خاص «صدى الوطن»
فاز المغني والكاتب الأميركي بوب ديلان، يوم الخميس الماضي، بجائزة نوبل للآداب، في ختام موسم الإعلان عن أسماء الفائزين بجوائز العام ٢٠١٦.
تحمل الجائزة اسم ألفريد نوبل مخترع الديناميت وتقدم منذ عام 1901 لأصحاب الإنجازات في فروع العلوم والآداب والسلام. وفي المجمل فإن الأكاديميين التسعة الذين فازوا بجوائز نوبل للعلوم هذا العام في الطب والفيزياء والكيمياء والاقتصاد، من بينهم خمسة ولدوا في بريطانيا وفرنسي وفنلندي وألماني وياباني. وبينما لا يوجد من بين الفائزين أي شخص أميركي المولد إلا أن ستة منهم بما في ذلك البريطانيون الخمسة يعملون في جامعات أميركية.
وتبلغ قيمة كل جائزة من جوائز نوبل مبلغ ثمانية ملايين كورون سويدي (831 ألف يورو) تمنح للفائز أو تقسم بالتساوي بين الفائزين (الدولار = 8.6231 كورون سويدي)
أعظم شاعر على قيد الحياة
ويعتبر ديلان بأغانيه المؤثرة صوت جيل بأكمله بدءاً من الستينات حتى يومنا هذا، وقد جاء فوزه بالجائزة في قرار مفاجئ. وقالت الأكاديمية السويدية وهي تعلن عن منح ديلان الجائزة أنه «يمثل رمزاً. تأثيره عميق في الموسيقى المعاصرة».
وقالت سارة دانيوس الأمين العام الدائم لأكاديمية نوبل في مؤتمر صحفي إنه كان هناك «توافق رائع» في قرار اللجنة لمنح ديلان الجائزة.
ومنذ أكثر من 50 عاماً لا يزال ديلان يكتب الأغاني ويقوم عادة بجولات فنية، وقد عبرت أغانيه على مر العقود عن روح التمرد والمعارضة والاستقلال.
وقال بير واستبرج عضو الأكاديمية السويدية «هو في الأغلب أعظم شاعر على قيد الحياة».
الطب: الالتهام الذاتي
فاز العالم الياباني يوشينوري أوسومي بجائزة نوبل للطب لعام 2016، بعد تجاربه الرائدة التي كشفت عن كيفية تخلص الخلايا من مكوناتها المعطوبة وتجديد نفسها للمحافظة على وظائفها الحيوية. وتوصل أوسومي إلى نموذج جديد لكيف تعيد الخلية تدوير محتواها، وهو مجال علمي معروف باسم «أوتوفجي» أو الإلتهام الذاتي، الأمر الذي سيساعد على شرح ما الذي يحدث في عدد كبير من الأمراض مثل السرطان وباركينسون (الشلل الرعاشي) والنوع الثاني من السكري.
وقال كريستر هوغ، الأستاذ في معهد كارولينسكا بالسويد إن عمل أوهسومي ساعد في تفسير عمليات أساسية في التطور البشري بدءاً بالنمو ومروراً بالشيخوخة وصولاً إلى الاستسلام للأمراض.
مضيفا «في المراحل المبكرة جداً من نمو المرء تتجدد أعضاؤك وجسدك بالكامل باستمرار لأنك تنمو. لذلك تحتاج لأن تتخلص من الأغراض القديمة وتنتج بنية جديدة، كل هذا بواسطة آلية الإلتهام الذاتي».
الفيزياء: أسرار المادة
منحت جائزة نوبل في الفيزياء للعام 2016 إلى البريطانيين الثلاثة ديفيد ثاوليس ودانكن هالدن ومايكل كوستيرليتس لأبحاثهم حول المادة. وقالت مؤسسة نوبل إن أبحاث العلماء الثلاثة «أتاحت إحراز تقدم في الفهم النظري للأسرار الغامضة للمادة، وفتحت آفاقاً جديدة في تطوير مواد مبتكرة».
وذكرت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم في بيان لمنح الجائزة، «بفضل عملهم الرائد فإن البحث يجري الآن عن أشكال جديدة وغريبة للمادة»، وتابعت: «أشخاص كثيرون يأملون في تطبيقات مستقبلية في كل من علوم المادة والإلكترونيات».
