قبل أكبر وأهم انتخابات تمهيدية» في إشارة الى ولاية كاليفورنيا التي يعول ساندرز على تحقيق انتصار فيها.
ويبقى عضو مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية فيرمونت صامدا في معركته الطويلة أمام كلينتون مؤملاً الفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) رغم أنه متأخر عنها في عدد المندوبين بسبب دعم «المندوبين الكبار» (كبار سياسيي الحزب) لكلينتون.
ورغم أنها لم تنل بعد، الغالبية الضرورية، 2383 من المندوبين، للفوز بترشيح حزبها، لكن من المتوقع أن تحرز كلينتون هذا الرقم حتى لو خسرت ما تبقى من الولايات التي ستقام فيها الانتخابات على أساس النسبية.
تجدر الإشارة إلى أنه بعد انتهاء الانتخابات التمهيدية للحزبين في جميع الولايات الأميركية، سيعقد الحزب الجمهوري مؤتمره الوطني، في 18 تموز (يوليو)، بمدينة كليفلاند في ولاية أوهايو لاختيار مرشح له في حين يعقد الديمقراطيون مؤتمرهم في 25 من الشهر ذاته في مدينة فيلاديلفيا (بنسلفانيا).
Leave a Reply