تايلور - أعلن سلاح مشاة البحرية الأميركية (المارينز) الأسبوع الماضي عن توسيع تحقيقاته بشأن وفاة مجند أميركي مسلم (20 عاماً) من منطقة ديترويت الكبرى في أحد معسكرات التدريب بولاية ساوث كارولاينا، وذلك بعد أن تبين أن المدرب المسؤول عنه كان يواجه أصلاً تهماً بسوء معاملة المجندين المسلمين، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» التي كشفت أن التحقيقات تشمل 15 مسؤولاً في قاعدة جزيرة بارّيس حيث لقي المجند رحيل صدّيقي مصرعه بعد سقوطه من علو ٤٠ قدماً، في بئر السلم داخل المبنى العسكري الذي كان يخدم فيه.
وصدّيقي، هو من سكان مدينة تايلور، وقد توفي يوم 18 آذار (مارس) الماضي بعد 11 يوماً فقط من إلتحاقه بمعسكر التدريب.
رحيل صدّيقي توفي بظروف غامضة بعد سقوطه من ارتفاع 40 قدماً داخل مبنى كتيبته. |
وأقر بيان المارينز بأنه «لم يتم الإلتزام بالإجراءات والسياسات المعمول بها لمنع السلوكيات الخاطئة في إسناد المهمات» في المعسكر، لافتاً الى أن المدرب المسؤول عن صدّيقي ما كان يجب أن يتولى هذه المهمة كونه موضع تحقيق منفصل في حوادث سابقة. ونالت قضية صدّيقي إهتماماً على المستوى الوطني لإلقائها الضوء على المضايقات التي يتعرض لها المجندون من الأقليات في سلاح مشاة البحرية، لاسيما بعدما أثيرت الشكوك في أوساط عائلة صدّيقي والمحامي والنائبة الأميركية ديبي دينغل (ديمقراطية عن ديربورن) حول ما إذا كان قد تم استهداف صدّيقي كونه مسلماً من أصول باكستانية.
ولم يورد بيان المارينز تفاصيل عن سبب التحقيقات السابقة مع المدرب العسكري الذي كان مسؤولاً عن صدّيقي لحظة وفاته، غير أن صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت أنه قام سابقاً بمضايقة مجند مسلم آخر بمعاملته بطريقة عنصرية مهينة، حتى أنه أمر بوضعه داخل نشافة ملابس كعقابٍ له.
من جانبه، قال محامي العائلة نبيه عياد إن العائلة قلقة جداً من أن يكون دين ابنها وراء استهدافه». وقالت دينغل في رسالة بعثتها لسلاح المارينز على ضوء تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال» «كيف لنا أن نضمن تلقي جميع المجندين معاملة متساوية وتدريباً لائقاً ليكونوا جنوداً أكفاء للقيام بواجباتهم دون اللجوء لأساليب عنفية وتمييزية قد تعرض حياتهم للخطر؟». وأضافت دينغل «ما فهمته أن المدرب استمر في التواصل مع المجندين مع أنه قيد التحقيق، ما هي التهم الموجهة له؟ وكيف سمح له بمواصلة عمله رغم أنه قيد التحقيق؟».
وقد أكدت قيادة المارينز طرد مساعد قائد معسكر جزيرة بارّيس، المقدم بول كوتشينوتا، ومستشاره الرقيب نيكولاس ديبرو يوم السادس حزيران (يونيو) الماضي، وبأن التحقيقات المستمرة تشمل 15 مسؤولاً في المعسكر، بشأن ارتكاب مضايقات وإعتداءات جسدية تنافي سلوكيات وقوانين مشاة البحرية.
وقال عياد «نحن نسمع من المحققين والمسؤولين في المارينز قصصاً متضاربة حول حادثة وفاة صدّيقي، حتى قيل لنا إن صدّيقي أسرَّ لمشرفه بأن له توجهات إنتحارية وهذا بالنسبة لنا رواية سخيفة». وأضاف «قيل أيضاً إن صدّيقي أغمي عليه أثناء التدريب وإن أحد المدربين راح يصفعه لاستعادة وعيه فهرع صدّيقي لحظة استيقاظه وقفز فوق حائط ليرمي نفسه في بئر السلم».
لكن عياد أكد أن صدّيقي لم يكن يعاني من أي مرض نفسي وكان محبوباً من جميع من حوله، مؤكداً أنه ومنذ كان طالباً في الثانوية وهو يحلم بالإنضمام لسلاح مشاة البحرية.
وأضاف بأن سقوط صدّيقي لم يكن طوعياً بل دفعه أحد أو عمل أحد على دفعه لفعل ذلك. وقال عياد إن صدّيقي كان يعاني من إلتهاب اللوزتين قبيل الحادث وحاول تنبيه المسؤولين لكن أحداً لم يعره إهتماماً. وتقوم حاليا ثلاث جهات عسكرية بالتحقيق في وفاة صدّيقي: المارينز، ووكالة التحقيقات الجنائية في البحرية، والطب الشرعي والجراحي في البحرية.
Leave a Reply