يناقش الإرهاب والهجرة والاقتصاد في «قمة السبع» باليابان
شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس الماضي في افتتاح أعمال قمة مجموعة السبع في اليابان التي تركزت النقاشات فيها حول عدة قضايا وعلى رأسها أزمة الهجرة وسبل مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله بالإضافة إلى كيفية دفع عجلة نمو الاقتصاد العالمي.
والتقى أوباما قادة دول وحكومات الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وألمانيا وكندا واليابان في بلدة ايسي-شيما المنطقة الساحلية في وسط اليابان حيث تم البحث في العديد من المواضيع الأخرى مثل التوتر بين الصين وجيرانها في بحر الصين الجنوبي وبحر الصين الشرقي، والأزمة بين روسيا وأوكرانيا، والصحة والمناخ.
وعقد أوباما على هامش قمة مجموعة السبع في اليابان مؤتمراً صحفياً سخر خلاله من زعيم حركة طالبان الأفغانية والمرشح الجمهوري دونالد ترامب قائلاً إن عددا من الاقتراحات التي قدمها الأخير «تظهر إما جهله بشؤون العالم أو موقف شخص متعال على الآخرين، أو اهتمامه بتصدر العناوين في وسائل الإعلام والتغريدات».
وسبق أن وجه أوباما، الذي تنتهي فترته الرئاسية في يناير 2017، انتقادات غير مباشرة في الأسابيع الماضية لترامب، لكن من دون أن يسميه، مؤكدا أن «الجهل ليس فضيلة» وأن «بناء جدران لا يجدي نفعاً». وتطرق أوباما في تصريحاته الصحافية إلى الحوار بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان التي اختارت زعيما جديدا لها إثر مقتل زعيمها السابق الملا أختر منصور بغارة أميركية السبت الماضي.
وأبدى الرئيس الأميركي شكوكا إزاء احتمال استئناف محادثات السلام الأفغانية، وأقر بأن من الصعب إيجاد شريك على رأس الحركة يرغب في التفاوض. وقال ساخرا في معرض رده على سؤال حول اختيار الملا هيبة الله اخوند زاده زعيما جديدا لطالبان «لم أكن أتوقع أن يتم اختيار ديمقراطي ليبرالي»، وأضاف «نعتقد أن طالبان ستمضي في خط العنف».
من جهة أخرى، حذر أوباما من خطورة طموحات كوريا الشمالية النووية، مشيرا إلى وجود تقدم في معالجة انتشار السلاح النووي حول العالم، ولا سيما مع نجاح المفاوضات المتعلقة بملف إيران النووي.
وقال الرئيس إن «كوريا الشمالية تشكل مصدر قلق شديد للجميع. ليسوا قادرين الآن على ضرب أهداف أميركية ولكن كلما قاموا بتجربة نووية، حتى لو كانت فاشلة، فإنهم يتعلمون شيئاً».
وأضاف «من الواضح أنهم لا يزالون مقتنعين ولا سيما كيم جونع إون (رئيس كوريا الشمالية) أن شرعيته مرتبطة بتطوير أسلحة نووية».
والتقى الرئيس أوباما الأربعاء الماضي رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عشية قمة مجموعة السبع.
ووصل أوباما إلى اليابان لحضور القمة قبل أن يقوم بزيارة تاريخية إلى هيروشيما في وقت لاحق يوم الجمعة (مع صدور هذا العدد) مؤكداً أنه لن يقوم بتقديم اعتذار للشعب الياباني بسبب القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وهذه ثاني جولة يقوم بها أوباما منذ وصوله إلى البيت الأبيض إلى آسيا، القارة التي باتت أولوية في الاهتمام السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
يشيد بـ«الشراكة» مع فيتنام في زيارة استمرت ثلاثة أيام
اختتم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأربعاء الماضي، زيارة رسمية لفيتنام استمرت ثلاثة أيام أكد من خلالها على «العلاقة المتينة» مع هانوي، «العدو السابق» و«الحليف الجديد» بوجه الصين التي تشهد توتراً مع دول الجوار على خلفية النزاعات الحدودية في بحر الصين الجنوبي.
