زهراء فرحات – «صدى الوطن»
اختير لاعب التايكواندو العربي الأميركي حميد دكروب كواحد من أفضل ثلاثة لاعبين في البطولة الوطنية التي أقيمت في السابع من شهر تموز (يوليو) الماضي في مدينة ريتشموند بولاية فيرجينيا.
وقد جاء ذلك الاختيار صادما لصاحبه الذي لم يتوقع ذلك القدر الكبير من النجاح، خاصة وأنه كمحامٍ لا يملك الوقت الكافي للالتزام بالتدريبات، بسبب جدوله المزدحم الذي يتأتى من المهنة.
وكان دكروب قد بدأ التمرين في رياضة التايكواندو منذ سن الخامسة من عمره، وقصد عدة مدارس في ديربورن لتعلم هذه اللعبة وإتقانها، وعندما تعرف والده على إمكانياته المتقدمة، عمد إلى تسجيله لدى المدرب الخبير علي قبيسي، الذي وصفه دكروب، بأنه يتمتع بسمعة جيدة في أوساط رياضات فنون القتال حول العالم، مضيفا: «إن قبيسي حقق ألقاب البطولة الوطنية والعالمية لعدة مرات، وأنه كان الخيار المناسب للتدرب على يديه».
ويستعيد دكروب اللقاء الأول الذي جمعه بالمدرب قبيسي، قائلا: «في الدرس الأول قام قبيسي بنزع حزامي الأسود، وكان علي أن أثبت أنني أستحقه، وقد فعلت ذلك، ومنذ تلك اللحظة نشأت بيننا علاقة سوف تستمر إلى الأبد».
وفي حديث مع «صدى الوطن»، أوضح قبيسي أن ما قام به هو تقليد متبع لدى المدربين المحترفين، وقال: «هذا السلوك هو لتصحيح فهم المتدرب.. فدائماً ما أقول لطلابي عندما أعطي احدهم الحزام الأسود.. الحزام لا يصنعك، وعليك أنت أنْ تصنع الحزام».
لم يهمل دكروب التدريب رغم انشغاله بدراسته الجامعية حيث حصل على منحة دراسية من «جامعة ميشيغن -ديربورن»، وتخرج منها حاملا شهادة في إدارة الاعمال، وواصل تعليمه في كلية الحقوق بجامعة ديترويت ميرسي وتخرج منها ليبدأ مسيرته المهنية في عالم المحاماة بموازة عشقه للعبة التايكواندو ومواظبته عليها حتى أصبح في مصاف كبار اللاعبين على مستوى أميركا.
وأكد دكروب أن التدريب خلال مرحلة الدراسة الجامعية كان صعباً للغاية، وقال: «لكن بقي الأمر تحت السيطرة.. فكلما انشغل المرء أكثر أصبح لديه المزيد من الوقت لأنه يصبح واعياً أكثر لإدارة نفسه بشكل جيد، كما لا تكون لديه الفرصة لتضييع الوقت.
وبحسب «مدرسة قبيسي»، فإن دكروب يمكن أن يكون أول منافس عالمي، للوزن الخفيف من ولاية ميشيغن، تم اختياره كواحد بين ثلاثة أفضل لاعبين في الولايات المتحدة. وفي الأشهر المقبلة، سيخضع دكروب لتدريبات اختبارات المنتخب الأميركي في التايكواندو، بمركز التدريب الأولمبي في ولاية كولورادو، وإذا حالف النجاح دكروب هناك، فسوف يحصل على موقع في فريق التايكواندو الوطني.
تجدر الإشارة، إلى أن دكروب قد شارك في بطولة التايكواندو عن فئة الأوزان الأثقل من وزنه، كونه لم يعمد إلى برنامج الحمية الغذائية للوصول على وزنه المثالي، وهو وزن الريشة، مما اضطره إلى التنافس مع اللاعبين الطوال القامة، ومع ذلك استطاع أن يحقق نتائج باهرة في المباريات التي خاضها مع منافسين لا يقل طول قاماتهم عن ستة أقدام وإنشين. «كان ذلك تحدياً هائلاً».. يعلق دكروب على ذلك.
وخلال التحضير للبطولة، واظب دكروب على التدريبات اليومية خلال شهر رمضان وهو صائم، إضافة إلى استمراره بالتدريبات بعد الإفطار، بين الساعتين 11 ليلا و2 صباحاً.
ونصح دكروب الشبان العرب الأميركيين بأن يخلصوا لما يحبونه، وأن ينصتوا للأصوات في دواخلهم، وقال في هذا الخصوص: «إن العائلات العربية تأمل في أن يمتهن أبناؤها مهنا معينة، وكانت عائلتي تأمل أن أصبح طبيبا أو محاميا أو مهندسا، ولكن نصيحتي للشبان العرب هي أن يسعوا لتحقيق ما يحلمون به هم أنفسهم».
ويتلقى دكروب نصائح ووعظ متكرر من المحيطين به بضرورة التوقف عن ممارسة التايكواندو والتركيز على مهنة المحاماة، لاسيما وأنه بلغ الـ26 من عمره، غير أنه يرد على تلك النصائح بتصميم الواثق قائلاً: «هذه رياضة أستمتع بها حقاً وأنا أمارسها إلى جانب مهنتي في نفس الوقت، لأن ذلك يمنحني سعادة أكبر».
وكان دكروب قد فاز حتى الآن في ست بطولات على مستوى ولاية ميشيغن، إضافة إلى بطولة إقليمية وأخرى أولمبية للناشئين، وهو يتطلع إلى تمثيل الولايات المتحدة يوماً في بطولة الألعاب الأولمبية. وفي هذا الصدد، يقول: «إذا فزت في دوري الكبار، فهذا سوف يوفر لك الفرصة للتدرب على اختبارات الألعاب الأولمبية وتمثيل الولايات المتحدة».
وفي نهاية حديثه مع “صدى الوطن” أثنى دكروب على جهود مدربه علي قبيسي وقال: «الفوز لم يكن ممكنا لولا وقوفه إلى جانبي».
Leave a Reply