لويفيل - شُيّع أسطورة الملاكمة الأميركي محمد علي كلاي يوم الجمعة الماضي، في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، في جولة أخيرة تحت الأضواء لرياضي استثنائي ألهب حماسة الجماهير في زوايا العالم الأربع، وبات اسمه على كل لسان.
لكن تأبين الملاكم الاسطورة الذي جمع عشرات الآلاف من المشيعين من مختلف المشارب والاعراق والاديان، عكره الى حد ما انسحاب الرئيس التركي غاضباً بعدما لمس أن منظمي مراسم وداع علي في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي الأميركية وقفوا في وجه مطامحه الاستعراضية، غادر الأراضي الأميركية عائدا إلى بلاده مكتفياً بالمشاركة في صلاة الجنازة التي أقيمت يوم الخميس. وكان أردوغان يطمح الى القاء كلمة في المناسبة بصفته زعيماً إسلامياً عالمياً، لكن رغباته اصطدمت بمنظمي الحفل الذي تحدث خلاله الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون وتغيب عنه الرئيس الحالي باراك أوباما.
ونقلت صحيفة «حرييت ديلي نيوز» عن مصادر في مكتب الرئاسة قولها إن الرئيس التركي انزعج لأنه لم يسمح له بأن يضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم الراحل. أما وكالة «دوغان» للأنباء فقد أشارت إلى احتمال حصول خلاف بين حراس أردوغان الشخصيين ورجال الأمن الأميركيين، مما دفع الرئيس التركي إلى قطع الزيارة التي كان من المقرر أن تستمر حتى مساء الجمعة.
ودفن الملاكم في مسقط رأسه في صميم لويفيل التي أذّلته ثم مجّدته. فكلاي، الذي شبّ في مدينة منع على السود ارتياد أماكنها العامة في خضم فترة التفرقة العنصرية، عاد الى لويفيل امبراطوراً وجال في شوارع اطلقت عليها اسماء مرتبطة بالهوية التي اختارها لنفسه بعد اعتناق الإسلام. وانطلق موكب التشييع في مسيرة من 30 كيلومتراً وسط حضور الآلاف على جانبي الطريق، الذين توافد بعضهم من افريقيا او آسيا.
ومر الجثمان على متن عربة في مسيرة امام معالم كانت رمزاً في حياة «رياضي القرن العشرين»، وهي منزل طفولته والمتحف الذي يحمل اسمه ومركز الإرث الأفريقي الأميركي الذي يصف حياة السود في كنتاكي، وحتى جادة محمد علي. وبعدها توجّهت مسيرة تشييع البطل الرياضي الذي تجاوز حدود الملاكمة بفضل نضاله من أجل الحقوق المدنية، الى المدفن حيث ووري الثرى أمام أولاده ومقرّبين فقط، بينما حمل النعش الممثل ويل سميث وبطل العالم السابق في الملاكمة لينوكس لويس وستة اشخاص آخرين. وكان سميث أدى دور محمد علي في فيلم «علي» من إخراج مايكل مان في العام 2001، وتم ترشيحه فيه الى أوسكار أفضل ممثل.
Leave a Reply