يلقي خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:
الديبلوماسية لسوريا .. ورسائل لبوتين وترامب
ألقى الرئيس الأميركي باراك أوباما من على منبر الأمم المتحدة في نيويورك، الثلاثاء الماضي، «خطاباً وداعياً» -هو الأخير له كرئيس للولايات المتحدة- أمام الجمعية العامة الـ71 للمنظمة، أكد فيه على ترسيخ الصورة التي رسمها لنفسه على مدى ثماني سنوات من حكم البيت الأبيض على أنه «حمامة سلام».
الأمين العامّ للأمم المتّحدة بان كي مون والرّئيس الأميركي باراك أوباما يتبادلان الأنخاب للمرّة الأخيرة أمام رؤساء وقادة العالم خلال مأدبة غداء رسميّة في نيويورك، قبل انتهاء ولايتهما معاً مطلع العام القادم.(رويترز) |
أوباما أكد في كلمته أن لا حل عسكرياً في سوريا، وأن الخيار هو «الديبلوماسية»، كما تطرق إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وانتقد تنامي «الشعبوية» اليمينية في الولايات المتحدة وأوروبا، داعياً إلى استقبال أفضل للاجئين وتوحيد الجهود للقضاء على تنظيم داعش «فكرياً وميدانياً». ورغم العناوين الأخاذة، إلا أن خطاب أوباما حمل بعض التفاصيل المريبة برز منها كلامه عن أن «لا قوة خارجية بإمكانها أن تفرض على المجموعات الدينية أو الإثنية المختلفة ان تتعايش في ما بينها لوقت طويل»، مضيفاً أنه «حتى موعد الإجابة عن اسئلة تتعلق بكيفية تمكّنها من أن تتعايش، معاً يظل جمر الإرهاب يحرق. أعداد لا تحصى من الناس سوف تعاني» في إشارة الى سوريا والعراق وإمكانية تقسيمهما.
وشدد الرئيس الأميركي على أنّه «لا يوجد حلّ عسكريّ في سوريا، وعلينا تشجيع الحل السياسي، وعلينا أن نبذل جهوداً دبلوماسية حثيثة تهدف إلى وقف العنف وتوصيل المساعدات للمحتاجين»، لافتاً إلى ان «الفوضى الناجمة عن العنف الطائفي وعنف التطرف لن يمكن عكسها بسهولة»، محذراً من أن «الأزمات في الشرق الأوسط ستستمر مع استمرار التطرف، خاصة وأن أنظمة في المنطقة استمدت شرعيتها من القمع وشيطنة الطوائف».
كما أكد الرئيس الأميركي أن «القوى العظمى لن تدخل في حرب عالمية»، متهماً في الوقت ذاته روسيا التي غاب رئيسها فلاديمير بوتين عن الحدث الأممي، بأنها «تحاول استعادة مجدها المفقود من خلال القوة».
وقال «إذا استمرت روسيا في التدخل بشؤون جيرانها قد يلاقي هذا الأمر شعبية في الداخل وربما يغذي المشاعر القومية لبعض الوقت، لكنه مع الوقت سيقلل من مكانتها ويجعل حدودها أقل أمانا».
وخصّص أوباما جزءاً من خطابه للصّراع الفلسطيني-الإسرائيليّ، معتبراً أنّ «الإسرائيليّين والفلسطينيّين سيكونون أفضل حالاً إذا رفض الفلسطينيّون التّحريض واعترفوا بشرعيّة إسرائيل، وإذا أدركت إسرائيل أنّه لا يمكنها احتلال واستيطان أراضٍ فلسطينيّة إلى الأبد».
وحذّر أوباما من «انتشار الفكر القومي العدائي والشعبوية الفظّة» في الولايات المتّحدة والغرب، مشدّداً على ضرورة تعزيز العولمة حتى «لا تذهب الشعوب إلى مزيد من الانعزال في عالم يزداد انقساماً بحدة».
رسائل داخلية
ودافع أوباما كذلك عن السياسات الرئيسيّة لإدارته التي تعرّضت لهجومٍ خلال حملات الانتخابات الرّئاسيّة في الولايات المتّحدة، بما في ذلك التجارة الحرة ومسألة الهجرة، في إشارةٍ إلى المرشّح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، الذي يدعو دائماً إلى تطبيق سياساتٍ صارمة بحقّ اللاجئين والمهاجرين.
وبينما حذّر أوباما من «التّطرّف الّذي سيستمرّ تصديره إلى الخارج»، شدّد على أهمّية «ألا تقوم الأمم بعزل نفسها من خلال عدم استقبال الآخرين».
وأضاف «العالم صغيرٌ جدّاً بالنّسبة لنا كي نقوم بكلّ بساطة ببناء حائط».
وتمسك الرئيس الأميركي بأن العالم «أصبح أكثر اماناً وازدهاراً في الوقت ذاته الذي تعاني فيه دول من ازمة لاجئين مدمّرة ومن الإرهاب ومن انهيار للحد الضروري من الأمن في الشرق الأوسط»، واصفاً ذلك بـ«المفارقة التي يعيشها العالم اليوم». ولفت إلى أن «الحكم أصبح أكثر صعوبة مع فقدان الشعوب لثقتها بالمنظمات وخروج التوتر بين الدول عن السيطرة بشكل أسرع».
