سامر حجازي – «صدى الوطن»
تحت شعار «المجتمع أولاً»، أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) حفلها السنوي الـ19، الأربعاء الماضي، في «نادي بنت جبيل الاجتماعي الثقافي» بمدينة ديربورن، بحضور مسؤولين حكوميين ورسميين ومرشحين محليين وفعاليات اجتماعية واقتصادية متنوعة، إضافة إلى حشد كبير من أبناء الجالية العربية.
نائب حاكم ولاية ميشيغن براين كالي |
شعار «المجتمع أولا»، تجلى من خلال خيارات اللجنة السياسية في دعم مرشحين لمختلف المناصب على مستوى المدينة والمقاطعة والولاية، وعلى المستوى الوطني أيضاً، بحسب رئيسة «أيباك» المحامية منى فضل الله التي تطرقت خلال كلمتها إلى آلية اختيار دعم المرشحين وحرص أعضاء اللجنة على اختيار المتسابقين الأكثر تأهيلا وكفاءة، بما يضمن خدمة المجتمع.
ونوهت فضل الله إلى أن أعضاء اللجنة يتبرعون بأوقاتهم وجهودهم «من أجل مجتمعنا الذي نحن جزء منه» مشيرة إلى أن «مهمة اختيار المرشحين ليس بالمسألة السهلة، نظراً لكثرة القضايا التي تهم الناخبين هذه الأيام»، وأكدت أن هدف اللجنة السياسية التي بلورت الصوت العربي في ميدان الانتخابات المحلية «كان وما زال هو المضي قدماً في مصلحة جاليتنا».
ناشر «صدى الوطن» أسامة السبلاني |
ومنذ إنشائها عام 1998 تشكلت «أيباك» بمبادرة عدد من المهنيين العرب الأميركيين الذين دأبوا على تشجيع مواطنيهم العرب -وبغض النظر عن تحزبهم السياسي- على المشاركة الفعالة في النشاط السياسي، ترشيحاً وانتخاباً، كما دأبت اللجنة في كل موسم انتخابي على تأييد مرشحين لمختلف المناصب التنفيذية والتشريعية والقضائية إضافة الى المجالس التربوية التي تحتل حيزاً هاماً من اهتمامات اللجنة.
السفير إدوارد غابرييل ممثلاً حملة كلينتون |
وقد تضمنت لائحة المدعومين من «أيباك» ٢٧ مرشحاً إضافة الى مقترحين بإنشاء شبكة نقل عام إقليمي في جنوب شرقي ميشيغن وإقرار تمويل إضافي للمدارس العامة في مقاطعة وين.
آلية الدعم
ويتم تبني دعم المرشحين بناء على سجلاتهم وإنجازاتهم ومؤهلاتهم، وكذلك مواقفهم من القضايا التي تمس مصالح الجالية العربية ودورها «الذي ترسخ أكثر فأكثر خلال السنوات السابقة». وأصدرت «أيباك» عشية احتفالها السنوي الـ١٩ نشرة مطبوعة باللغتين العربية والإنكليزية كما جرت العادة في كل موسم انتخابي.
السناتور ديفيد كنيزيك مع والديه أثناء التكريم |
وتستعرض نشرة «أيباك» أسماء المرشحين الذين قررت اللجنة دعمهم في الموسم الحالي إضافة الى نبذ عن سير المرشحين الذاتية لاطلاع الناخبين على مؤهلاتهم، وسيقوم عشرات المتطوعين بتوزيع نسخ على الناخبين في مناطق تركز الجاليات العربية لاسيما في مدن ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك وكانتون وديترويت، قبل يوم الانتخابات في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
من ناحيتها، أوضحت رئيسة «لجنة الدعم» (وهي لجنة فرعية في «أيباك») وعضو «مجلس ديربورن التربوي» المحامية مريم بزي، أسباب عدم دعم لأي من المرشحين لسباق محكمة ديربورن، بالإشارة إلى أن أياً من المرشحين (المحاميان جين هانت وسوزان دباجة) لم يحصل على الأصوات الكافية من الأعضاء لنيل دعم اللجنة بحسب ما ينص عليه النظام الداخلي لـ«أيباك» الذي يتطلب أغلبية الثلثين لتبني دعم مرشح على حساب آخر.
وقد تقدم كل من دباجة وهانت بطلب دعم اللجنة عبر رسالة خطية وفق شروط الدعم في «أيباك».
ودعت بزي الناخبين إلى التصويت للمرشح الذي يرونه مناسباً ومؤهلاً لمنصب قاض في محكمة ديربورن الـ19، وقالت: «بالنسبة للسباقات التي لم ندعم المرشحين المتنافسين فيها، وكذلك بالنسبة للسباقات التي تضم مقاعد شاغرة أكثر من المرشحين الذين ندعمهم، فإننا نشجع الناخبين على تفحص خلفيات المرشحين وإنجازاتهم ومؤهلاتهم لكي يصوتوا للمرشح الأنسب والأكفأ».
دعم كلينتون
أما على مستوى الانتخابات الرئاسية، فقد قررت «أيباك» دعم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للرئاسة الأميركية، وكان مستشار التوعية الوطنية في حملتها الانتخابية السفير إدوارد غابرييل ضيفاً على الحفل، حيث قدمته للحاضرين، عضو «أيباك» ومديرة شؤون المهاجرين في بلدية ديترويت فيروز سعد، قائلة إنها عملت معه بنشاط من أجل حشد تأييد لكلينتون في صفوف الجالية العربية.
