ديربورن – «صدى الوطن»
انتزع المرشح العربي الأميركي الشاب عبد الله حمود (٢٥ عاماً) بطاقة الحزب الديمقراطي لتمثيل مدينة ديربورن في مجلس نواب ولاية ميشيغن (الدائرة الـ15) بتفوقه على خمسة مرشحين ديمقراطيين، حيث تصدر حمود السباق بفارق ٨٣٦ صوتاً على أقرب منافسيه. ونال المرشح المدعوم من «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) 3477 صوتاً معظمها في شرق المدينة متقدماً على براين ستون الذي جاء في المركز الثاني، فيما حلت عضو مجلس ديربورن التربوي في المركز الثالث بواقع 1861 صوتاً، فيما جاءت المرشحة العربية الأميركية جاكلين زيدان بالمركز الرابع بـ957 صوتاً.
عبدالله خلال متابعته صدور نتائج الانتخابات في قاعة «النادي اللبناني الأميركي».(صدى الوطن) |
وكانت مشاعر الفرح وبهجة النصر قد غمرت أنصار حمود الذين تجمّعوا لترقب نتائج صناديق الاقتراع، مساء الثلاثاء الماضي، في «النادي اللبناني الأميركي» بديربورن، كما انتشرت مشاعر الرضا في كامل مجتمع الجالية العربية لفوز حمود في الانتخابات التمهيدية، لاسيما وأنه في بداية مشواره السياسي، فحمود الذي ولد في مدينة ديربورن ودرس في مدارسها ثم تخرج حائزا على شهادة البكالوريوس في البيولوجيا وشهادة الماجستير في «الصحة العامة» من جامعة ميشيغن في آناربر، لم يسبق له أن احتل منصباً سياسياً من قبل.
وفي احتفال النصر، خاطب حمود أنصاره وداعميه بالقول: «هذا الفوز هو فوزكم أنتم، وليس فوزي على الإطلاق»، مضيفاً أن سكان مدينة ديربورن قد آمنوا بالدور الذي يمكن أن يلعبه تحت قبة الكابيتول في لانسنغ كنائب عن ديربورن.
وفي حديث مع «صدى الوطن»، قال حمود: «في نهاية الأمر لقد أثمر عملنا الجاد»، مؤكداً أنه يتطلع لتمثيل جميع الناخبين في المدينة سواء أولئك الذين صوتوا له أو لغيره.
ولا يزال حمود يحتاج الى الفوز على منافسه الجمهوري في الانتخابات العامة التي ستقام في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، غير أن «الدائرة ١٥» تميل عادة الى الديمقراطيين بنسبة كبيرة، وهو ما يعني أنه بات قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالمنصب التشريعي.
وفي سؤال حول أولوياته في كابيتول العاصمة، أجاب بأنه يتطلع لـ«صناعة غد أفضل» عبر العمل على قضايا الصحة النفسية ومكافحة تعاطي المخدرات والإدمان، إضافة إلى قضايا التلوث البيئي، لاسيما تلوث الهواء، في منطقة «الساوث إند» (جنوب شرقي ديربورن) وتأمين التمويل الضروري في مجال التعليم والمدارس، وكذلك الضغط من أجل توسيع شبكة النقل العام في المدينة، و«كل القضايا الأخرى التي أشرت إليها خلال حملتي الانتخابية».
ووصف الناشط صهيب الحانوتي فوز حمود بالانتخابات التهميدية بالفوز الرائع.. لأن «حمود هو مرشح يمثل جيلا جديدا من السياسيين الشباب في مجتمع الجالية العربية، ولذلك فقد توحدت الجالية خلفه ودعمته كأحد أبنائها»، بحسب الحانوتي، الذي أضاف: «إنه شخص شاب، موهوب، حيوي، وقد دأب على خدمة الجالية منذ كان طفلا».
وأشار إلى أنه يعرف حمود منذ أيام الجامعة واصفا إياه «بالشخص غير الأناني الذي كرس نفسه لخدمة الآخرين».
بدورها، عبرت خريجة «جامعة هارفرد» مريم جلول، عن فخرها بفوز حمود، وقالت «إنني فخورة به بطريقة لا تصدق، وفخورة بالفريق الذي عمل معه، ومنذ انطلقت حملته منذ عشرة أشهر، قمنا بطرق أبواب منازل المواطنين كل يوم، ولا أحد أكثر استحقاقا منه لما قمنا به. وأنا فخورة لأنه سمح لي بأن أكون جزءا من حملته الانتخابية».
وقد هنأ ستون، وهو محارب سابق في البحرية الأميركية وكاتب عمود صحفي في هافنيغتون بوست- حمود بالفوز، وكتب على صفحته على فيسبوك: «إن نتائج الانتخابات قد أنهت حظوظي الانتخابية ولكن هذا لا يعني أن عملي من أجل مجتمعي سوف يتوقف».
وأضاف: «إن حملتي الانتخابية كانت الأولى من نوعها بالنسبة لمرشح مثلي الجنس يسعى لتمثيل ديربورن في مجلس نواب الولاية، ومع أن النتائج لم توصلني للمركز الأول، ولكننا أثبتنا مع آلاف الناخبين أن مدينة ديربورن هي مدينة محبة ومنفتحة، وهو ما آمنا به دائماً».
مصارع يفوز بترشيح الجمهوريين
سوف يواجه حمود، الجمهوري راينو (40 عاماً) خلال الانتخابات العامة في (نوفمبر) القادم، وذلك بعد فوزه في تمهيديات الحزب الجمهوري فيما حل رجل الأعمال العربي الأميركي بول صوفيا في المركز الثاني.
راينو في صورة نشرتها صحيفة «ديترويت فري برس» |
ومن غير المرجح أن تشفع القوة البدنية لمرشح الجمهوريين وأن تمكنه من الإطاحة بحمود، ذلك أن مقعد الدائرة 15 يعتبر أحد المقاعد المضمونة للديمقراطيين في مجلس نواب الولاية. وكان ملاحظا غياب راينو عن المناظرات الانتخابية التي تم تنظيمها في المدينة للتعرف على برامج المتنافسين، ومع ذلك فقد تمكن من الحلول في المركز الأول بواقع 1033 صوتا متقدما على منافسه الجمهوري بول صوفيا بـ54 صوتاً، وعلى ريتشارد جونسون الذي جاء في المركز الثالث بواقع 979 صوتاً.
وكان مستغربا دعم صحيفة «ديترويت نيوز» لراينو الذي مايزال يمارس رياضة المصارعة الحرة منذ تسعينات القرن الماضي، وهو حاليا يخوض غمار المنافسات في دوري المصارعة الحرة المعروف بـ«سماك داون»، ويبدو أنه لم يتخذ قراره بالاعتزال، حتى في حال فوزه بمقعد في مجلس نواب الولاية، حيث صرّح لموقع «دبليودبليو إي. كوم»، في شهر آذار (مارس) الماضي بالقول «أبلغ الآن الأربعين من عمري، ومازال باستطاعي أن أصارع وأشعر أنه مازال بإمكاني الاستمرار بالمصارعة».
يشار الى أن «الدائرة ١٥» تشمل معظم ديربورن باستثناء عدد محدود من الأحياء الواقعة في شمال شرقي المدينة.
Leave a Reply