«صدى الوطن» – وكالات – أشهرت استطلاعات الرأي، الأسبوع الماضي تقدماً غير مسبوق للمرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وذلك بعد سلسلة من المواقف التي أقدم عليها الملياردير النيويوركي من بينها لقاؤه بالرئيس المكسيكي وزيارته اللافتة الى ديترويت يوم السبت الماضي.
ترامب برفقة منافسه السابق بن كارسون خلال تجولهما في أحد شوارع ديترويت السبت الماضي. (فري برس) |
وأكد ترامب الاثنين المنصرم أنه سيشارك في ثلاث مناظرات رئاسية بمواجهة كلينتون، بعدما أثار شكوكا حيال الموضوع خلال الأسابيع الفائتة.
وتجري المناظرة الأولى يوم 26 أيلول (سبتمبر) الجاري في «جامعة هوفسترا» في نيويورك. أما المناظرتان الأخريان فمقررتان يوم التاسع من تشرين الأول (أكتوبر) في «جامعة واشنطن» في سانت لويس (ميزوري)، والتاسع عشر من الشهر نفسه في «جامعة نيفادا» بمدينة لاس فيغاس.
وكشف آخر استطلاع رأي نشر الثلاثاء أجرته شبكة «سي أن أن» الأميركية عن تقدم ترامب على كلينتون بنقطتين، ليحصل بذلك على 45 بالمئة من أصوات الناخبين المحتملين مقابل 43 بالمئة لكلينتون، وذلك لأول مرة منذ فوزهما بترشيح حزبيهما في تموز (يوليو) الماضي.
ووصف ترامب هذا الاستطلاع الذي أجري من الأول إلى الرابع من أيلول قبل تسعة أسابيع من موعد الانتخابات، بأنه «أكثر نزاهة واستحقاقا للثقة» من منافسته الديمقراطية التي ما تزال تواجه انتقادات بخصوص قضية استخدامها بريدها الإلكتروني الخاص أثناء توليها منصب وزارة الخارجية.
وأظهر استطلاع آخر أجرته مؤسسة «إبسوس» لحساب وكالة «رويترز»، تأييد 40 بالمئة من الناخبين المحتملين لترامب، في حين حظيت كلينتون بتأييد 39 بالمئة خلال الأسبوع الممتد من 26 آب (أغسطس) إلى 1 أيلول (سبتمبر) الحالي.
وحسب هذه النتائج، فإن تأييد كلينتون تراجع بشكل مطرد خلال الأسبوع الأخير، منهيا تقدما بلغ 8 نقاط على ترامب.
وجاءت المكاسب الجديدة لترامب في الوقت الذي قفز فيه تأييد الجمهوريين لمرشح حزبهم 6 نقاط مئوية خلال الأسبوعين الأخيرين إلى نحو 78 بالمئة.
كما بذل ترامب مؤخرا جهوداً لاستقطاب الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية ولاتينية، منها زيارته لإحدى الكنائس في ديترويت السبت الماضي وتجوله في شوارع المدينة، إلا أن استطلاع «سي أن أن» خلص إلى أن كلينتون تتقدم لحصد أصوات الناخبين غير البيض بنسبة 71 بالمئة مقابل 18 بالمئة لترامب.
ومن جانبها، دافعت المرشحة الديمقراطية في ظهور تلفزيوني لها عن استخدامها بريدا إليكترونيا خاصا خلال توليها وزارة الخارجية. وقالت كلينتون لدى ظهورها في منتدى نظمته شبكة «أن بي سي» إنها «لم ترسل أو تستقبل رسائل تتعلق بوثائق مصنفة سرياً» مؤكدة أنها لن تكرر هذه الغلطة مرة أخرى.
وأضافت المرشحة عبر المنتدى الذي خصص لمناقشة قضايا الأمن القومي وشارك فيه ترامب بشكل منفصل، أنها تشعر بالندم على التصويت لصالح حرب العراق عام 2003 عندما كانت سناتور عن ولاية نيويورك.
ودافعت عن تأييدها لحرب ليبيا التي أطاحت معمر القذافي، واستدركت بالقول إنها لم تكن ترغب في رؤية حرب أهلية هناك.
وقال المرشح الجمهوري الأربعاء الماضي إنه سيأمر جنرالات الجيش الأميركي حال فوزه في الانتخابات، بتقديم خطة خلال 30 يوما لتدمير تنظيم «داعش»، متعهدا بزيادة كبيرة في ميزانية الدفاع.
وفي كلمة أمام أنصاره في فيلادلفيا، اعتبر ترامب أن الجيش الأميركي «ضعف» لدرجة بات يحتاج فيها إلى تعزيزات كبيرة بمزيد من الجنود والطائرات والبوارج.
وتعهد الملياردير الأميركي ألا تكون الحرب ضد «داعش» تقليدية فقط وإنما «حربا عبر الإنترنت وحربا مالية وآيديولوجية». ويقوم مشروع ترامب الذي قدمه لمناصريه على جيش قوامه 540 ألف جندي، و1200 طائرة مقاتلة على الأقل، و36 كتيبة من مشاة البحرية (المارينز) و350 بارجة وغواصة.
ولم يفوت ترامب في خطابه فرصة التعليق على منافسته الديمقراطية قائلا إن «عملها في سوريا والعراق وليبيا لم يخلف إلا الفوضى والألم والموت».
في ديترويت
كثف المرشح ترامب جهوده للفوز بأصوات الأقليات بإلقاء كلمة، السبت، في كنيسة للسود في ديترويت حيث دعا إلى أجندة جديدة للحقوق المدنية لدعم الأميركيين من أصول أفريقية.
وبينما كان عشرات المحتجين في الخارج يهتفون «لا عدالة لاسلام» قال ترامب إنه يرغب في أن يجعل ديترويت -التي تقطنها أغلبية من الأميركيين الأفارقة ونهضت مؤخرا من الإفلاس- نموذجا اقتصاديا عالميا بإعادة الشركات من الخارج.
وقالت حملة ترامب إنه التقى بشكل منفصل مع نحو مئة من شخصيات المجتمع وزعماء الكنيسة.
وقال ترامب في الكنيسة «أعي تماما أن مجتمع الأميركيين الأفارقة يعاني من التمييز وأنه توجد الكثير من الأخطاء التي يجب تصحيحها». وأضاف قائلا «أريد أن أجعل أميركا مزدهرة لمصلحة الجميع. أريد أن أجعل هذه المدينة موضع الحسد الاقتصادي للعالم وبوسعنا أن نفعل ذلك».
وحظيت كلمته المختصرة التي استغرقت عشر دقائق في كنيسة «غريت فيث مينستريز انترناشول» بالتصفيق خصوصاً عندما قال إن «العقيدة المسيحية ليست الماضي لكنها الحاضر والمستقبل».
وقبيل الزيارة، تجمع نحو 150 محتجا أمام الكنيسة، وهتف المتظاهرون «ابتعدوا عن ترامب» و«سندخل الكنيسة» محاولين اقتحام الحواجز المعدنية، إلا أن رجال الشرطة والخيالة منعوهم.
Leave a Reply