حسن خليفة – «صدى الوطن»
أجمع اليمنيون الأميركيون على إدانة ما بات يعرف بـ«مجزرة الصالة» في العاصمة صنعاء، التي قصفها طيران التحالف السعودي السبت الماضي، وأسفرت عن مقتل ما يزيد عن 140 شخصاً من المدنيين وجرح المئات منهم.
يمنيون يقومون بانتشال ضحايا «مجزرة الصالة» في صنعاء. |
ويواجه اليمن أزمة سياسية وإنسانية عميقة بسبب الحرب التي ازدادت حدتها وضراوتها بعد مرور ١٨ شهراً على إطلاق السعودية لحملة عسكرية شرسة بهدف إخضاع اليمن، وتحديداً جماعة «أنصار الله» والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وفي الوقت الذي يصوّر فيه الإعلام الغربي الصراع الدائر في اليمن على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، فإن التنافس والاستقطاب الإقليمي والدولي يلعبان دوراً كبيراً في إطالة الأزمة ويزيدانها تعقيداً لاسيما مع سفك دماء المزيد من الأبرياء يومياً.
وعلى هذه الخلفية، أدان الناشط اليمني علي بلعيد المكلاني المجزرة الرهيبة، رغم معارضته للحوثيين وصالح، ودعا إلى «إجراء تحقيق» في الجريمة لمعرفة الجناة الحقيقيين الذين تسببوا بإزهاق المئات من أرواح الضحايا الأبرياء.
وطالب البلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك العرب الأميركيين، بتعزيز الجهود الإنسانية من أجل إنقاذ اليمنيين من محنتهم المأساوية، بدل تغذية الصراعات ودعم التدخلات الخارجية التي تمد الميليشيات بالأسلحة والذخائر، بشكل يساهم في إطالة أمد الحرب وتمزيق الشعب اليمني.
وأكد على أن الحل يجب أن يكون سياسياً ووطنياً من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون أعضاؤها مؤهلين ومنتخبين من قبل الشعب اليمني عبر عملية ديمقراطية.
وحذر المكلاني من خطورة استقدام الخلافات السياسية والحساسيات المناطقية إلى المجتمع اليمني في الولايات المتحدة، مشدداً على أولوية اهتمامهم بمستقبل أبنائهم والحرص على متابعة تعليمهم الجامعي، ومد الجسور بينهم وبين المجتمعات الإثنية الأخرى.
من ناحيته، أقر الناشط وليد فدامة بوجود شرخ سياسي عميق بين مكونات الشعب اليمني، ولكن من غير المعقول «على أي يمني أن لا يقف ضد قصف وقتل اليمنيين»، بحسب تعبير فدامة الذي أضاف: «مع أن الكثير من اليمنيين يتطلعون إلى إنهاء دور الحوثيين، فإنه وبعد 18 شهرا شهد خلالها اليمنيون ما يزيد عن 180 ألف طلعة جوية لطيران التحالف، وإطلاق 400 ألف صاروخ وقذيفة، إلا أن هذه الهجمات لم تستهدف القواعد والمنشآت العسكرية، وأنها على العكس استهدفت المدارس والمستشفيات والطرقات والبنى التحتية وشبكات المياه والكهرباء».
وانتقد فدامة تصريحات الناطق باسم التحالف الذي تقوده السعودية -في أعقاب إطلاق محادثات سياسية في الكويت 18 نيسان (أبريل) الماضي- حين قال: إن معظم قواعد الحوثيين قد تم تدميرها. وتساءل: «إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يستمر التحالف بقصف الجسور والمدارس والجنازات».
وفي الوقت الذي يطالب فيه الكثير من اليمنيين بتشكيل حكومة ديمقراطية، دافع فدامة عن الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء، وقال: «على الأقل بوجود الحوثيين يعرف اليمنيون كيف يتعاملون مع الأوضاع القائمة». وأضاف: إن عبد الملك الحوثي (زعيم حركة «أنصار الله») ولد وترعرع في اليمن وهو شخصية زيدية معتبرة وكان أخوته أعضاء في البرلمان اليمني.
ورغم اعتراف فدامة بعدم قدرة الحوثيين على فرض أنفسهم في كامل البلاد، إلا أنه يفضل -مثل آخرين كثيرين- أن تكون اليمن محكومة من قبل يمنيين يحمون البلاد من العدوان الخارجي، وقال: «أنا يمني والحوثي هو يمني أيضاً.. أنا أؤيد الحوثيين وكل يمني يدافع عن بلاده مهما كانت العواقب».
وعبر عبد الصالح، وهو يمني يعمل سائقاً لشاحنة ثقيلة ويعيش في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، عن استيائه من الأخبار المتصلة بمحادثات السلام في الوقت الذي تستمر فيه الحرب بتدمير البلاد، وقال: مصدر غضبي ليس مصدره اليمنيون الداعمون للحوثيين الذين يحاربون من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب التي تشنها السعودية منذ ذهاب الرئيس عبد الله صالح من سدة الحكم، وإنما هو استمرار السعودية -بالتحالف الذي تقوده- بقصف الجميع دون تمييز.
وأضاف: «نحن مجرد أناس عاديين.. لسنا سياسيين ولا يهمنا من يصل إلى سدة الحكم، نريد فقط أن نرى السلام يحل في البلاد».
حل دبلوماسي
منذ سنة تقريبا، ألقت النائب ديبي دينغل (ديمقراطية -ديربورن) خطابا في مجلس النواب الأميركي حثت فيه الرئيس باراك أوباما على العمل مع حلفاء أميركا لتخفيف الخسائر من المدنيين الذين تستهدفهم قوات التحالف بقيادة السعودية، وضرورة البحث عن حل دبلوماسي للأزمة اليمنية.
وفي رسالة خاصة لصحيفة «صدى الوطن»، وصفت دينغل الخسائر البشرية بين جميع الأطراف بالمأساة. وأضافت: «إن الكلفة البشرية لهذه الحرب تزداد يوما بعد يوم، ويجب أن تكون أولويتنا هي مساعدة المحتاجين الذين يعيشون في ظروف تفتقد لمتطلبات العيش اليومية، مثل الطبابة والمستشفيات ومياه الشرب».
ووصفت الهجمات الأخيرة للبارجة الأميركية في البحر الأحمر «يو أس أس مايسون» بغير المقبولة، وقالت: «إن للولايات المتحدة الحق في الدفاع ومواجهة التهديدات التي تستهدف قواتها، ولكن التصعيد العسكري الأميركي في اليمن، ليس هو الحل، وعلينا بدلا من ذلك التركيز على حل دبلوماسي ينهي العدوان على اليمن ويدعم عملية السلام ويضمن حياة الناس الأبرياء».
تأبين ووقفة تضامنية
وفي السياق، دعت «اللجنة العربية لمناهضة العدوان والحرب على اليمن» الجالية الى المشاركة في حفل تأبين لأرواح ضحايا «مجزرة الصالة»، سيقام بين الساعة الخامسة والسابعة، مساء الجمعة في «صالة الشرق» على ٣٣٥٠ شارع وايومينغ بمدينة ديربورن.
كما تدعو الى المشاركة الكثيفة في وقفة احتجاجية ضد العدوان على اليمن ابتداءً من الساعة الثانية ظهراً، أمام «مكتبة هنري فورد المئوية» على شارع ميشيغن أفنيو في ديربورن، وذلك يوم السبت الموافق ١٥ تشرين الأول (أكتوبر) الجاري.
Leave a Reply