أوباما: 50 دولة تعهدت باستقبال 360 ألف لاجئ هذا العام
أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أن 50 دولة تعهدت بأن تستقبل هذا العام 360 ألف لاجئ من الدول التي تمزقها الحروب والصراعات.
وقال أوباما في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن قادة العالم، ولاسيما ألمانيا وكندا، تعهدوا بمضاعفة أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم دولهم مقارنة بالعام الماضي.
وقال أوباما: «إننا نواجه أزمة بحجم هائل».
واضطر نحو 21 مليون لاجئ للفرار من بلدانهم هرباً من الحروب والاضطهاد، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة. وشُرد تسعة ملايين شخص بسبب الصراع في سوريا المستمر منذ حوالي ست سنوات، بينما فر منها أكثر من أربعة ملايين آخرين.
وأضاف الرئيس الأميركي: «لا يمكننا أن نغض الطرف أو ندير ظهورنا (عن هذه المشكلة). وإغلاق الباب في وجه هذه العائلات سيكون خيانة لأعمق القيم لدينا».
ووافقت الولايات المتحدة على استقبال 110 آلاف لاجئ جديد في السنة المالية 2017 والتي تبدأ في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل مقارنة بـ85 ألف لاجئ توقعت استقبالهم حتى نهاية أيلول (سبتمبر) الجاري.
وتضمن إعلان الرئيس الأميركي أيضاً تعهداً من بعض الدول بزيادة مساهماتها المالية للمنظمات الإنسانية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة عن مستويات عام 2015 بقيمة 4.5 مليار دولار.
وتعهدت هذه الدول أيضاً بالمساعدة في تمويل المدارس لنحو مليون طفل لاجئ بالإضافة إلى المساعدة في توفير فرص عمل قانونية لمليون لاجئ.
وأكد أوباما أنه يجب على الدول الغنية التي لديها موارد أن تفعل المزيد لمساعدة اللاجئين، دون أن يذكر الولايات المتحدة بشكل مباشر.
يتطلع لإحراز تقدم في معركة الموصل بحلول نهاية العام
قال الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الإثنين الماضي إن المعركة ضد تنظيم «داعش» في الموصل ستكون «صعبة» لكنه عبر عن ثقته في أنها ستحرز «تقدماً سريعاً».
وجاءت تصريحات أوباما بعد اجتماع مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مضيفاً أنه يتطلع إلى إحراز تقدم بحلول نهاية العام في معركة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية والتي سقطت في قبضة التنظيم الإرهابي في حزيران (يونيو) 2014.
وقال أوباما «ستكون هذه معركة صعبة. الموصل مدينة كبيرة والدولة الإسلامية رسخت نفسها بقوة داخل تلك المدينة». وأضاف «نحن على ثقة من أننا في موقف يمكننا من التقدم سريعا بشكل جيد». وشدد على ضرورة إعادة بناء الموصل لمنع المتشددين من العودة إليها وقال إنه سيطلب من الكونغرس ودول أخرى تقديم الدعم لتلك الجهود.
وعبر العبادي عن أمله في طرد «داعش» من الموصل خلال الأشهر القادمة. ويشير القادة العسكريون في العراق إلى أن العملية التي تهدف إلى طرد التنظيم من المدينة قد تبدأ بحلول أواخر تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
ينتقد الاستيطان في آخر اجتماع مع نتنياهو
أبلغ الرئيس الأميركي باراك أوباما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء الماضي قلقه بشأن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال أوباما عقب اجتماعه الأخير مع نتنياهو قبل مغادرته البيت الأبيض في مطلع 2017 إن «العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل عصية على التدمير». وتابع أن «أمن إسرائيل مهم للأمن القومي الأميركي» بعد أيام على إبرام أكبر اتفاق مساعدات عسكرية بين البلدين الحليفين.
وأعرب أوباما عن قلق إدارته من استمرار التوسّع الاستيطاني في الضفة الغربية. وكان لافتاً للانتباه أنه قال للصحافيين أيضاً إنه يأمل في أن يساعد في تمهيد الطريق للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وأشار أوباما إلى أنه يودّ أن يسمع من نتنياهو «عن الوضع في الضفة الغربية وعن العنف في الآونة الأخيرة».
غير أن نتنياهو لم يتجاوب مع رغبة الرئيس الأميركي في إظهار رؤيته للتسوية مع الفلسطينيين، مؤكداً أن أميركا ستظلّ الصديق الأكبر لإسرائيل.
كما وعد أوباما بأن يزور إسرائيل بعد انتهاء ولايته الرئاسية «لأنها بلد رائع يقطنه أشخاص رائعون». وأضاف الرئيس الأميركي مبتسماً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «لطالما كان صريحاً معنا»، في إشارة مباشرة إلى التوتر الأخير بعلاقاتهما.
أما نتنياهو فأكد أن «تحالفنا تطور عقدا بعد عقد مع الرؤساء» في الولايات المتحدة. وتوجه إلى الرئيس الأميركي قائلاً «باراك، تأكد أنك ستلقى دوما الترحيب في إسرائيل»، قبل تهنئته على «أدائه الرائع في الغولف» ودعوته للعب في الأراضي المحتلة.
Leave a Reply