زهراء فرحات – «صدى الوطن»
تحت عنوان «نضال من أجل العدالة»، أقامت «الرابطة العربية الأميركية للحقوق المدنية» ACRL حفلها السنوي الخامس في «مركز فورد الفني الاجتماعي» بمدينة ديربورن، في 29 أيلول (سبتمبر) الماضي، بحضور فعاليات حقوقية ومجتمعية ومسؤولين رسميين وحكوميين وحشد كبير زاد عن 800 شخص.
خضر خان خلال تكريمه في حفل الرابطة (عدسة بيل تشابمان) |
وكرمت الرابطة في حفلها السنوي كل من الأب جورج شلهوب راعي «كنيسة سانت ماري» في مدينة ليفونيا، ووالدَي الضابط الأميركي المسلم همايون خان الذي قتل في العراق عام 2004، وقد عرض خلال الحفل شريط فيديو مصوّر لرحلة عائلة خان من باكستان إلى الإمارات ثم هجرتها إلى أميركا.
وكان والدا همايون، خضر وغزالة خان، قد نالا شهرة واسعة في الولايات المتحدة والعالم بعد مواجهتهما مع المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب الذي انتقد صمت الأم خلال إطلالتها مع زوجها على مسرح المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، في شهر تموز (يوليو) الماضي، وهو ما أثار موجة انتقادات حادة ضد الملياردير النيويوركي الطامح للرئاسة الأميركية.
ووصف رئيس الرابطة ناصر بيضون الحفل بأنه «الأنجح في تاريخ الرابطة منذ تأسيسها»، مضيفاً أن الجهل يؤجج الأوضاع والتحولات في أميركا والعالم، وقال: «اليوم نشهد أميركا مقسمة وعالماً ينقصه الأمل، كما نشهد انتخابات رئاسية غير مسبوقة وكراهية يشعلها الجهل»، مؤكداً أن «الرابطة العربية للحقوق المدنية» لن تستسلم للخوف والكراهية.
وأضاف معرضا بشعار ترامب الانتخابي، بالقول: «لهؤلاء الذين يريدون أن يجعلوا أميركا عظيمة، علينا إخبارهم أن أميركا عظيمة بالفعل، ونحن -المجتمعات الملوّنة- من يجعلها عظيمة».
من ناحيته، عبر المتحدث الرئيسي خلال الحفل، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ووزير خارجية مصر الأسبق عمرو موسى عن سعادته لاستضافته من قبل الرابطة الحقوقية، وقال: «إنه لشرف لي أن أحضر هذه المناسبة وأن أتعرف على حاضر ومستقبل شرائح من الأميركيين بتراثهم المتنوع»، مشيراً إلى أن زيارته لمنطقة مترو ديترويت ليست الأولى.
موسى أشاد بإنجازات العرب والأميركيين «المثيرة للإعجاب»، قائلا: «يملؤني الإعجاب بمنجزات العرب الأميركيين، فعندما أنظر حولي أرى الأفارقة الأميركيين واللاتينيين وقد ساهموا جميعا في إغناء المجتمع الأميركي»، مؤكداً أن «إنجازاتهم هي سبب الكراهية والتمييز ضدهم»، و«أن الخوف يجب أن لا يسكن أميركا».
وقدم رئيس فرع ديترويت «للجمعية الوطنية لتقدم الملونين»، القس ويندل أنتوني، والد الضابط خضر خان الذي أسس بعد تخرجه من كلية القانون بجامعة هارفرد مشروعا لتقديم الخدمات القانونية لعائلات العسكريين، بحسب الفيلم الذي عرض أمام الحضور.
وأشار أنتوني إلى أن عائلة خان ضحّت من أجل أميركا وأنها «دفعت ثمناً باهظاً حين سمحت لابنها بخدمة بلدنا في ساحة المعركة بالعراق» مشيراً الى أن همايون قد قضى في «هجوم انتحاري» خلال خدمته في العراق، ومنح بعد مقتله وسامي «النجمة البرونزية» و«القلب القرمزي» تقديراً لتضحياته.
وأضاف: «إن خضر وغزالة خان قد ساندا العدالة في الوقت الذي أحجم فيه الآخرون عن ذلك».
وتعليقاً على صمت غزالة أثناء وقوفها إلى جانب زوجها خلال المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، قال أنتوني «إن هدوء غزالة ليس خطيئة وصمتها ليس بحاجة إلى أي توضيح»، ملمحاً الى انتقادات ترامب حينها. وأضاف مستشهداً بقول المتصوف المسلم جلال الدين الرومي: «ارفع مستوى كلماتك وليس صوتك.. إن المطر هو من يسقي الأزهار وليس الرعد».
وأكد القس أنتوني أن الأب خان حارب بطريقته، ومن دون الحاجة إلى الذهاب إلى مئة عام من الإضراب على طريقة غاندي أو الأبطال المناضلين الآخرين، بل بمجرد رفعه الدستور الأميركي بوجه التعصب حين دعا ترامب الى قراءة دستور بلاده، مضيفاً بالقول: «لا نريد لغبار العنصرية أن يغطي حقوقنا، ولا نريد لأي غبار أن يفرقنا».
خضر خان الذي منح مع زوجته جائزة الرابطة «للشجاعة في الخدمة العامة»، رفع الصلوات من أجل أرواح الرجال والنساء الذين ضحوا من أجل البلاد، ووصف مدينة ديربورن بأنها «أميركا الحقيقية»، وقال: «لقد تحدثت مراراً وتكراراً عن عظمة هذه المدينة. هذه هي أميركا. هذا المجتمع وهذه المدينة بفعالياتها ومواطنيها يجسدون جميعاً قيم أميركا الحقيقية».
وحث خان الحضور على المشاركة في الانتخابات الرئيسية والتصويت «للمرشح المناسب» بدون أن يسمي أيا من المرشحين، كما دعا على مساعدة اللاجئين.
وقال: «لسنا مع بناء الجدران ولسنا مع الانقسامات». وأضاف «احرصوا على المشاركة في الانتخابات بهذه الذهنية: اليوم سوف أقف إلى جانب قيم أميركا التي نمارسها في هذا المجتمع».
وبعد تسلم الأب شلهوب لجائزة «رحاب وأحمد عامر للسعي من أجل إحقاق العدالة»، وصف مؤسس «الرابطة» المحامي نبيه عياد الجوائز «بالخاصة والمميزة التي تحتفل بإنجازات الأشخاص عظيمي الأثر» وقال: «إذا نلت جائزة من الرابطة فهذا يعني أنك قمت بعمل عظيم ورائع وهذا يعني أنك شاركت الآخرين في محيطك وساهمت في إبراز النوايا الطيبة لمجتمعك».
Leave a Reply