خليل رمال – «صدى الوطن»
يعوّل أريك سابري الذي عُيِّن مطلع الربيع الماضي أميناً لخزانة مقاطعة وين (Treasurer)، على خبرته المالية والعقارية الواسعة، للاحتفاظ بمنصبه لولاية كاملة من أربع سنوات، في الانتخابات القادمة.
اعتنق الإسلام وأدى فريضة الحج مع زوجته في العام ١٩٨٣ |
ويعد موقع أمين خزانة مقاطعة وين من المناصب التنفيذية الرئيسية في كبرى مقاطعات ولاية ميشيغن، وتترتب عليه مسؤوليات جمة لاسيما وأنه يشرف على أكبر مزاد الكتروني للعقارات المصادرة على مستوى الولايات المتحدة، وهي آفة ستكون على عاتق أمين الخزانة القادم معالجتها لإعادة مقاطعة وين الى طريق الاستقرار والازدهار.
ويتميّز سابري الذي عُيّن في نيسان (أبريل) الماضي، بأنه أول مسلم أميركي من أصول إفريقية يتولى هذا المنصب، وهو يمتلك خبرة وسيرة مهنية كفيلة بأن تجعله مؤهلاً جداً لتولي المسؤولية في هذا التوقيت الحساس، فقد أمضى خمس سنوات نائباً لأمين الخزانة وقبلها ترأس قسم العقارات والضرائب في دائرة مقاطعة وين القانونية لمدة خمس سنوات أيضاً.
وبعد أن ظل منصب أمين الخزانة حكراً على ريموند ووتويتز لمدة أربعة عقود، تقدم العديد من المرشحين لشغل المنصب الى حين إجراء الانتخابات العامة، وقد استقرت اللجنة التي تولت اختيار الأمين البديل على اسم المحامي ريتشارد هاثاواي الذي سرعان ما استقال من منصبه بعد أقل من شهر على توليه، فقررت اللجنة تعيين سابري في نيسان (أبريل) الماضي.
يؤكد سابري أنه «من المهم لأمين الخزانة أن يتمتع بخبرة في العقارات والقانون معاً».
وأضاف «أعتقد أنه من الضروري أن يكون لدى الأمين الجديد خلفية جيدة عن القانون والإسكان. أنا أعرف كيف تعمل الضرائب. وكنت أفهم كيفية عمل الدائرة حتى قبل وصولي إليها» مؤكداً أن تجربته الحياتية والمهنية ستجعله أكثر تفهماً لأولويات دافعي الضرائب.
نبذة عن حياته
عاش سابري وترعرع في منطقة ديترويت ودرس في جامعة «ميشيغن ستايت» (إيست لانسنغ). وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في البناء، حصل على شهادة في المحاماة من «كلية ديترويت للحقوق»، التي أصبحت كلية جامعة «ميشيغن ستايت» للحقوق.
وسابري هو محام مرخص ومارس المحاماة في المحاكم الفدرالية المحلية وأمام المحكما العليا في واشنطن، كما أن لديه رخصة وسيط عقاري وأيضاً رخصة «معلّم سباكة».
ورغم أنه نشأ في أسرة مسيحية، قرر سابري اعتناق الإسلام، وفي عام 1983 أدى هو وزوجته فريضة الحج التي وصفها لاحقاً بأنها تجربة غيرت حياته.
وبهذه الخلفية الثقافية المتنوعة التي تمنحه قواسم مشتركة مع شرائح واسعة من سكان مقاطعة وين، يشدد سابري على أهمية التنوع والتعددية مشيراً الى أن الـ٨٣ موظفاً الذين يعملون في دائرة الخزانة يجب أن يعكسوا التنوع الذي تحتضنه المقاطعة.
تحسُّن ولكن
وأشار سابري إلى أنه منذ أن تبوأ موقعه الجديد بدأ يسعى للتواصل مع جميع مكونات مقاطعة وين حيث التقى بالفعل مع ٣٣ من أصل ٤٣ من رؤساء البلديات، لافتاً الى انه يسعى للقاء البقية خلال الصيف.
وذكر سابري «حصلت على فرصة لقاء الكثير من المسؤولين في البلديات وقد حضرت أربعة أو خمسة مهرجانات بلدية لمعرفة ما يجري في المدن والاطلاع على همومها وكان ذلك جيداً».
وبشأن العنوان الأبرز الذي سيفرض نفسه على أمين الخزانة القادم، وهو مشكلة مصادرة العقارات، صرَّح سابري ان وضع المقاطعة اليوم أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات، ويرجع الفضل في ذلك جزئياً إلى إقرار قانون في لانسنغ أعطى سكان مقاطعة وين فرصة لدفع فوائد أقل على الضرائب المتأخرة تستمر مدة عامين، آملاً بسن مشروع قانون آخر من شأنه تمديد هذا الإجراء لمدة عامين إضافيين.
وقد انخفضت وتيرة المصادرات من حوالي ٢٨ ألف عقار في العام الماضي إلى ما يقرب من ١٧ ألفاً في العام الحالي وستعرض هذه العقارات في مزاد المقاطعة القادم.
تواصل وتسهيلات
وأكد سابري أنه سيحرص على التواصل مع السكان المتأخّرين عن دفع ضرائبهم، قبل بلوغهم مرحلة الخطر. وأنه سيبدي حساسية أكثر خاصة تجاه الأسر التي تمر بأزمات مالية طارئة حتى لا تفقد منازلها عبر توفير آليات تقسيط مناسبة.
وأشار الى أن دائرته عملت على التواصل مع الناس عبر الهاتف والبريد الإلكتروني وطرق أبوابهم، ذلك لأن معظم الناس يخافون من القدوم بأنفسهم الينا «مثل الشخص الذي يخشى أن يذهب الى الطبيب حتى لا يكتشف أنه مريض بالسرطان».
وتعمل دائرة الخزانة أيضاً مع منظمات اجتماعية لتفادي مصادرة العقارات وفقدان الناس لمنازلها.
ويستعد سابري لكشف النقاب عن خطة لوضع أكشاك لدفع الضرائب في جميع أنحاء المقاطعة، مشابهة لأكشاك شركة «دي تي إي» للطاقة، وستتيح لدافعي الضرائب تسديد أقساطهم من دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكاتب الدائرة في وسط ديترويت. ومن المقرر مبدئياً الكشف عن مواقع الأكشاك في منتصف شهر آب (أغسطس) القادم.
وللاحتفاظ بمقعده لولاية كاملة من أربع سنوات، يخوض سابري في آب المقبل الجولة التمهيدية من السباق الانتخابي الذي سيحسم في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. وفي مسعاه الانتخابي، حصد سابري تأييد محافظ مقاطعة وين وورن إيفانز، ورئيس بلدية ديترويت مايك داغن، والمدعي العام لمقاطعة وين كيم وورذي ومفوض مقاطعة وين آل هيدوس.
Leave a Reply