بلال شرارة
لأنه اطفئ وحشتنا وخوفنا وهواجسنا ورفض أن يبقى الوطن بين مطرقة الاهمال وسندأن العدوأن وأعاد الينا الثقة بالنفس وجعلنا نلمس أننا نستحق لبنأن اذا توقفنا عن استنساخ الحكايات والاساطير بأننا سننهزم أمام عدو لا يقهر وبأن علينا أن نتوقف عن تقديم الذبائح والقرابين له من ترابنا ومائنا وربما من ثروتنا البحرية ليكفّ شره عنا ولن يكف أو يكفوا.
لأنه أحيا في نفوسنا الرغبة بفرح الأرض ولأنه علمنا كيف نتوقف عن البكاء المر والاستسلام لليأس والبؤس، وعلمنا أن لا نخضع البطولة للكارثة.
لأنه كلّل لبنأننا: جنوبه من الناقورة الى العرقوب وبقاعنا الغربي بتاج غار المقاومة.
لأنه أطلق أصواتنا لتبوح بمجد دمها وبعذب نداءاتها وهي تصرخ في برية الله : عاش لبنأن.
لأنه أنتبه ونبّه إلى أن حرماننا المعجون بالدمع والذكريات وبالأحجار هو أرضية الأنفجار.
لأنه طلب الينا أن نكف عن الاختباء خلف اصابعنا واخفاء حقنا ومطالبتنا بالمساواة والمشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وعدم السكوت عن عطشنا الى مائنا وانعدام فرص العمل وابقاء لبنان قشرة سياحية مضيئة وحرمان الأطراف والأرياف.
لأنه طلب أن نستجمع أرواحنا وقبضاتنا وأن نتكاثر كالضوء في براري وساحات الوطن من بعلبك الى صور وأن نضرم النار في البكاء وأن نطرد التجار من كل هيكل حتى لا يستحيل الحكم مغارة للصوص والنوم.
لأنه طلب أن نعبر المدى والأفق الى حقيقة الوطن واستحضر غياب النظام العربي عن لبنان حيث كان يكتفي برصد الأموال على الورق في القمم العربية لتعويض .. لبنان جراء الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة.
لأنه انتبه إلى الفتنة تتغلغل في الوطن العربي وعلى تماسه ورأى أن التصدي لها يكون بالوحدة والوعي والاسلام الرسالي والحفاظ على صيغ التعايش.
لأنه رفض أن يستحيل صوتنا إلى حشرجة مكتومة في اعماق النسيان وأن نضيع في فضاء مالح الأعماق ورفض أن نستحيل إلى ذكريات تختلس موقعا في الحكايات ولم يقبل مطلقا أن نستحيل رماداً للأشياء أو ميناءً ترسو فيه سفن المظلومية والكارثة ومجرد مصب لماء النهر الكبير القادم من اعماق السهل أو بكائية عن الموت.
لأنه أشعل معاني الوطن في إنساننا ورفض أن نبقى جهات مستباحة للقتلة وشذاذ الآفاق وأن يصطفينا الحزن قبل أن يسلّمنا للموت.
لأنه رفض أن تستمر الطرقات تذهب بصوتنا وصداه وتسلّمنا للصمت والسكوت.
لأنه استحضرنا من غيابنا و«شالنا» من همّنا قبل أن يخمد الليل جمرتنا واستعاد حضورنا من منافي حرماننا من وطننا وفي وطننا وأودعنا كلمة سر لبنأن: أمل.
لأنه جعل النعاس يغادرنا وأطلقنا أفواجاً لا تهدأ حتى تستعيد سلام لبنان ونظام العدالة فيه واستقراره وضمان سيادته على أرضه وبحره.
لأنه أرادنا أن نكون حركة اللبناني نحو الأفضل.
لأنه ولأنه ولأنه فإننا سنبقى نسرج ضوء العيون لنلمح حضوره من غياب قسري وحجز لحريته واخويه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين.
Leave a Reply