مريم شهاب
«سأواجه ظروفي القاسية دون أن أحني هامتي لها». هذا ما قاله الموسيقار بيتهوفن قبل مئات السنين، وهو قولٌ ينطبق على الناشط خضر فرحات الذي يخوض كفاحه الخاص في ديربورن، منذ قدومه اليها قبل سبع سنوات، حيث عانى مع عائلته من الظروف الصعبة والمضنية، دون أن يثني ذلك عزيمته.
وللحديث عن تجربة فرحات المثيرة للاعتزاز، إفادة عامة ودرس بليغ للآخرين ممن يسارعون الى الشكوى من كل شيء، ولا يصبرون على أي شيء ويتعجلون حظوظهم وأقدارهم في الحياة دائماً.
يمتاز الشاب خضر فرحات ببصيرة ثاقبة ذكية، عوَّضته عن البصر الذي يملكه الكثيرون ولا يملكون البصيرة.
هاجر مع أهله إلى بلدٍ غريب وثقافة غريبة ولغة غريبة ومع ذلك استطاع مواجهة الظروف القاسية وتمكن من تعلّم اللغة الإنكليزية واتقانها والإنخراط في النشاطات الإيجابية في مجتمع الجالية.
وإلى جانب مثابرته المستمرة على تحصيل العلم ونيل شهادة جامعية، يتمتع فرحات بما هو أثمن وأغلى من ذلك، وهو عاطفته الإنسانية النبيلة وحرصه على الروابط العائلية وتمسكه بروح الأمل والتفاؤل في المستقبل الأفضل مهما كانت الشدائد والآلام.
قال الأديب الفرنسي أندريه جيد في روايته الشهيرة «السيمفونية الريفية» إن من فقد بعض حواسه قد يكون أكثر سعادة من الآخرين لأنه لن يدرك كل صور القبح والشر في الحياة ولن يسمح خياله بأن يمثلها ويقلدها ويتعامل بها مع الآخرين، ولعلَّ ذلك يفسر لك ما تلمسه من طيبة وتفاؤل وثقة عندما تتكلم مع فرحات الذي يخوض هذه الأيام تجربته الانتخابية الأولى في محاولة طموحة منه للفوز بعضوية المجلس التربوي في مدينة ديربورن.
فرحات يشعرك بالخجل من تسامحه مع الآخرين ومع الحياة بصفة عامة، في حين يستغِّل «الأصحاء» منا ظروف الآخرين ليعوضوا نقصهم.
خضر فرحات شاب طموح وذكي ومثالٌ حيّ في جاليتنا على الإصرار والعزيمة، على النجاح دون التفريط بالقيم الأخلاقية والدينية والعائلية، والأمل بغدٍ أفضل.
إلى جانب تميّزه في التحصيل العلمي وقدرته الباهرة على التأقلم الإيجابي في مجتمعه الجديد، يملك خضر فرحات من الطموح والمؤهلات الإيجابية ما يجعله قادراً على تحقيق الأفضل لمدينة ديربورن وطلاب مدارسها العامة.
وبرأيي كلما اقترب الإنسان من فطرته التي فطره الله عليها كان أقل خبرة بشرور الحياة وأكثر بعداً عن الإلتواء والخداع وزيف المشاعر، وهذا ما يؤهل فرحات للفوز بثقة الناس، والعمل على تطوير المناهج التربوية لأبنائهم مستنداً الى خبرته العملية في التواصل مع الطلاب والمعلمين والإداريين خلال السنوات الماضية واطلاعه على التحديات التي تواجه المنطقة التعليمية.
هذه ليست دعاية انتخابية للمرشح خضر فرحات، بل هي فقط كلمة حق في شابٍ مثابر وطموح وناجح، علنا نتعلم منه الصبر والشكر على ما أعطانا الله. إن الله يحب الشاكرين!
Leave a Reply