وكالات – «صدى الوطن»
بدأ العدّ العكسي لانتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في ظل احتدام المنافسة بين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في وقت دخل الرئيس باراك أوباما بقوة على خط دعم كلينتون ليصل إلى حد التحذير من مغبة انتخاب ترامب على «مصير الجمهورية».
وفي حين كانت جميع المراهنات واستطلاعات الرأي تصب في صالح المرشحة الديمقراطية، إلا أن الأمور أخذت منعرجاً دراماتيكياً مع إعلان مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) عن إعادة التحقيق حول استخدام كلينتون لخادم خاص للبريد الإلكتروني، أثناء توليها وزارة الخارجية الأميركية. وهي الخطوة التي أعطت زخماً إضافياً لحملة الملياردير النيويوركي المستمرة منذ ١٧ شهراً من انطلاقتها لم يأخذها المراقبون على محمل الجد، حتى أصبح ترامب اليوم، وبحسب الرئيس أوباما- تهديداً جدياً لمستقبل البلاد.
ومن ناحيتها تواصل كلينتون تماسكها رغم الفضائح التي ألمّت بحملتها مؤكدة أن قرار إعادة فتح القضية «لن يغير شيئا في خلاصات التحقيق الذي سبق أن أجراه المكتب»، كما طالبت الـ«أف بي آي» بالإفراج عن «الحقائق الكاملة والتامة» بهذا الشأن.
وواجه مدير المكتب، جيمس كومي، عاصفة من الانتقادات خاصة من جانب الحزب الديمقراطي، لإعلانه فتح التحقيق قبل 11 يوماً فقط من تاريخ اجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أن معظم استطلاعات الرأي خلال الأسبوع الماضي أظهرت تقدماً لترامب على حساب منافسته في العديد الولايات المتأرجحة الى جانب تضييقه الفارق في ولايات أخرى. حتى أصبح عدد الولايات المتأرجحة تتراوح بين ١٠ و١٥ وفق استطلاعات الرأي المختلفة.
ومع اقتراب يوم التصويت، أشارت معظم استطلاعات الرأي على مستوى الولايات المتحدة إلى أن كلينتون مازالت تتقدم على ترامب، غير أنها فقدت الهامش المريح الذي كانت تتمتع به من قبل. بل نال ترامب 46 بالمئة من الأصوات مقابل 45 بالمئة لكلينتون في استطلاع لصحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» يوم الثلاثاء الماضي، وهي المرة الأولى التي يتقدم فيها على كلينتون في استطلاع للرأي تجريه الشبكات الإعلامية الكبرى التي يتهمها ترامب بالانحياز لصالح كلينتون.
وأظهر استطلاع لصحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي أس»، أن كلينتون تتقدم على ترامب بثلاثة بالمئة فقط (أقل من هامش الخطأ)، وأن 45 بالمئة من الناخبين المحتملين أعربوا عن تأييدهم لها، فيما قال 42 بالمئة منهم إنهم يدعمون ترامب. فيما كشف استطلاع آخر أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «أي بي سي» قبل خمسة أيام من إقفال صناديق الاقتراع أن كلينتون تحظى بدعم 47 بالمئة من الناخبين المحتملين مقابل 45 بالمئة لترامب، الذي يدعو الناخبين الى تجاهل استطلاعات الرأي المزورة.
وتقول تقارير إن مستثمرين يدرسون احتمال فوز ترامب في الانتخابات بعد عودة الجدل من جديد بشأن قضية رسائل كلينتون الإلكترونية التي ستبقى مجمدة الى ما بعد الانتخابات، وذلك عقب إخطار كومي، الكونغرس الجمعة الماضي بأن المكتب سيفحص رسائل إلكترونية اكتشفت حديثاً وقد تتعلق باستخدام كلينتون لبريد إلكتروني خاص لإرسال وثائق سرية عندما كانت وزيرة للخارجية.
وقال رئيس حملة كلينتون جون بوديستا للصحفيين عبر الهاتف «لا توجد أدلة على ارتكاب مخالفات».
ووصف ترامب التطور الجديد بأنه جزء من «أكبر فضيحة سياسية منذ ووترغيت» التي دفعت الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة من منصبه في عام 1974.
وفي تصريحاته للصحفيين شكا بوديستا من أن خطاب كومي للكونغرس «خفيف في الحقائق ثقيل بشأن التلميحات» وحثه على «التقدم وإعطاء تلك الإجابات للشعب الأميركي» بخصوص طبيعة أحدث مراجعة لمكتب التحقيقات الاتحادي لرسائل البريد الإلكتروني.
