سامر حجازي – «صدى الوطن»
يحظى الموسم الانتخابي في ديربورن هذا الصيف بمستوى غير مسبوق من الاهتمام الشعبي، حيث تشهد المدينة ثلاثة سباقات محلية محتدمة أحدها على منصب قاض في «المحكمة ١٩» وآخر لعضوية مجلس نواب الولاية عن ديربورن (الدائرة ١٥) إضافة الى سباق على ثلاثة مقاعد في مجلس المدينة التربوي. ومع اقتراب الاستحقاق التمهيدي المقرر في الثاني من آب (أغسطس) المقبل يشتد التنافس بين المرشحين، ولاسيما العرب منهم في معارك انتخابية لا تخلو من الأساليب الملتوية التي تعتمد على بث الإشاعات والتحريض العنصري والمناطقي وحتى العائلي.
وبعد نشر فيديو استهدف سوزان دباجة المرشحة لمنصب قاض في محكمة ديربورن، عبر الكشف عن مستندات فدرالية تدين زوجها، ظهر الأسبوع الماضي تسجيل هاتفي (بصوت آلي) ضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد. كما شكى العديد من مديري الحملات من ان اليافطات التي وضعوها على باحات البيوت الأمامية إما فُقدت أو تم العبث بها وتخريبها.
وقد اشتغلت على مدار الساعة المكالمات الهاتفية لبث التسجيل الذي يهاجم ثلاثة مرشحين دفعة واحدة فقط لأنهم من عائلة حمود، وهم عبدالله حمود المرشح لمجلس نواب ميشيغن، وسوزان دباجة (حمود اسم عائلة زوجها) وعضو مجلس ديربورن التربوي فدوى حمود التي تسعى الى الاحتفاظ بمنصبها.
والمعروف ان المرشحين الثلاثة لا يمتُّون بصلة قرابة لبعضهم الا بالاسم، ولكن التلفون الآلي وضعهم جميعاً في بوتقة واحدة مدعياً وجود مؤامرة واحدة كبيرة تدبرها عائلة حمود هدفها السيطرة على مدينة ديربورن.
وأضاف التسجيل بأننا «لسنا بحاجة لحمود آخر مشبوه في موقع رسمي. أوقفوا جرائمكم واخرجوها من ديربورن». ولم تفصح الرسالة الهاتفية التي لم تستند إلى أي منطق عن هوية الجهة أو الحملة التي كانت وراء التسجيلات الهاتفية هذه.
ماذا قال المرشحون؟
واعتبر عبد الله حمود في حديث مع «صدى الوطن» أن التسجيل ورغم أنه استهداف شخصي إلا أنه لن يثني حملته عن التركيز على برنامجه الانتخابي.
«أنا فخور باسم عائلتي وبالعائلة التي تحمل هذا الاسم» وأضاف «انها واحدة من أكبر العائلات العربية في ديربورن. وباستهدافهم هذا الاسم، إنما استهدفوا الكثيرين. لكن مثل هذه الاساليب تهدف لصرف أنظار الناخبين عن القضايا الحقيقية التي تهم النَّاس».
وتابع حمود أن حملته الانتخابية كانت أيضا ضحية من ضحايا أعمال التخريب التي استهدفت يافطاته الانتخابية الموضوعة في الحدائق الأمامية لبعض المنازل والمتاجر، «ولكن مثل هذه الأساليب أمر شائع خلال موسم الانتخابات. وهذا أمرٌ يحدث في كل حملة وخلافاً لغيرنا، فقد اخترنا عدم إيلاء الموضوع أهمية أكثر من اللازم لأنه نتاج طبيعي للانتخابات كما ان اليافطات بحد ذاتها لا تصوّت».
من ناحيتها، أعلنت المرشحة لمنصب قاضٍ في ديربورن آبي بزي أن حملتها سجلت حالات تم فيها إزالة وتخريب يافطاتها، مؤكدة أن لا وقت لديها للاهتمام بتكتيكات رخيصة من هذا النوع، في حين رفضت دباجة الإدلاء بأي تعليق لـ«صدى الوطن».
أما منافس عبدالله حمود على عضوية مجلس نواب الولاية، براين ستون، فأدان عبر حديث مع «صدى الوطن» هذه التصرفات، مؤكداً أن حملته الانتخابية لن تلجأ لمهاجمة أي من المنافسين. وأضاف «اعتقد ان الناخبين يفهمون أن هناك منافسة حادة في السياسة، لكنهم يتوقعون أيضاً رؤية حملات تحافظ على مستوى معين من اللياقة». لسوء الحظ، كان هناك عدد من الحوادث المؤسفة مثل مضايقة المتطوعين، والحاق الأضرار بالممتلكات وبث رسائل هاتفية تحريضية وغير دقيقة وغير واقعية. «اعتقد انه اذا كان هناك أي مرشح يريد مهاجمة أحد خصومه، ينبغي أن يكون على استعداد لوضع اسمه على المحك وعليه دعم أقواله، لا اللجوء إلى التكتيكات الاستفزازية للناخبين».
استهداف جين هانت
وفي اتصال مسجل آخر هوجم المرشح لمحكمة ديربورن جين هانت، الذي نال نصيبه من الاستهداف السلبي عبر التركيز على مسيرته كمحامي دفاع عام لمساعدة وتولي قضايا المتهمين غير القادرين على توكيل محام خاص، كما اتهم الاتصال هانت بمساعدة أكثر من ١٠ آلاف مجرم في الإفلات من أقصى العقوبات على مدى ثلاثة عقود من عمله في محكمة ديربورن التي يسعى إلى تبوء منصب قاض فيها اليوم.
وأصدر هانت بياناً صحفياً يوم الأربعاء الماضي يطلب فيه من الناخبين تجاهل الهجمات نافياً أي تورط له في هذه الأساليب «القذرة»، وأسهب بالقول «يدفعني الحزن للقول أن السباق قد اتخذ منعطفا مظلماً وخلال الأسبوع الماضي كانت هناك استطلاعات مدفوعة غير أخلاقية ومكالمات آلية سلبية. وأظن أن الامور ستزداد سوءاً كلما اقتربنا من موعد الانتخابات التمهيدية». وأضاف بأن «قانون ميشيغن المتعلق بالسلوك القضائي واضح جداً حول كيفية تصرف القضاة والمرشحين لشغل الوظائف القضائية. وأنا أحمل هذا القانون على محمل الجد ولقد أعطيت فريقي أوامر صارمة بالالتزام المطلق به»، وختم بالقول «حملتي لم ولن تهاجم خصومي».
Leave a Reply