مؤسَّسات الإمام الصدر هي مؤسَّساتٌ رائدة في مجال التمكين الثقافي والصحي والاجتماعي والاقتصادي للمرأة. وتقدّم خرِّيجات المؤسَّسة مثالا حقيقياً عن نساءٍ يشاركن بكفاءةٍ ومسؤوليةٍ في الحياة الاقتصادية والاجتماعية لأسرهنّ ومجتمعاتهن. كما تسهر المؤسَّسة أيضا على توفير الرعاية والتعليم للأطفال والشباب ضمن بيئةٍ آمنة ومنظَّمة تضمن التوعية الاجتماعية وفرص التعلّم الحقيقية للجميع. إن هدف المؤسَّسة هو أن توفِّر لهؤلاء رعايةً شاملة، سواءٌ ضمن مجمّعاتها الثقافية أو داخل أسرهم، وأن تقدِّم لهم رعايةً صحية أولية متكاملة بجودةٍ ومعايير تلبي الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية والصحية للمجتمعات المحلية. وطموح المؤسَّسة هو أن يصل كل فردٍ من الأفراد الذين تعمل معهم إلى رعاية صحية ملائمة في الوقت والمكان المناسبين.
انطلاقاً من هذه الأولويات التي باتت راسخة في رؤية المؤسَّسة، وضعت الإدارة خطة تنفيذية واضحة وشاملة تسعى إلى تحقيق الرسالة المرسومة باعتماد مقاربة السجل المتكامل لقياس الإنتاج. ونتيجة لذلك، اعتُمِدَت أربعة محاور استراتيجية للعمل، وهي: تمكين المرأة، وتوفير الرعاية والتعليم للأطفال، وتوفير الرعاية الصحية الأولية، والحكم السليم.
وتتوزَّع الأهداف ضمن أربعة أركان أساسية للعمل، فالركن الأول هو الموارد البشرية، مثلا التعلّم والتطوير من خلال بناء المهارات وتطوير البنية التحتية التعليمية والمهنية والصحية والقاعدة المعرفية المعلوماتية. ثمّ ومن خلال الركن الثاني للعمل، أي البرامج والنُظم والعمليات الداخلية، سيتمكّن الموظفون من تطوير التدريب والتعليم المهنيِّين ووضع مناهج تدريسية متخصِّصة للمجموعات المستهدفة، ومن خلق بيئة وطنية ملائمة ومحفزة لتمكين المرأة اللبنانية، الأمر الذي يمكّن المرأة بالتالي من تحقيق توازنٍ أكبر داخل أسرتها وفي حياتها الاجتماعية والاقتصادية. كما أنَّ ذلك يسمح بتوفير خدماتٍ صحية ورعائية مُحسَّنة، ويزيد من كفاءة الهيكلية التنظيمية، ويدعم صورة المؤسَّسة في لبنان والخارج. في هذه المرحلة، يصبح فريق العمل قادراً، انطلاقاً من الركن الثالث الذي يتناول الموارد المالية، على تعزيز التخطيط المالي في المؤسَّسة بهدف توفير خدمةٍ أفضل للجهات المستفيدة المستهدفة، التي يُعنى بها الركن الثالث من العمل، ما يحقّق مجتمعاً عصرياً يؤمِن بالعدالة الاجتماعية ويخلو من الجهل والفقر والمرض والعنف.
التغطية
يمتد المجمّع الرئيسيّ لمؤسَّسة الإمام الصدر على أرضٍ مساحتها 30000 متر مربع، وهو مجمّعٌ ثقافي وتربوي ضخم مجاورٌ لقلب مدينة صور، النابض. للمؤسَّسة أيضاً مُجمّعٌ آخر أصغر حجماً يقع في ضواحي بيروت الجنوبية، إضافةً إلى سبعة مراكز تنمية مجتمعية متفرقة تنتشر في بقعة الجنوب الجغرافية. تستضيف هذه المجمّعات عدداً من المدارس ومراكز التدريب المهني والمستوصفات والخدمات المتخصِّصة وخدمات التزويد بالأطعمة والمياتم، والأهم من ذلك كله، وجود مركز للاجتماع والنقاش والاتفاق على المستقبل الذي نستحقه. والحدث السنوي الأبرز الذي يُنظَّم في هذا السياق هو مؤتمر «كلمة سواء»، الذي يُنظَّم في بيروت.