الكيمياء: الآلات الجزيئية
فاز ثلاثة علماء من فرنسا وبريطانيا وهولندا بجائزة «نوبل للكيمياء» لعام 2016، عن إنجازاتهم في «تصميم وتركيب الآلات الجزيئية». والفائزون هذا العام هم العالم الفرنسي جان بيار سوفاج، والبريطاني وجاي فرايرز ستودارت، والهولندي برنارد ل. فيرينغا.
واعتبرت لجنة نوبل أن هذه الآلات المنمنمة «يرجّح جداً ان تستخدم في تطوير أشياء مثل مواد جديدة وأجهزة استشعار وأنظمة لتخزين الطاقة». ومن بين التطبيقات المحتملة لهذه الآلات ابتكار حواسيب جزيئية تسمح بمعالجة المعلومات وتخزينها على المستوى الجزيئي أو روبوتات مجهرية قادرة على القيام بمجموعة كبيرة من الوظائف في مجال الطب والحياة اليومية.
الاقتصاد: نظرية العقد
فاز أوليفر هارت البريطاني المولد وبنجيت هولمستروم الفنلندي المولد بجائرة نوبل في الاقتصاد ٢٠١٦، وقالت لجنة نوبل «طور الفائزان بالجائزة هذا العام نظرية العقد وهي اطار شامل لتحليل العديد من القضايا المتنوعة في تصميم التعاقدات مثل المبالغ التي يتقاضاها كبار المدراء التنفيذيين بناء على ادائهم، والخصومات، ودفع المبالغ للتأمين، وخصخصة نشاطات القطاع العام».
وقالت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إن النتائج التي توصلا إليها حول «نظرية العقد» لها تأثيرات على حوكمة الشركات وتشريعات الإفلاس والدساتير السياسية وغيرها من المجالات.
وتبحث «نظرية العقد» على سبيل المثال ما إذا كان ينبغي أن يحصل المديرون على مكافآت أو خيارات أسهم وما إذا كان المدرسون أو العاملون في الرعاية الصحية يجب أن يحصلوا على رواتب ثابتة أو استنادا إلى معايير قائمة على الأداء.
السلام: الرئيس الكولومبي
منحت جائزة نوبل للسلام الى الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس تكريما لجهوده في إنهاء خمسة عقود من الحرب في بلاده رغم النكسة التي أحدثها رفض الكولومبيين اتفاق السلام التاريخي الذي وقعه مع القوات المسلحة الثورية (فارك).
أهدى سانتوس الجائزة الى الملايين من ضحايا النزاع في بلاده، مؤكداً أن السلام في كولومبيا قريب جداً، فيما قال زعيم «فارك» إن «الجائزة الوحيدة» التي تريدها حركته هي السلام مع العدالة الاجتماعية.
وأشارت رئيسة لجنة نوبل كاسي كولمان فايف خلال مراسم الاعلان عن الجائزة في اوسلو، الى «خطر فعلي في توقف عملية السلام واندلاع الحرب الاهلية مجددا. وهذا يعطي اهمية أكبر لمواصلة الاطراف برئاسة الرئيس سانتوس وزعيم «فارك» رودريغو لوندونو احترام وقف اطلاق النار».
على مر العقود، أوقع النزاع أكثر من 260 الف قتيل و45 الف مفقود و6.9 ملايين نازح. وفي 26 أيلول الماضي، وقّع الرئيس الكولومبي اتفاقاً تاريخياً مع قائد «فارك» رودريغو لوندونو. لكن الناخبين الكولومبيين رفضوا في استفتاء اتفاق السلام وطالبوا خاصة بعدم مشاركة عناصر المتمردين الذين يلقون السلاح في الحياة السياسية وان يودعوا في السجون بدلا من الاستفادة من عقوبات بديلة، ما شكل صدمة كبرى. وأرغم فشل الاستفتاء بوغوتا والمتمردين على استئناف المحادثات.
وبلغ عدد الترشيحات لجائزة السلام، التي تلقاها معهد نوبل النروجي، حوالي 376، ما يزيد بمئة ترشيح عن العدد القياسي الذي سجل العام 2014 حين تلقى المعهد 278 ترشيحاً.
Leave a Reply