بلال شرارة
بعد الانتخابات الرئاسية، وقد أنجز المجلس النيابي «غير الشرعي ولكن القانوني» حسب رأي فخامة الرئيس يوم كان لا يزال نائباً -رئيساً لتكتل التغيير والإصلاح- مهمته في الجلسة 46 فنصّب لنا رئيساً وعدنا بقتال استباقي للإرهاب وبقانون انتخابات وبقضاء وأمن…
الخلاصة: لقد وعدنا ببلد. وإننا الان نحن «شعب لبنان العظيم» ولا احد شاورنا ننتظر مشاورات التكليف ثم التأليف..
أعتقد اننا سننتظر، إذ لا تكفي أحلام العصافير لتنتج ثنائيات أو لتعيد انتاج الترويكا مثلاً، فالبلد يحتاج الى الوحدة ليمشي ويحتاج الى أن يثبت أنه البداية لإعادة انتاج الشرق الأوسط؟ فلبنان قادر على يفتح الباب للمصالحة اليمنية ومشاركة العراقيين في كل ما يصنع حياة بلدهم ومجتمعهم و أيضاً سيفتح باب المصالحة في سوريا.
أزعم أنه ليس أمامنا وقت طويل لنفعل ذلك ونؤكد أن البلد أوسع من أفكار وضعها «جبران ونادر» على الورق في أمر دبر في ليل، وانه قد تم في لبنان -وبالتجربة- تأكيد أن لا أحد يستطيع أن يأخذ القرارات الوطنية منفرداً، وأن لا أحد يستطيع أن يضع الفيتو على القرارات الوطنية.
هذا الأسبوع أنجزت مشاورات التكليف.. وأذكر أن مثلها أنجز وكلّف دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري تأليف الحكومة.. أذكر وأنا كنت على موعد معه لإهدائه اثنين من كتبي «تمويه النوايا: الشرق الأوسط الجديد» و«تركيا وإسرائيل: أسئلة وأجوبة قلقة». اذكر انه حملني رسالة الى دولة الرئيس بري مفادها أنه سيستنفد من التشكيل وأنه لم يعد قادراً على تحمل الضغوط وأن الله سبحانه لا يحمّل نفساً إلا وسعها قبل أن يُغتال الشهيد الحريري في زلزال مدمر ضرب لبنان.
الآن يعتقد البعض انه بإمكانه الهيمنة على لبنان، حكمه بالوعود وترهيبه أو ترغيبه بالسيف والذهب وانه يستطيع هو أن يقرر دون الذهاب الى المشاورات اسم رئيس الحكومة وتشكيلة مجلس الوزراء.
نحن أيضاً نعتقد أن الرئيس سعد الحريري هو الانسب لتشكيل الحكومة اليوم، وأنه يستطيع بدعم الرئيس الجنرال وبدعم الرئيس بري الذي يحتفل باليوبيل الفضي لتوليه رئاسة المجلس النيابي أن يحكم بشرط المشاركة والتفاهم مع الجميع، وليس فقط باتباع نصائح قائد «القوات اللبنانية» الذي سبق للمسيحيين أن حملوا صليبهم ولحقوه الى المجهول.
الان لم نعد نحمل أحلام العصافير.. ولا مغامرات تعويض الثروات الضائع. لبنان الوطن هو الذي يرزح تحت الدين (حوالي ٧٠ مليار دولار).. ونحن «شعب لبنان العظيم» نعيش على حلم «نبش» ثروة لبنان من النفط والغاز..
نحن نعيش في فرح وخوف.. دون قوانين حتى قانون انتحابات ولسنا مضطرين للإبقاء على قانون الستين لانه يحافظ على اتساع كتلةً احدهم. القضاء عندنا في إجازة.. وفرص العمل صفر.. والنفايات أكوام في الشوارع.. و ثروة لبنان الطبيعية ملوثة و… أنا ابني الوحيد محروم من الوطن يقيم في الغربة، و ابنتي الوحيدة محرومة في الوطن من عقد عمل ثابت.
أنا سأعلق كل شيء. سأرهن ما عندي من أشعار وأشجار وأطيار لعلي استعيد حلماً مسروقاً.
ابني اقتنع بعد جلسة الانتخاب والتهريج الذي رافقها في لعبة المظاريف ان الغربة اقل سوءاً مما نعتقد.
أنا أحب ألا أغادر جغرافيا المكان وأن أرى أن استقرار الشرق الوسط ممكن.. ثم أعود فأحلم بازدهاره وازدهار الانسان فيه وأحلم.. وأحلم أن أحفادي سيلعبون تحت الأشجار في الوادي.
Leave a Reply