وجاءت زيارة أوباما الى فيتنام الشيوعية بعد مضي 40 سنة على نهاية الحرب معها وكانت أبرز نتائج الزيارة وأوضحها رفع الحظر على مبيعات الأسلحة الأميركية لهانوي في رسالة قرأها المراقبون على أنها موجهة الى بكين.
أوباما يتناول الحساء الفيتنامي التقليدي «بون تشا» بمطعم شعبي صغير في هانوي برفقة الطاهي الأميركي الشهير انتوني بوردان. الذي قال «كلفة العشاء مع الرئيس كانت ستة دولارات وأنا دفعت الفاتورة» .(رويترز) |
وألقى أوباما يوم الثلاثاء الماضي خطاباً مؤثراً في هانوي أشاد فيه بمتانة العلاقات بين الولايات المتحدة وفيتنام، مؤكداً أن ضمان حقوق الانسان الاساسية في هذا البلد لا يهدد الاستقرار.
وقال الرئيس باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي في اليوم الأول من زيارته إلى هانوي إن رفع الحظر عن مبيعات الأسلحة الأميركية لفيتنام ينبع من رغبة الولايات المتحدة في إكمال عملية التطبيع الطويلة التي بدأتها مع فيتنام.
وأشاد الرئيس الفيتنامي تران داي كوانغ من جانبه بالقرار، وأضاف أن هذا يدل على أن العلاقات بين البلدين تم تطبيعها بالكامل.
وقال الرئيس الأميركي في خطاب ألقاه الثلاثاء الماضي أمام أكثر من ألفي شخص نقله التلفزيون مباشرة ان «ضمان الحقوق لا يشكل تهديداً للاستقرار». وأضاف «حين يكون بوسع المرشحين التقدم بحرية للانتخابات، فهذا يجعل البلد أكثر استقراراً إذ يكون المواطنون على يقين بأن أصواتهم لها قيمتها»، وذلك بعد اقتراع في البلاد استبعد منه المرشحون المستقلون.
وتابع بعد ساعات من لقائه معارضين فيتناميين «حين تكون الصحافة حرة، حين يكون بوسع الصحافيين والمدونين كشف الظلم والتجاوزات، فهذا يجعل المسؤولين الرسميين ملزمين بالخضوع للمحاسبة، ويعطي الشعب ثقة في النظام».
وبعد لقائه الاثنين الماضي أبرز القادة في البلاد وفي الحزب الشيوعي الفيتنامي وإعلانه رفع الحظر على بيع الأسلحة لفيتنام، تطرق أوباما في خطابه الى التقارب المهم بين البلدين خلال العقدين الماضيين.
وإثر ترحيبه بـ«الجهود الجبارة» التي حققها هذا البلد الذي يضم 90 مليون نسمة، في محاربة الفقر أو في تعليم الأولاد، قال أوباما في خطابه «جئت الى هنا مدركاً الماضي وتاريخنا الصعب لكنني أتطلع الى المستقبل». وأضاف «يمكننا قول جملة لم نكن نتصور أن في إمكاننا قولها: اليوم تربط فيتنام والولايات المتحدة شراكة!».
وحذر أوباما بكين داعياً الى حل «سلمي» للخلافات في بحر الصين الجنوبي. وقال «يجب أن تكف البلدان الكبرى عن مضايقة البلدان الاصغر» في إشارة الى النزاعات الدائرة بين الصين وعدة دول في جنوب شرق آسيا.
وتتنازع الصين وفيتنام السيادة على أرخبيلي باراسيلز وسبراتليز، الواقعين في قلب الطرق البحرية الدولية، واللتين تحتوي مياههما، بحسب ما يعتقد على ثروات نفطية.
كما تضمن جدول أوباما زيارة مدينة هوشي منه «سايغون سابقاً»، التي سميت باسم زعيم المقاومة الفيتنامية، وذلك قبل توجهه الى اليابان للمشاركة في قمة مجموعة السبع.
