سامر حجازي – «صدى الوطن»
استضاف ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني يوم الثلاثاء ٢٦ تموز (يوليو)، في قاعة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، لقاءاً موسعاً ضم قيادات محلية ورجال أعمال من الجالية العربية الأميركية مع ساندي باروا، رئيس «غرفة ديترويت الإقليمية للتجارة»، وهي إحدى أعرق وأقدم غرف التجارة في الولايات المتحدة ولها تاريخ يمتد لمئة عام في خدمة مجتمع التجارة والأعمال.
وتكرس الغرفة الإقليمية طاقتها لتفعيل إقتصاد منطقة جنوب شرقي ميشيغن من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية وإصلاح التعليم والتعاون الإقليمي وتحقيق فوائد قيمة للأعضاء.
«مهمتنا الرقم واحد هي جذب رؤوس الأموال والمواهب والاستثمار في مجال الأعمال التجارية في ١١ مقاطعة تشكل منطقة جنوب شرقي ميشيغن» قال باروا أمام جمع غفير من قادة ونشطاء ورجال أعمال الجالية، وأضاف «من خلال جهودنا مع غيرنا من الشركاء، نعمل على مستوى الولاية وعلى المستوى المحلي، ونعمد الى تسويق جنوب شرقي ميشيغن على المستوى الوطني والدولي».
وتحدث الزميل السبلاني فأبلغ باروا «أن المشاركة العربية مع الغرفة كانت في حدودها الدنيا، وأن الجالية يمكن أن تتطور وتزدهر بمساعدة الغرفة». وأضاف «أردنا وصل الغرفة بجاليتنا لاستكشاف سبل الاستفادة المتبادلة»، مؤكداً أن لدى «غرفة ديترويت الإقليمية» تأثيراً وقدرة على بلوغ مقاصدها عند حكومات المقاطعات وحكومة الولاية.
ورد باروا بالقول «إن مشاركة الجماعات العرقية المتنوعة والمهاجرين أمر ضروري للغرفة، خاصة لمكافحة المناخ السياسي الحالي الذي يقوده الحزب الجمهوري»، مؤكداً أن الغرفة تتميز بتنوعها الحزبي رغم تعاملها الوثيق مع السياسيين في الولاية.
وأضاف باروا «إن العمل السياسي الذي نقوم به يأتي ضمن الأولويات، ولكنه ليس كل ما نفعله»، وتابع بالقول «لدينا مكتب ضغط (لوبي) بدوام كامل في لانسنغ ويديره موظفون بدوام كامل يكرسون جهودهم لدعم أجندة عمل واسعة ومؤيدة لعالم التجارة والأعمال في الولاية» وأردف بالقول «أنا سعيد أن أعلن أن مكتبنا قد حاز على المرتبة الثانية كأكثر مكاتب جماعات الضغط تأثيراً على مستوى الولاية».
وناقش باروا أيضاً الجهود التي بذلتها الغرفة مع الحاكم ريك سنايدر لإصلاح النظام التعليمي في ديترويت، مشيراً الى أن غرفة التجارة الإقليمية توفر اثنين من برامج المنح الدراسية في ديترويت التي تتكفل بدفع اقساط الكلية العامة (سنتان) والجامعة (أربع سنوات) من دون أي تكلفة تلقى على عاتق الطلاب المستحقين. وتسعى الغرفة حالياً لتوسيع برنامجي المنح إلى الضواحي، لاسيما وأن المنطقة تعاني من انخفاض نسبة السكان البالغين من حاملي الشهادات التعليمية الى حوالي 37 بالمئة في حين يبلغ المعدل الوطني 60 بالمئة.
واستطرد باروا بأن «إحدى الأهداف الهامة لدينا هي زيادة نسبة البالغين الذين يحملون شهادات جامعية أو مهنية… فنحن بحاجة إلى مواهب لشغل الوظائف».
أزمة الأراكيل
وانتهز رجال الأعمال فرصة اللقاء بباروا لابلاغه بعض الشكاوى والمضايقات التي يتعرضون لها، ومنها القوانين البلدية المتعسفة بحق صالات الأراكيل.