التأهب والجهوزية
بالنظر إلى النتائج المخيفة التي تخلفها الأزمة الحالية التي تجتاح منطقتنا، والمصحوبة باحتمال تعرّض المنطقة إلى مزيدٍ من حالات الطوارئ التي تهدِّد مجتمعاتٍ بأسرها، اتُخِذ القرار بضرورة مواصلة بناء قدرات المؤسَّسة على مستوى التأهب والجهوزية. وفي هذا السياق، يجري التحضير للكثير من أنشطة بناء القدرات من أجل تعزيز مهارات فرق عملنا. كما يجري العمل بشكلٍ منتظم على تحديث خارطة الوضع القائم.
بعد تنفيذ سلسلة من الأنشطة التدريبية المتفرقة، اتخذت مؤسَّسة الإمام الصدر قراراً بمأسسة أنشطة بناء القدرات، حيث أنشأت في 2010 فرعا مستقلاً تحت اسم «طاقات».
وهدف «طاقات» هو تعزيز قدرات وطاقات العاملين في المجتمعات المحلية، عن طريق تزويدهم بالأدوات التنظيمية والتقييمية ذات الصلة، وتوعيتهم حول العوامل السياقية المُحدَّدة التي قد تؤثر في عملهم أثناء معالجة مشاكل التنمية في لبنان عموماً، والجنوب خصوصاً.
ومن خلال التفاعل مع ممثلي العديد من المنظمات الأهلية، تعزّز المؤسَّسة حضورها وتسلّط الضوء أكثر على الدور الذي تؤديه، وتحسِّن وعيها وإدراكها لأوضاع المجموعات المهمَّشة داخل المجتمعات التي تعمل فيها. والحوار الذي يتولّد في هذا السياق يساعد ويلهم واضعي البرامج والوظائف المختلفة في المؤسَّسة، حيث أنَّه يعطي نظرةً نافذة إلى احتياجات المجتمعات وتطلعاتها.
أمَّا مضمون المنهاج التدريبي المُعتمَد في المؤسَّسة، فهو يرتبط ارتباطاً وثيقاً بقضايا المشاركة المدنية مثل الحكم والإدارة والمناصرة وتعزيز المحاسبة والمسؤولية الاجتماعية. كما تبرز على هذا المستوى حملات التوعية الإضافية حول مسائل الحقوق القانونية للمجموعات المهمَّشة.
جسر التواصل
أخيراً، يتلخص دور مؤسَّسات الإمام الصدر كمركز للتآزر الاجتماعي على الشكل التالي:
تتطلب القضايا الإشكالية والتحديات الكبرى اعتماد مفهوم التضامن والتعاون كطريقة عيشٍ وتفكيرٍ وعملٍ. وقد حقّقت المؤسَّسة فعلا الكثير من الإنجازات على الرغم من الظروف القاسية التي تهيمن على سياق عملها. وفي ما يلي بعضٌ من الأمثلة:
¶ تحوّلت المراكز الريفية (المستوصفات سابقاً) إلى مراكز للتنمية الريفية والاجتماعية.
¶ باتت مجمّعات المؤسَّسة ومراكزها أماكن لتنظيم ورش العمل ومنتديات التنسيق والتواصل.
¶ أصبحت المؤسَّسة جزءاً ناشطاً في شبكةٍ من الهيئات والمؤسَّسات الإقليمية والدولية المعنية بقضايا التنمية، وتشارك في عددٍ من المنتديات الإقليمية والدولية.
¶ تعقد المؤسَّسة تحالفاً استراتيجياً مع الكثير من وكالات التنمية الدولية والإقليمية.
¶ تقيم المؤسَّسة روابط قوية مع المغتربين اللبنانيين، حيث استحالت الهجرة عنصراً أساسياً في العلاقات الدولية وآليات التآزر العالمي.
Leave a Reply