ديترويت - أثار النمو السريع لشركة «ريزو» لإزالة النفايات ريبة السلطات في جنوب شرقي ميشيغن، حتى أمست الشركة العملاقة التي يقع مقرها في مدينة ستيرلنغ هايتس، محور تحقيق فدرالي موسع بشبهات فساد «واسعة النطاق» في مقاطعة ماكومب، حيث وجهت الأسبوع الماضي تهماً بالفساد والرشوة لعضو في مجلس بلدية كلينتون تاونشيب لتلقيه مبلغ 75 ألف دولار مقابل تأمين حصول «ريزو» على عقد بقيمة 18 مليون دولار لإزالة القمامة من البلدة.
«ريزو للخدمات البيئية» ومقرها ستيرلنغ هايتس، كانت قبل 15 سنة مجرد شركة صغيرة تتولى إزالة الثلوج من شوارع مدينة هامترامك التي كانت زبونها الوحيد، قبل أن تصبح اليوم الأكبر والأشهر في منطقة جنوب شرقي ميشيغن، ولديها عقود لإزالة القمامة مع 55 بلدية، من بينها ديترويت وديربورن.
وتمكنت «ريزو» خلال السنوات الماضية من الصعود بسرعة الصاروخ في مجال نقل النفايات، وذلك عقب فوزها بعقود بملايين الدولارات، إثر تقديمها عروض زهيدة في المناقصات التي أجرتها البلديات لإزالة القمامة.
وكانت العروض التي تقدمها «ريزو» أدنى بكثير من الشركات المنافسة وقد نجحت خلال السنوات الخمس الماضية بمضاعفة حجمها وقاعدة زبائنها من 20 بلدية في العام 2011 الى 55 حالياً.
ولكن مكتب التحقيقات الفدرالي كان يراقب عن كثب. ومن المرجح أن يتم الكشف في الأيام القادمة عن المزيد من المسؤولين الفاسدين الذين قاموا بتلقي الرشى من الشركة للإبقاء على العقود معها دون إجراء مناقصات جديدة.
وقالت صحيفة «ديترويت فري برس» إن ممثلي الشركة قرروا التعاون مع التحقيق بعد ضبط رشوة العضو البلدي في كلينتون تاونشيب، دين رينولدز (49 عاماً) بتلقيه من «ريزو» 50-75 ألف دولار نقداً الى جانب تغطية نفقات المحامي في قضية طلاقه من زوجته. كما تمكن المحققون من تصوير رينولدز وهو يتلقى رشوة بقيمة 17 ألف دولار من عميل سري.
ووجه له الادعاء الفدرالي في شرقي ميشيغن، الأسبوع الماضي، تهماً بالرشوة يعود بعضها للعام 2012، حيث كان رينولدز يبيع صوته كعضو في مجلس البلدية، كما كان يقدم معلومات لشركة «ريزو» بشأن مواقف باقي الأعضاء، بحسب وثائق الادعاء الفدرالي.
وقام مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) بمراقبة هاتفي رينولدز وأحد مالكي شركة «ريزو»، وبعد مواجه الأخير بالأدلة قرر التعاون مع التحقيق ولم يتم ذكر اسمه في الدعوى.
نمو غير طبيعي
وأشارت صحيفة «ديترويت فري برس» التي نشرت تقريراً عن النمو غير الطبيعي لشركة «ريزو»، الى أن قضية رينولدز ربما تكون مقدمة للكشف عن تورط مسؤولين آخرين بتلقي الرشى من الشركة.
وفي حديث للصحيفة، لفت دومنيك ترينغالي، صاحب شركة «ترينغالي» التي تعمل أيضاً في مجال القمامة بمنطقة ديترويت الكبرى منذ 50 عاماً، الى أن شركته لم تحصل في تاريخها قط على أكثر من عشرة عقود بلدية في وقت واحد، متسائلاً كيف لشركة جديدة كـ«ريزو» أن تنمو بهذه السرعة خلال سنوات معدودة.
وأضاف «لم أصدق الأمر.. إنه غير واقعي.. إنني أقوم بهذا منذ نصف قرن ولم أتجاوز العشرة».
وتوفر شركة «ترينغالي» حالياً خدمات إزالة النفايات لبلديات تروي وأوك بارك وكلاوسون وبيركلي ولاثروب فيليدج وبلزنت ريدج وهانتينغتون وودز وهايزل بارك التي ستفقدها مع بداية العام القادم لصالح «ريزو» التي فازت بالعقد من دون إجراء مناقصة.
وتمكنت «ريزو» خلال العام الماضي من الفوز بعقود إزالة النفايات في مدن ليفونيا وساوثفيلد وستيرلنغ هايتس، رابع أكبر مدن الولاية.
وشرح ترينغالي بأن «ريزو» تتقدم بعروض زهيدة جداً للفوز بالمناقصات، وبعد ذلك «يحرصون» على عدم إجراء مناقصات جديدة في الأعوام التالية، مشيراً الى أن «الأشخاص الذين يلعبون وفق القواعد العادلة ليس لديهم فرصة» للفوز بتلك العقود.
وتعتبر شركة «وايست مانجمنت» أكبر المتضررين من توسع «ريزو» خلال السنوات العشر الماضية، حيث كانت الشركة توفر خدمات إزالة النفايات في 45 بلدية وقد خسرت منها 21 لصالح شركة «ريزو».
Leave a Reply