ديربورن - إن التفوق الدراسي وتحصيل درجات عالية ليس دائماً هدفاً سهل المنال، خاصة حين كانت تقع على عاتق الطلاب مسؤوليات أسرية إلى جانب واجباتهم الأكاديمية، ويصبح التفوق مسألة أكثر صعوبة بالنسبة للطالبات الأمهات اللواتي يتوجب عليهن في المقام الأول رعاية أطفالهن.
لكن الطالبة العربية الأميركية فاطمة رزق (26 عاماً) استطاعت من خلال مواظبتها وطموحها الوثاب حل هذه المعضلة، وتمكنت من التوفيق بين مسؤولياتها كأم تتوجب عليها رعاية طفلين صغيرين وكطالبة تتطلع إلى التفوق في دراستها، بكلية هنري فورد، حيث تدرس البيولوجيا.
أكاديمياً، استطاعت الأم الطالبة تحقيق درجة «أي» في جميع الصفوف التي درستها ما دفع بإدارة الكلية إلى اختيارها لتكون «طالبة العام في قسم البيولوجيا»، لهذه السنة الدراسية.
وعلى الرغم من المصاعب اليومية التي تواجهها خلال تربيتها لطفلتها (3 سنوات) وطفلها (سنتين) اللذين يمنعانها من الاستغراق في النوم العميق خلال ساعات الليل، إلا أن رزق تعتبر طفليها مصدر إلهام لها، وسبباً أساسياً يدفعها لتركيز اهتمامها على التحصيل الأكاديمي، وبدرجات متفوقة.
والتفوق الدراسي ليس جديدا في حياة الطالبة اللبنانية فقد تم اختيارها حين كانت في الـ12 من عمرها كي تمثل مدرستها في إحدى المسابقات العلمية التي ترعاها الجامعة الأميركية في بيروت، بلبنان، حيث تلقت تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي وتخرجت في سن الـ16 من عمرها.
وبعد استراحة طويلة من الدراسة، تزوجت وانتقلت للعيش في الولايات المتحدة حيث أنجبت طفليها، وقررت الانتساب إلى كلية هنري فورد من أجل متابعة دراستها الجامعية بدوام كامل.
كان عليها بالتالي أن تبذل جهودا مضاعفة وأن تتحمل الكثير من الضغوط اليومية والأسرية لمتابعة واجباتها المنزلية والمدرسية والاجتماعية على أتم وجه، والتي أثمرت في نهاية الأمر عن تحقيقها ما كانت تصبو إليه، وهو نيل أعلى العلامات، فبفضل مثابرتها نالت علامات كاملة في دروس الكيمياء والبيولوجيا. وفي هذا الإطار، قالت رئيسة قسم «التكنولوجيا البيولوجية» في «كلية هنري فورد» جولي ستيبانايك: «لا أحد استطاع نيل درجات تامة في تلك الصفوف، منذ 15 عاماً». وأشارت رزق التي تنوي متابعة دراستها الجامعية العليا في اختصاص الصيدلة، إلى أن عينيها اغرورقتا بالدموع حين أبلغتها إدارة الكلية بأنه قد تم اختيارها لتكون «طالبة العام في قسم البيولوجيا»، إضافة إلى تقديم منحة دراسية لها، بقيمة 500 دولار.
وأضافت: «إن ضحكات طفليّ ودعم زوجي كانوا السبب وراء تصميمي على تحقيق الأفضل.. لقد أردت أن أمهّد الطريق لأولادي، وأن أكون قدوة لهم.. بأن أكون الشخص الذي يجعلهم يؤمنون أنه بإمكانهم من خلال العمل الجاد أن يتغلبوا على جميع المصاعب وأن يجعلوا المستحيل ممكناً.
ويبدو أن الأطفال قد بدأوا بالاحتذاء بوالدتهم للتو، فعند إجراء هذا اللقاء معها، كانت طفلتها تجلس إلى طاولة الطعام وهي تمسك كتابا مقلوبا وتتظاهر بأنها تقرأ فيه، وتعلق الأم على ذلك بالقول: «إن أفضل شيء يمكن أن تقولة الابنة هي أنها تريد أن تكون مثل أمها».a
Leave a Reply