«صدى الوطن» – وكالات
تستضيف حلبة «كويكن لونز» في مدينة كليفلاند ابتداءً من يوم الإثنين القادم ولمدة أربعة أيام فعاليات المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الذي سيتم خلاله تسمية المرشح دونالد ترامب رسمياً للرئاسة الأميركية، وذلك قبل أسبوع من مؤتمر الحزب الديمقراطي الذي سينعقد بين ٢٥ و٢٨ تموز (يوليو) الجاري في مدينة فيلادلفيا.
وإذا كان الغموض لا يزال يلف اسم المرشح الذي سيختاره ترامب لمنصب نائب الرئيس، فإن المسألة على الجانب الديمقراطي تبدو أكثر وضوحاً مع ارتفاع حظوظ المرشح بيرني ساندرز للترشح الى جانب كلينتون على ورقة الاقتراع، بعد التقارب الكبير بينهما مع إعلان سناتور فيرمونت الأسبوع الماضي عن دعمه لترشيح منافسته في الانتخابات التمهيدية.
وحصلت وزيرة الخارجية السابقة وسيدة البيت الأبيض في التسعينات على تأييد ساندرز الذي وقف جنباً إلى جنب مع كلينتون في تجمع انتخابي أقيم يوم الثلاثاء المنصرم في مدينة بورتسموث بولاية نيوهامبشير وقال «أدعم هيلاري كلينتون»، وذلك بعد رفضه المتكرر للانسحاب من السباق ودعم كلينتون في الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، هيلاري كلينتون، على تأييد منافسها السابق بيرني ساندرز.
وأجرى ساندرز مشاورات مع كلينتون منذ ضمنت ترشيح الحزب في حزيران (يونيو) الماضي أملاً في أن يكون له دور في صياغة برنامج الحزب الانتخابي، فيما يرجح المراقبون أن يمهد التقارب مع كلينتون الطريق أمام ساندرز للترشح لمنصب نائب الرئيس، لاسيما وأن الديمقراطيين هم بأشد الحاجة الى توحيد الصفوف للوقوف أمام طموحات ترامب الرئاسية، وإن كان ذلك محرجاً لساندرز نفسه بعد الانتقادات الشرسة التي وجهها الى كلينتون خلال المعركة التمهيدية، بوصفها «غير مؤهلة» للرئاسة وبأنها رهينة مصارف وول ستريت والشركات العملاقة.
ووعد ساندرز بالعمل على مساعدة كلينتون للفوز في الانتخابات، قائلاً إنها أفضل مرشح لمواجهة التحديات التي تواجه البلاد، كما تعهد ساندرز بأن «ثورته السياسية» ستستمر.
وحرص ساندرز أيضاً على توجيه الشكر لملايين الأميركيين الذين دعموه خلال حملته الانتخابية، قائلاً «لقد أطلقنا معا ثورة سياسية لتغيير أميركا وهذه الثورة متواصلة»، مستعيداً أهم عناوين حملته الانتخابية.
واعترف بأنها، وليس هو، من فاز بالمندوبين لنيل الترشيح، منذ عدة أسابيع، وقال ساندرز إنه سيفعل كل ما بوسعه للتأكد من وصول كلينتون إلى البيت الأبيض، وهزيمة منافسها ترامب.
وكانت حملتا كلينتون وساندرز اجتمعتا على هامش مؤتمر برامج الحزب الديمقراطي في أورلاندو بولاية فلوريدا، الأسبوع الماضي.
وشهدت الاجتماعات بين الحملتين تنسيقاً من أجل الإعلان الرسمي عن تأييد ساندرز لكلينتون.
وقالت حملة ساندرز، في بيان، إن هذا التأييد جاء بعد التأكد من تبني كلينتون للعديد من القضايا التي طرحها ساندرز خلال حملته الانتخابية، وأبرزها قضايا العدالة الاجتماعية وتقليص نفقات التعليم الجامعي والعناية الصحية وزيادة الحد الأدنى للأجور.
أما ترامب، الذي يحاول اجتذاب مؤيدي ساندرز الى معسكره، فغرّد قائلاً «إن ساندرز استسلم كلياً للمحتالة هيلاري كلينتون، وأنصاره غاضبون».
يذكر أن ساندرز تشبث بالبقاء في سباق الترشح لفترة أطول مما توقع كثيرون، إذ استمر في المنافسة لأسابيع بعد اتضاح أنه لن يحصل على دعم عدد كاف من المندوبين في مؤتمر الحزب للفوز بالترشح، وذلك بعد نيل كلينتون تأييد الأغلبية الساحقة من أصوات «المندوبين الكبار» وتقدمها بحوالي ثلاثة ملايين صوت شعبي على ساندرز.
كلينتون تتقدم وترامب يصعّد
وفيما يواصل ترامب دراسة قائمة من المرشحين لمنصب نائب الرئيس، أظهر استطلاع للرأى نشرت نتائجه الثلاثاء الماضي أن كلينتون أصبحت تتقدم عليه بـ13 نقطة مئوية. وكشف استطلاع «رويترز/إبسوس» أن 46 بالمئة من الناخبين المحتملين يؤيدون كلينتون، بينما عبر 33 بالمئة عن تأييدهم لترامب، فيما قال 21 بالمئة إنهم لا يدعمون أياً من المرشحين.
وأجري الاستطلاع في الفترة من 8 إلى 12 تموز (يوليو) الجاري. وقد تصدرت كلينتون غالبية استطلاعات الرأي.
ومن بين المرشحين على قائمة ترامب رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش، وحاكم ولاية إنديانا مايك بنس، وحاكم ولاية نيو جيرزي كريس كريستي الذي كان منافساً لترامب في الانتخابات التمهيدية قبل أن يعلن انسحابه ودعمه له.
وأطلق ترامب، الذي تعاني حملته من شحّ التمويل بسبب انكفاء المانحين الجمهوريين عن دعمه، سلسلة من المواقف الحادة ضد منافسته كلينتون في تجمع انتخابي أقيم بمدينة وستفيلد بولاية إنديانا.
واتهم ترامب وزيرة الخارجية السابقة بالمساهمة -بشكل مباشر أو غير مباشر- في صناعة تنظيم «داعش» كما جدد انتقاده لغزو العراق الذي نسف استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها، واصفاً حال الولايات المتحدة اليوم بأنه أسوأ بكثير مما كان عليه قبل ١٥ عاماً.
وانتقد المرشح الجمهوري «النظام الفاسد» الذي طوى ملف رسائل كلينتون الالكترونية دون توجيه أية اتهامات لها رغم استخدامها بريدها الخاص في مراسلات رسمية حساسة. وقال ترامب ساخراً إن الساحر «هوديني لا يمكنه الإفلات من فضيحة الإيميلات كما فعلت كلينتون» معتبراً ذلك أهم انجاز فعلته كلينتون في مسيرتها السياسية.
Leave a Reply