سامر حجازي – «صدى الوطن»
يستعد الطالب العربي الأميركي محمد بزي (17 عاما) للانتساب إلى جامعة «مادونا» في مدينة ليفونيا، في الخريف القادم، عقب نيله منحة دراسية من الجامعة لتفوقه في رياضة كرة السلة، بعد أن لمع نجمه في مدرسة «ستار أكاديمي» بمدينة ديربورن هايتس، كأحد أفضل اللاعبين الناشئين على مستوى الولاية.
وبعد أدائه المذهل في العام الدراسي الماضي أثار اهتمام جامعة «ميشيغن ستايت» و«جامعة ميشيغن» وعرضت عليه منح دراسية كاملة مقابل الانتساب الى فرقها، لكنه في نهاية المطاف اختار جامعة «مادونا» الخاصة.
وكان بزي قد خضع -في السنة الثانية من دراسته الثانوية- لعملية جراحية في الركبة إثر إصابته بتمزق عضلي مما أعاقه عن ممارسة اللعبة لمدة عام كامل، ولكنه تمكن، وفور عودته إلى الملاعب، من استعادة مهاراته الرياضية، ليسجل ما معدله 33 نقطة في المباراة الواحدة خلال الموسم الماضي ومعدل 31 نقطة في المواسم السابقة. ونتيجة لإصابته انحسرت عروض الجامعات التي كانت تنهال عليه. ويقول بزي: «لقد صنفوني بأنني قابل للإصابة.. وقد أثر علي ذلك بشكل كبير من الناحية النفسية، ففي كل مرة كنت أنزل فيها إلى الملاعب كنت مرعوبا من أن تصاب ركبتي الأخرى بتمزق عضلي، ولكن حين طرقت جامعة «مادونا» بابي شعرت بالارتياح.
وأشار إلى أنه حتى هذه اللحظة على علم بوجود طالب عربي آخر يقصد جامعة «مادونا» إثر حصوله على منحة دراسية لتفوقه بهذه الرياضة.
وعبر بزي عن إعجابه بمدى الاحترام الذي لاقاه من قبل المدربين وأعضاء الفريق الآخرين، لاسيما وأنه الطالب العربي والمسلم الوحيد في فريق الجامعة الذي أخّر حصص التدريبات لما بعد موعد الإفطار، خلال شهر رمضان الماضي. وقال: «إن زملائي في الفريق يحترمون وضعي كوني مسلما، وهم يتفهمون التمييز ضد المسلمين الأميركيين، ويقومون بتوجيه الأسئلة لي حول الإسلام ويعربون عن تفهمهم الكامل لإجاباتي، وعندما نذهب معا لتناول الطعام يحرصون على الذهاب إلى المطاعم التي تقدم اللحوم والمنتجات الحلال».
ويتطلع بزي إلى دراسة البيولوجيا في جامعة «مادونا» إلى جانب اللعب في فريق السلة التابع لها، كما يحرص على الاحتفاظ بجسم رياضي حيث يواظب على التدريب لثلاث مرات يوميا، خلال خمسة أيام في الأسبوع. وقال: «لو لم تتح لي فرص للعب كرة السلة، لكنت فكرت بدراسة جراحة العظام»، في إشارة إلى تجربته المؤلمة بعد إصابته بتمزق الأربطة. وأضاف: «بعدما أصبت بذلك التمزق واظبت على زيارة طبيب عظام، وقد أردت أن أوصل ذلك الشعور الجميل الذي شعرت به بعد تعافيّ إلى الآخرين».
وينصح بزي الشبان العرب الأميركيين بالاهتمام بالهوايات المفضلة لديهم، مما قد يمكنهم من التفوق فيها، والحصول بالتالي على منح دراسية لمتابعة تحصيلهم الجامعي تعفي أولياء أمورهم من تسديد رسوم التعليم الجامعي، كما حدث معه. وتوجه إلى الأجيال العربية الجديدة بالقول: «لا تبنوا تلك الجدران في عقولكم.. لا تقولوا نحن عرب ولا يمكننا تحقيق ما نصبو إليه، صحيح أنه يوجد تمييز (ضد العرب والمسلمين في الولايات المتحدة) ولكن المدربين يبحثون عن الأشخاص الذين يجيدون اللعب، فإذا كان بإمكانكم اللعب والتفوق بذلك، فإمكانية النجاح قائمة».
Leave a Reply