وفي كلمته، قال غابرييل إنه عمل مع كلينتون وهو يؤمن بأنها تتمتع بمواصفات الرئيس، مشيراً إلى أنه سافر معها إلى منطقة الشرق الأوسط وكان شاهدا على دورها وهي في موقع القرار، وأضاف: «يمكنني أن أخبركم أننا محظوظون لوجود شخص مثل هيلاري كلينتون فهي شخصية واثقة ومستعدة لمنصب الرئيس.. وإذا أردنا حقا أن نحرز تقدماً في الشرق الأوسط وأن نوحّد الأميركيين حول القضايا الداخلية، فثقة الناس بوجود قائد (مثلها) تأتي كحاجة أساسية».
حضور جمهوري
المتحدث الرئيسي في الحفل كان نائب حاكم ولاية ميشيغن الجمهوري براين كالي الذي توجه إلى الجالية العربية بالحديث عن التحول النوعي في اقتصاد ولاية ميشيغن ونموه، وذلك على خلفية ظهور 475 ألف عمل خاص في الولاية، أدوا إلى نمو في المداخيل، وقال: «خلال السنوات السابقة سرنا في طريقنا إلى التعافي، فالإحصاءات لدينا تشير إلى أننا وصلنا إلى أماكن أفضل بكثير مما كانت تفترضه إمكانياتنا وتوقعاتنا».
جانب من الحضور |
وأشار كالي، الذي سحب مؤخراً تأييده للمرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب، إلى وجود مجموعات معينة بين سكان الولاية لم تستفد من الازدهار الاقتصادي، وطالب كالي الولاية بمساعدة ثلاث مجموعات منهم على نحو خاص، وهم المعوقون، والمدمنون السابقون على المخدرات، وأصحاب السوابق الجنائية الذين قضوا أحكامهم وباتوا جاهزين ومستعدين لبداية جديدة.
«هنالك فئات من سكاننا لم تستفد من التحول الاقتصادي»، أكد كالي وأضاف: «علينا أن نتوخى الحذر وعدم التخلي عن الناس، وعلينا الاهتمام أكثر لخلق بيئة يمكن لكل شخص أن ينجح فيها».
وخلال الحفل، وقف الحاضرون دقيقة صمت حداداً على رحيل عضو مجلس نواب ميشيغن جولي بلايوكي، التي توفيت في حزيران (يونيو) الماضي إثر إصابتها بنوبة قلبية.
مكرّمون
وكرمت «أيباك» عدداً من الأفراد والمنظمات التي كرست جهودها من أجل خدمة الجالية، كان بينهم عضو مجلس بلدية ديربورن مايك سرعيني الذي منح جائزة اعترافا بجهوده الكثيفة في مجلس البلدية، خاصة لناحية الأخذ بالاعتبار لهواجس العرب ومخاوفهم إزاء بعض القضايا، حيث كان سرعيني صوتاً رافضاً للمشاريع التي أقرها المجلس البلدي دون اعتبار لمصالح العرب الأميركيين في المدينة.
كذلك تم تكريم سناتور الولاية الديمقراطي ديفيد كنيزيك لمثابرته على التواصل مع مجتمع العرب والمسلمين. وكان كنيزيك قد ترعرع في مدينة ديربورن هايتس وتخرج من ثانوية كريستوود، والسناتور المعروف بعلاقاته الجيدة مع المجتمعين العربي والإسلامي كان قد صام طيلة أيام شهر رمضان الماضي للتعبير عن تضامنه مع المسلمين ولتبديد المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامي.
وكذلك كان رئيس قسم العلميات في مكتب شريف مقاطعة وين مايك جعفر ضمن قائمة المكرمين، حيث منح جائزة على جهوده المتواصلة في إنفاد القانون والتي تمتد على مدى العشرين سنة الماضية. جعفر بدأ خدمته في قسم شرطة ديترويت في تسعينات القرن الماضي، وبعدها انتقل إلى مقاطعة وين، وقد تم ترفيعه مؤخرا إلى رتبة قائد قسم العمليات في دائرة الشريف.
كما أشادت «أيباك» بموقف رئيس بلدية وستلاند بيل وايلد المدافع عن الجالية الإسلامية، وخاصة لناحية موقفه من مسلسل «الناجي المكلف» الذي تبثه قناة «أي بي سي» والذي صور ديربورن كبؤرة حاضنة للإرهاب، وقد نشر وايلد مقالاً في صفحة الرأي بصحيفة «ديترويت فري برس» انتقد فيها العمل التلفزيوني ووصفه بأنه يندرج ضمن الذهنية الهوليودية التي اعتادت على شيطنة العرب والمسلمين، منذ انطلاقتها الأولى.
وقال ناشر صحيفة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني إن وايلد كان المسؤول المنتخب الوحيد الذي بادر الى انتقاد ذلك المسلسل التلفزيوني، وأضاف: «وايلد هو السياسي الوحيد الذي وقف بوجه «الناجي المكلف» الذي صوّر العرب والمسلمين بطريقة سيئة، وكنا نتمنى لو أن حاكم الولاية ورئيس بلدية ديربورن أو أي شخص من الحاضرين هنا قد بادروا الى ذلك، ولهذا أريد أن أشكره بالنيابة عن جاليتنا».
كذلك تم تكريم «رابطة الناخبات في ديربورن وديربورن هايتس» ورئيستها بيتسي كرشمان التي دأبت على تعريف المواطنين بالسباقات الانتخابية المحلية من منطلق غير حزبي.
لمزيد من المعلومات، يمكن زيارة موقع اللجنة الإلكتروني: www.aapac.org
Leave a Reply