فاطمة الزين هاشم
منذ أشهر تناولت في إحدى مقالاتي أسعار البيض المبالغ بها آنذاك، حيث وصل سعر «الدزينة» إلى أربعة دولارات وما فوق، فتململ المستهلك وضاق ذرعاً من الغلاء الفاحش الذي لم يعرف سببه.
تساءلت يومها عن السبب وعللت بأنّ من الممكن أن تكون الديكة قد أصيبت بعجز جنسي أو قلّ الاخصاب لدى الدجاجات وهما أمران واردان في هذا الخصوص، واقترحت يوم ذاك على عاملي الأبحاث الطبية بأن يكثّفوا أبحاثهم في استحداث «فياغرا» للديكة أسوةً بالرجال الذين يضعونها في جيوبهم للطوارئ وحسب المثل «ماحدا أحسن من حدا»، عندها سيكثر الإنتاج وتنخفض الأسعار ويأكل الناس البيض، وخاصة الفقراء منهم الذين لا يحصلون على «الفود ستامب» لأنه مخصّص للأغنياء وأصحاب المطاعم وأصحاب محطّات البترول لتكبر كروشهم على حساب الفقير الذي يصل به الأمر إلى التحفّي لكي يحصل على هذه المساعدة، وفي الغالب لا يحصل عليها.
والظاهر أنّ هذه النصيحة قد عُمل بها وأتت بنتيجة إيجابية، حيث وصل سعر دزينة البيض إلى خمسة وعشرين سنتاً في أحد المحلات التجارية بديربورن، هذه المدينة العجيبة التي لا يوجد فيها حلّ وسط فإمّا غلاء فاحش وإمّا رخص غريب.
كنتُ أتسوّق مؤخراً في نفس المتجر فقابلني أحد مالكيه وهو رجل لطيف ومؤدّب وخلوق، قال لي ممازحاً: «غداً ستكتبين يا سيّدتي الفاضلة مقالاً جميلاً يسعد المستهلك وسيكون مفاجأة لجميع زبائننا» فسألته بفضولي الصحفي: ما الخبر؟ قال: «غداً ستوزّع أوراق الاعلانات على المنازل وستقرأينها كما أقرأ مقالاتك».
إذن استمتعوا بأكل البيض، وإليكم نبذة عن منافعه:
يعدّ البيض واحداً من أغنى مصادر السيلينيوم حيث يشكّل حوالي 22 بالمئة من محتوى البيضة وهو معدن أساسي بجانب اليود المطلوب لإفراز الغدّة الدرقية وتفعيل التمثيل الغذائي.
ويساعد البيض على تنشيط الجسم، حيث يعتبر غذاءً كاملاً لاحتوائه على البروتين والدهن والفيتامينات والهرمونات والأملاح المعدنية وهايدرات الكربون، وهو أحسن الأغذية وأيسرها انهضاماً ويعطى لذوي الصحة الطبيعية، كما وجدت الأبحاث أنّ البيض يساعد على الشفاء من إعتام عدسة العين لاحتوائه على عنصر «الزياكسانثين».
إنّ تناول بيضة واحدة يومياً يمنع الإصابة بالضمور البقعي للعين، كما يمنح البيض لمتناوليه شعراً لامعاً وأظافر قويّة.
كذلك يحتوي البيض على نسبة عالية من البروتين وهو عنصر هام لبناء خلايا الجسم ويعمل على بناء الأنسجة ولبنة هامّة للعظام والعضلات والغضاريف والجلد والدم، مثلما يمنع فقر الدم.
وليس بيض الدجاج وحده المقصود هنا، فهناك أناس يفضّلون بيض البط والأوز، وآخرون يأكلون بيض النعام أو بيض التماسيح، ولا يفوتكم بيض السمك الشهير بــ«الكافيار» وهو أغلى أنواع البيض.
وهكذا اختلف الناس في تناول ما يناسب أذواقهم، ولكن في المجمل يعتبر البيض مفيداً بفيتاميناته التي يحتاجها الجسم السليم، ولكن علينا أن لا ننسى أنّ كما للبيض من فوائد فإنّ له مضارّاً أيضاً وأهمّها حسّاسية البيض إذ على من لديه حسّاسية منه، الابتعاد عنه، وهناك بعض الأمراض التي ينقلها البيض تستحقّ النظر والاحتراز، حتى لا يقع أحد في الأذيّة بتناوله.
يتّهم البيض بزيادة الكولسترول والدهون الثلاثية وبخاصّة في الصفار حيث تتركّز كمّية ملغرام واحد من الكولسترول في كلّ بيضة، كذلك على المرضى المصابين بتصلّب الشرايين والذين يعانون من ضغط الدم المرتفع أو أمراض القلب، والمصابين بحصى الكلى والمرارة أن يبتعدوا عن أكل البيض، وهناك ملاحظة أودّ أن أوردها إذ تفيد بعض الأبحاث بأنّ البيض بريء من الكوليسترول، حسب مصادر بعض أخصّائيّي التغذية، ولكن لحدّ اليوم لا يوجد تأكيد قاطع على وجوده في البيض من عدمه. وإلى أصحاب الصحّة السليمة أقول: كلوا البيض بالهنا والشِفاء وادعوا للديكة بالنشاط الدائم والهمّة القوية حتّى لا تعودوا إلى موجة غلاء البيض مرّة ثانية.
Leave a Reply