واختتم الرئيس الأميركي زيارته إلى فيتنام بلقاء مفتوح مع عدد من الشباب، تناول الحريات وقضايا أخرى بينها مسألة التغير المناخي.
وتزامنت زيارة أوباما مع توقيع اتفاق مع هانوي، يسمح لـ«فيلق السلام الأميركي» بالعمل في البلد الآسيوي، للمرة الأولى.
وقالت مديرة «فيلق السلام» كاري هيسلر راديليت، التي وقعت الاتفاقية مع سفير فيتنام لدى واشنطن فام كوانغ فنه، إن البرنامج الذي سيبدأ خلال العامين المقبلين، يسمح لمتطوعي فيلق السلام بتدريس اللغة الإنكليزية بمدارس في هانوي وهو تشي منه، أكبر مدينتين في فيتنام.
وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي حضر مراسم التوقيع، إن الاتفاقية تبشر بمزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين، وأضاف «أن يكون بمقدور فيلق السلام التحرك قدما وأن يأتي شبان أميركيون ليكون بمقدورهم تعليم الإنجليزية في هانوي وهو تشي منه، هو الخطوة التالية في بناء العلاقة بين الولايات المتحدة وفيتنام».
يؤكد تصفية زعيم طالبان
أكد الرئيس باراك أوباما الاثنين الماضي مقتل الملا أختر منصور زعيم حركة طالبان الأفغانية في غارة جوية أميركية، معتبراً أن ذلك يشكل «محطة» في جهود «اعادة السلام» الى أفغانستان. وقال أوباما في بيان صدر عن البيت الابيض أثناء زيارته لفيتنام إن مقتل الملا منصور في غارة أميركية استهدفته السبت الماضي في باكستان، هو «محطة هامة في جهودنا بعيدة الأمد لاعادة السلام والازدهار الى أفغانستان».
وتابع أن «على طالبان أن يغتنموا هذه الفرصة ليتبعوا السبيل الوحيد الحقيقي لوضع حد لهذا النزاع وهو انضمامهم الى الحكومة الافغانية في عملية مصالحة».
وقال «أزلنا زعيم منظمة، واصل التخطيط ضد قوات الولايات المتحدة والتحالف وشن هجمات عليها، وشن حربا على الشعب الافغاني وانضم الى مجموعات متطرفة مثل القاعدة». وتابع ان الملا منصور رفض الجهود «من أجل الانخراط بشكل جدي في محادثات السلام ووقف العنف الذي تسبب بمقتل العديد من الأبرياء الأفغان من رجال ونساء وأطفال». وأقر مسؤولون في حركة طالبان الافغانية بمقتل زعيمهم في غارة أميركية نفذتها طائرة بدون طيار في باكستان باقليم بلوشستان الباكستاني، وهو ما أكده ايضا وزير الخارجية الأميركي جون كيري. وترأس الملا منصور حركة طالبان في تموز (يوليو) 2015 بعد الاعلان المفاجىء عن وفاة الملا عمر مؤسس الحركة.
يستأجر منزلاً في واشنطن
قام الرئيس باراك أوباما باستئجار أحد المنازل في حي كالوراما الراقي في العاصمة الأميركية واشنطن، بهدف الإقامة فيه بعد مغادرة البيت الأبيض في العام 2017.
ويملك المنزل جو لوكهارت، السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون.
وبُني المنزل في العام 1928 ويتضمن تسع غرف وثمانية حمامات. وبيع المنزل في العام 2014، بقيمة 5 ملايين دولار. ويعتبر حي كالوراما من الأحياء الراقية حيث تُوجد مقار إقامة لسفراء بريطانيا وفرنسا وأيسلندا والبرتغال.
وقال أوباما إنه سيبقى مع عائلته في واشنطن، بعد انتهاء فترة رئاسته حتى تتمكن ابنته الصغرى من استكمال دراستها.
Leave a Reply