على الأرض
وخلال الأسبوع الماضي جال المرشحان، أرجاء الولايات المتحدة سعياً لكسب أصوات الناخبين الذين سيقررون الثلاثاء المقبل الرئيس الجديد لبلادهم. ومع اقتراب يوم الانتخابات يسابق المرشحان الزمن، ويعملان ليل نهار في اللحظات الأخيرة، التي قد تغير مجريات الأمور.
وقام ترامب خلال الأسبوع الماضي بتركيز جهوده على ولايات تميل تقليدياً للديمقراطيين مثل ميشيغن وويسكونسن وبنسلفانيا ونيوهامبشير مراهناً على حظوظه بالفوز في بعضها، في حين ركزت كلينتون جهودها على فلوريدا ونورث كارولاينا.
انخفض عدد الولايات المحسومة لكلينتون من 25 إلى 20 الأسبوع الماضي. ولم يشهد ترامب أي تحول لولايات إضافية لصالحه لكنه حقق بعض المكاسب. فقد تحولت ولايات كانت نسب التأييد فيها متقاربة في بنسلفانيا وكولورادو وآيوا ونيفادا، من الميل نحو كلينتون إلى ولايات يصعب التكهن بنتيجتها.
لكن فرصة ترامب للفوز تكمن في فوزه بأوهايو ونورث كارولاينا وفلوريدا وعدم خسارته أي من الولايات التي فاز بها المرشح الجمهوري السابق للرئاسة ميت رومني قبل أربع سنوات، وهي الولايات التي جال عليها أوباما خلال الأسبوع الماضي لحشد التأييد لكلينتون. ووفق آخر الاستطلاعات لا يزال ترامب يحظى بتقدم طفيف في هذه الولايات.
ومن الولايات الأخرى المتنازع عليها أيضاً فيرجينيا وأريزونا ونيومكسيكو ومينيسوتا، وصولاً الى ماين.
وفي سياق آخر، شجبت حملة ترامب، إعلان صحيفة «ذي كروسايدر» التي تعتبر من أهم الصحف المحسوبة على منظمة «كلو كلوس كلاين» العنصرية، تأييدها لترامب بعدما عنونت على صدر صفحتها الرئيسية، «لنعيد عظمة أميركا».
وانتقدت حملة دونالد ترامب المادة المنشورة في الصحيفة، مشيرة «الى أن السيد ترامب يرفض الكراهية بكل أشكالها»، معتبرة «ان منشور الصحيفة مثير للإشمئزاز، ووجهة نظرها لا تمثل عشرات الملايين من الاميركيين الذين توحدوا خلف حملتنا الانتخابية».
وقد وقع اختيار كلينتون وترامب على مدينة نيويورك لمتابعة سير الانتخابات وإعلان النتائج مساء الثلاثاء القادم، حيث سيحسم اسم الرئيس الـ٤٥ للولايات المتحدة، فهل تكون كلينتون أول امرأة تتولى هذا المنصب أم ينجح ترامب في قلب الطاولة بوجه الجميع؟
نظام انتخاب الرئيس الأميركي
الانتخابات الرئاسية الأميركية هي انتخابات
غير مباشرة، فالمواطنون يصوتون في تصويت شعبي، غير أن مندوبي المجمع الانتخابي Electoral College هم الذين يختارون الرئيس.
فالمرشح الذي يحصل على أكثر الأصوات الشعبية في ولاية معينة يحصل على أصوات الولاية في الكلية الانتخابية (باستثناء نبراسكا وماين).
ويتكون المجمع الانتخابي من 538 مندوباً يصوتون رسمياً على الرئيس ونائبه. وعدد المندوبين المخصص لكل ولاية يساوي عدد أعضاء مجلس نواب الولاية زائد ٢ (عدد شيوخها). إضافة إلى ذلك يخصص ثلاثة مندوبين لمقاطعة كولومبيا التي تضم واشنطن العاصمة.
والمرشح الذي يفوز بالرئاسة هو الذي يحصل على 270 صوتا من أصل 538.
ماذا يحصل في حال التعادل؟
وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 270 صوتا، يتم اختيار الرئيس وفقا للتعديل الـ12 من الدستور الأميركي في اقتراع يجرى في مجلس النواب. وفي هذا التصويت يعطى لكل ولاية صوت واحد. ويجرى اقتراع آخر في مجلس الشيوخ لاختيار نائب الرئيس، وفي هذا الاقتراع يعطى لكل عضو من أعضاء مجلس الشيوخ صوت واحد. وقد جرى ذلك في عامي 1800 و1824.
Leave a Reply