واشنطن - انتهت منتصف ليل السبت الماضي وصاية الحكومة الأميركية على الهيئة التي تتولى توزيع أسماء النطاق لمواقع الانترنت حول العالم، لتصبح «شركة الإنترنت للأسماء والأرقام المخصصة» (آيكان) وصية على نفسها مع انتهاء مدة العقد بينها وبين وزارة التجارة الأميركية.
وأصبحت بذلك «آيكان» هيئة دولية ذاتية التنظيم لا تتوخى الربح وتعنى بإدارة نظام اسماء النطاق على الإنترنت («سلطة الانترنت للارقام المخصصة») التي يعرفها الجمهور بصيغة عناوين مواقع تنتهي بـ«دوت كوم» أو غيرها.
ويقدم مسؤولو الحكومة الاميركية و«آيكان» هذا التغيير بأنه يأتي كخطة طويلة الأمد «لخصخصة» مهام الهيئة، فيما يتخوف البعض من أن يؤدي ذلك الى تهديد شفافية الانترنت.
وأكد كريستوفر مونديني نائب رئيس «آيكان» أن هذا التغيير لن يؤثر على العمل اليومي للشبكة لكنه سيضمن للمجتمع الدولي تجنيب أي تدخل حكومي فيها. وقال لوكالة «فرانس برس»: «إنه نموذج جديد للادارة»، لافتاً الى أن هذا النظام «المتعدد الاطراف» يتيح لأي مهندس أو شركة أو منظمة حكومية أو غير حكومية أو أي مجموعة أخرى تنتمي الى «آيكان» وترصد انحرافاً عن مهمتها «البدء بإجراءات من أجل التصحيح».
وقد حاول مشرعون أميركيون منع هذا الانتقال في الصلاحيات بداعي انه قد يسهل على الانظمة الاستبدادية تعزيز رقابتها على الانترنت. وكذلك اعتبر رئيس مركز «هريتادج فاونديشن» للأبحاث في تغريدة ان الرئيس باراك أوباما «يريد التخلي عن ضبط الولايات المتحدة للانترنت الحر والآمن الذي نتمتع به، وجعله في يد أنظمة لا تحترم حرية التعبير».
وفي فرنسا أعربت وزيرة الدولة للشؤون الرقمية اكسيل لومير في آذار عن قلقها من عناصر تعديل قد تؤدي الى «تهميش الدول في آليات اتخاذ القرار» لمصلحة الشركات الخاصة،. لكن أنصار خطة الانتقال يتهمون منتقديها بأنهم يجهلون طريقة عمل شبكة الانترنت وتطورها منذ سنوات. فيما أشار نائب رئيس «غوغل» كنت واكر الى ضرورة «الإيفاء بوعد قطعته الولايات المتحدة قبل عقدين تقريباً وهو خضوع الانترنت لحكم جميع المساهمين في نموها المستمر».
Leave a Reply