سامر حجازي – صدى الوطن
في مقابلة خاصة مع «صدى الوطن» على هامش زيارته الأسبوع الماضي لمدينة ديربورن، تطرق عضو مجلس النواب الأميركي عن ميشيغن، دان كيلدي، إلى عدة مواضيع هامة أبرزها أزمة تلوث مياه فلنت وظروفها الحالية، وكيف كان بإمكان إدارة الحاكم ريك سنايدر تفاديها، مبدياً مخاوفه من رئاسة دونالد ترامب ومشدداً على أهمية وجود الجالية العربية والإسلامية المزدهر في الولاية.
وكيلدي الذي يمثل الدائرة الخامسة في ميشيغن والتي تضم مدينة فلنت، هو أحد النواب الـ١٤ الذين يمثلون الولاية في مجلس النواب الأميركي، وجميعهم يسعون للاحتفاظ بمقاعدهم في انتخابات الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) القادم. الديمقراطي كيلدي حذر خلال اللقاء الذي أجرى في مكاتب «صدى الوطن» من مخاطر انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للبلاد، مؤكداً على أهمية ازدهار المجتمعات العربية والإسلامية في ميشيغن. وفي ما يلي نص المقابلة.
– ما هو الغرض من زيارتك لديربورن؟
– تأتي الزيارة أساساً للتعرف عن كثب على مجتمع مدينة ديربورن، لاسيما المجتمع العربي الأميركي. ولقد قضيت الكثير من الوقت مع الأفراد والمجموعات هنا. قضيت وقتاً جيداً في «أكسس»، وكذلك في المتحف (الوطني العربي الاميركي) الرائع. ولأن المجتمع العربي الأميركي يشكِّل جزءاً هاماً من ميشيغن، لاسيما جنوب شرقي الولاية من الناحية الاقتصادية والثقافية، كان من المهم بالنسبة لي أن يكون لدي فهم أفضل لهذا المجتمع. وكعضو في الكونغرس، من المهم أيضاً أن أفهم العلاقة بين المجتمع والحكومة الأميركية لأنها تواجه بعض الصعوبات الحقيقية. أنا قلق بشكلٍ خاص إزاء الخطاب السياسي في الآونة الأخيرة، بسبب سلبيته الشديدة التي قد تكون مدمرة. إن الحملة الانتخابية الراهنة هي مؤلمة حقاً.
– كثير من المواطنين العرب الأميركيين ليسوا متحمسين تجاه أي من المرشحَين للرئاسة، وبالتالي قد لا يخرجون إلى التصويت في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر). ما هي الرسالة التي توجهها لهم؟
– أقول أن هناك بعض اللحظات في الحياة السياسية الأميركية قد يتم فيها تجاوز الاصطفاف الحزبي وحتى الخلافات السياسية. لكن عندما يكون لديك مرشح مثل دونالد ترامب يبدو على استعداد تام لاستغلال الجهل والخوف وتسعير الخوف لخدمة أهدافه السياسية، ستقع عواقب وخيمة تتجاوز ما هو أبعد من نتائج الإنتخابات. وبالنسبة لمعظم الناس الذين تحدثت معهم، هناك نوعان من المخاوف.
الأول هو من سننتخب رئيساً وما هو أسلوبه في التعامل مع التنوع الذي تقوم عليه البلاد. ولا أعتقد أن دونالد ترامب هو الخيار الصحيح في هذا الصدد.
أما الرؤية الثانية فهي أنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات.. علينا أن نهزم ما هو أكثر من شخص على قائمة الاقتراع. علينا أن نهزم هذا النوع من التفكير الذي تم تشريعه من قبل مرشح لمنصب الرئيس الذي يعتقد أنه لا ضير في محاولة التفريق بيننا. ينبغي علينا التفكير في سبل الاستفادة من ثراء تنوعنا. هو (ترامب) وضعنا في مسار خطير جداً لن ينتهي مع انتهاء الانتخابات. لدينا الكثير من الجهد للقيام به بغض النظر عما سوف يحدث.
– ما هي آخر تطورات الوضع في فلنت؟ لقد مرت سنة كاملة منذ انفجار أزمة المياه، برأيك أين تقف المدينة اليوم؟
– أعتقد أن عملية التعافي بطيئة جداً، وجزء من ذلك يُعزى لأن ولاية ميشيغن، والتي هي المسؤولة أساساً عن ما حدث، لم ترق إلى مستوى الالتزامات التي تعهدت بها للمساعدة في حل المشكلة. الوجه الآخر للأزمة هو أن المدينة لتوها كانت تصارع من أجل البقاء. إنه مكان صعب في العديد من المجالات بسبب ارتفاع معدلات البطالة ومعدلات الفقر. بالنسبة لأي مجتمع عادي من العسير تجاوز أزمة كأزمة تلوث المياه، ولكن الوضع يصبح أشد صعوبة خصوصاً عندما تكون هناك نسبة عالية من الفقر وعندما تكون إمكانيات بلدية المدينة نفسها محدودة جداً من حيث القدرات. وهو ما يعقد الأمور أكثر لتجاوز هذه المرحلة الحرجة، ولكننا سوف نفلح في ذلك. أنا أتوجس من الوقت لأنه يعمل ضد مدينة فلنت. كل شهر يمر هو عام آخر يمر ويجعل عملية إعادة البناء أكثر صعوبة.
– كيف تنظر الى كيفية ادارة الحاكم سنايدر للأزمة في فلنت؟
– أعتقد انه فشل. لم ينجح في حماية السكان في فلنت في المقام الأول من خلال خلق الوضع الذي تسبب في الأزمة. وفشل في حماية الناس في ضعف استجابته لحراجة الوضع. إن الموارد التي وافانا بها سنايدر من حكومة الولاية ومقدار الوقت الذي أخذه لتوفير تلك الموارد فاقمت من الوضع. أنا إبن فلنت، ولذلك أنظر إلى المسألة من منظار أنها مسقط رأسي. بدا الأمر وكأن الحاكم والحاشية من حوله تعاملوا مع الأزمة بشكل يشبه إلى حد كبير وكأنها مشكلة علاقات عامة لأنفسهم بدلاً من كونها أزمة صحة عامة لمواطني فلنت. لقد أنفق الحاكم عشرات الملايين من الدولارات من أموال الولاية على محامي الدفاع الجنائيين لدرء مسؤوليته المُحتملة. تبين أنه على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسه، لا للدفاع عن أهل فلنت.
– حدثنا قليلاً عن الجالية العربية الأميركية في فلنت وخطوط الاتصال بينك وبينهم؟
– هناك مجتمع عربي أميركي نشيط جداً في فلنت، وهو آخذ بالنمو رغم أنه موجود في المدينة منذ القدم. عندما كنت في زيارة المتحف الوطني العربي الأميركي في وقت سابق من اليوم رأيت العرض الذي يصور بشكل بارز قصة عائلتين من فلنت.
لدي خطوط تواصل مباشرة مع المواطنين ولدي علاقة جيدة جداً ووثيقة مع المجتمع العربي الأميركي في المدينة، وصحيح أن لهم وجهات نظر متعددة في العديد من القضايا التي على أي عضو من أعضاء الكونغرس أن يفكر بها من منظور شامل من خلال عمله، ولكن للمجتمع العربي الأميركي المحلي أيضاً حضور اقتصادي هام، إذ يتمتع بحضور قوي جداً في مجال الطب وفي مجال الأعمال التجارية. وقد أسهم إلى حد كبير في اقتصاد فلنت على مدى العقود، وسوف يستمر في ذلك. إنه مجتمع قوي يحملك على الفخر بتمثيله.
Leave a Reply