ففي السنوات الأخيرة، أنفق أصحاب صالات الأراكيل عشرات آلاف الدولارات من اجل إعادة بناء وهيكلية صالاتهم لتلبية قوانين الولاية التي تحظر التدخين في أماكن تناول الطعام.
ورغم أن هذا القانون لم يجد له آلية للتطبيق، تحركت بعض البلديات لملاحقة الموضوع بنفسها، ومنها بلدية ديربورن التي شنّت حملة على مقاهي الأركيلة في المدينة وصفت بـ«حرب إلغاء» مع إصدار قرار حظرها بعد الساعة الثانية ليلاً ومنعها من تقديم الأركيلة في الهواء الطلق، بذريعة تسببها بالإزعاج، مما تسبب بفقدان الزبائن لصالح المقاهي في المدن المجاورة.
وقد تسببت قوانين الولاية ومراسيم البلدية بقدر كبير من البلبلة والارتباك، مما أدى إلى انخفاض إيرادات مقاهي ديربورن بعد سنوات من ازدهارها.
وقال إنه من غير العادل أن تقوم بالاستثمار ثم يقررون في منتصف اللعبة تغيير قواعدها» لافتاً الى تضرر الكثير من أصحاب الأعمال الذين يملكون مقاهي للاراكيل «وعندما نرى كيف تم التعامل مع هذا القطاع التجاري على مستوى البلدية والولاية، فإننا نجد أن لا معنى له».
من ناحيته، فصَّل عضو مجلس بلدية ديربورن مايك سرعيني الحديث عن «العقبات غير المبررة التي يتعرض لها أصحاب صالات الأراكيل» وأضاف «إنها أسوأ ما رأيته في حياتي… أصحاب الأعمال يأتون إلينا ويقولون: إننا نخسر أعمالنا التجارية لأننا ملتزمون بالقانون. أما الزبون فيقول أنا أريد أن آكل وأدخن في نفس الوقت، ولذلك يذهب إلى مقهى آخر ليس ملتزماً بالقانون».
ورد باروا بالقول إنه لم يكن على دراية بهذه القيود على مقاهي الأراكيل الى أن لفت الحضور نظره اليها، مقترحاً العمل على تغيير القانون عبر إنشاء فريق عمل (تاسك فورس) لصياغة مشروع قانون جديد والضغط على إدارة الحاكم ريك سنايدر للموافقة عليه.
ووصف بارورا القيود الحالية بأنها تحمل نوعاً من التمييز، وبالتالي فإن «تغييرها يبدو وكأنه أمرٌ يمكننا ان ندعمه. فإذا أعطى الحاكم الضوء الأخضر لذلك ستكون باقي الطريق ممهدة بالنسبة الينا. ولكن إذا لم يكن موافقاً لا بد لنا من الضغط من داخل النظام».
وفي نهاية الاجتماع ابدى العديد من النشطاء ورجال الأعمال استعدادهم لتنظيم «تاسك فورس» والتنسيق مع باروا من أجل إنجاز قانون جديد غير جائر لتنظيم مقاهي الأركيلة.
يشار الى أن الحفل التعارفي ضم مسؤولين والعشرات من رجال أعمال الجالية إضافة الى عدد من المسؤولين بينهم عضوتا مجلس ديربورن التربوي مريم بزي وفدوى حمود، وعضو مجلس بلدية المدينة مايك سرعيني، ومساعد القاضي في «المحكمة 19» هلال فرحات، والمحامية آبي بزي المرشحة لمنصب قاضٍ في محكمة المدينة.
وقد استغل الحضور المناسبة للتعرف على باروا وطرح القضايا المتعلقة بالتعليم وبالمشاكل التي تعترض ازدهار الشركات التجارية المحلية.
لمعرفة المزيد عن «غرفة ديترويت الإقليمية للتجارة» يمكن زيارة موقعها التالي على الإنترنت: www.detroitchamber.com
Leave a Reply