سامر حجازي وحسن خليفة – «صدى الوطن»
يبدو أن عناوين الخطاب الهجومي لحملة الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد بدأت تأخذ طريقها إلى حيز التنفيذ، وهو ما يبدو واضحا من خلال الأسماء المتداولة لتولي مناصب حساسة في الإدارة الجديدة، والتي منها من دعا الى البدء ببناء الجدار الفاصل مع المكسيك، وكذلك «مراقبة» المسلمين في الولايات المتحدة عبر قاعدة بيانات خاصة، ولكن في الجانب الأخرى يدعو مؤيدو الرئيس المنتخب الأميركيين بمن فيهم الأقليات الى منح ترامب فرصة.
ويدعو المسؤولون الجمهوريون ملايين الأفارقة الأميركيين واللاتينيين والمسلمين المتخوفين الى أن يعطوا الرئيس المنتخب الفرصة لإثبات حسن نواياه تجاه جميع المواطنين وعدم الانصياع الى الحملة الإعلامية التي تصوره على أنه زعيم عنصري.
وقالت لينا إبستين –وهي نائبة رئيس حملة ترامب في ميشيغن– إنه لمن السهل على الأفراد أن «يُضبطوا متلبسين بأخطائهم» من قبل وسائل الإعلام السياسية التي تركز على بعض الكلمات والمقاطع الصوتية التي يقولها مرشح ما خلال حملته الانتخابية.
وأشارت إلى أنها قد أتيحت لها الفرصة للتعرف على ترامب على المستوى الشخصي، واعتبرت شخصيته شخصية مشرّفة، وأضافت: «لقد ترشح ترامب للرئاسة لأنه يتطلع إلى أميركا قوية، أميركا التي لا بد من الاعتراف بتنوعها وتقديرها لجميع سكانها، بمن فيهم أبناء المجتمع العربي الأميركي».
وحثت الأميركيين غير المتشجعين لانتخاب ترامب على مراقبة المئة يوم الأولى من حكم الرئيس الجديد، وقالت: «بعد إعطاء الرئيس المنتخب الفرصة وتعزيز التطورات في حياة الناس، مثل التحسن الاقتصادي، عندها يمكن للجمهور محاسبته على الوعود التي أطلقها خلال حملته الانتخابية».
ولفتت إبستين الى أن «الخوف ينشر الخوف، وأن الكراهية تنشر الكراهية»، مؤكدة أنه لا يجوز الحكم على ترامب قبل تولي مهامه الرئاسية».
وأضافت: مع أن حملة ترامب تدرك مخاوف العرب والمسلمين الأميركيين وقلقهم من تعيين ستيفن بانون، «إلا أنني لا يمكن التحدث عن ماضيه، لكن يمكنني أن أوكد أن توقعات ترامب بشأن خدمته ككبير للاستراتجيين سوف تتحقق، من خلال إظهار الصدق والنزاهة والحزم والقيادة».
على العرب أن يدعموا ترامب
من ناحيته، اعتبر بيل رونكو – رئيس فرع الحزب الجمهوري في مدينة ديربورن (الدائرة الانتخابية ١٢)- أن انتخاب ترامب هو خطوة رئيسية في الاتجاه الصحيح بحسب ما يرى مصوتو المنطقة الجمهوريون، واعتبر أن الجلبة والضجيج حول انتخاب ترامب هما بسبب خطابه السياسي الصادق وسياساته الاقتصادية القوية، أكثر ما هي بسبب اللهجة المثيرة للجدل، تلك التي اعتمدها خلال حملته الانتخابية.
وشدد رونكو على أنه في حال فازت كلينتون بمنصب الرئيس، فالجمهوريون ما كانوا ليتظاهرون اعتراضا على انتخابها.
ومع أن العديد من وسائل الإعلام الليبرالية ومجتمعات الأقليات يميلون إلى الاعتقاد بأن ترامب شخص عنصري، إلا أن رونكو أكد أن ذلك بعيد كل البعد عن الحقيقة.
وأشار إلى أن قطب العقارات كان قد تلقى في العام 1986 «وسام جزيرة إليس التكريمي»- الذي يشيد بالمساهمات المقدمة لأميركا من قبل المهاجرين وأبنائهم «الذين يجسدون الروح الأميركية من خلال احتفالهم بالوطنية والتسامح والأخوة والتنوع».
وتجدر الإشارة إلى أن هيلاري كلينتون كانت قد نالت عام 1999 نفس الوسام التكريمي الذي ناله ترامب الذي ظهر في صور تذكارية مع روزا باركس ومحمد علي وآخرين.
وحول لهجة ترامب العدائية، قال رونكو إن البعض قد يلجأون إلى تصرفات غير قانونية بسبب كلمات ترامب، ولكن عليهم إعطاؤه الفرصة لإظهار إمكانياته بعد تسلمه منصبه الرئاسي، وأن لا يحاكموه على طريقته في الكلام وتصرفاته التي يتسم بها بوصفه نيويوركياً، على حد قول رونكو.
وأضاف بالقول: «إن شخصية ترامب لغز، فهو يمكن أن يكون شخصاً رائعاً جداً، ويمكن أن يكون عدائياً أو لا مبالياً، في الوقت نفسه».
وشبّه رونكو ترامب بالرئيس الراحل رونالد ريغان الذي بدا في أول الأمر شخصاً غريب الأطوار ولكن بمرور الوقت أصبح رئيساً محبوباً.
وختم المسوول الجمهوري كلامه عن ترامب بالقول «كما لاحظنا خلال فترة الانتخابات التمهيدية، فإنه كشخص صارم سيلتزم بتطبيق قوانين الهجرة، وليس لديه أجندة خاصة، وسيحارب من أجل الحقوق المدنية لجميع الأميركيين بمن فيهم العرب والمسلمون الأميركيون».
وحث رونكو العرب الأميركيين على السعي بنشاط للشراكة مع إدارة ترامب وأن يسمعوا مخاوفهم بشكل روتيني، وقال «إن الحكم النهائي يجب أن يكون على تعامله في هذه العلاقة، ولا أعتقد بأننا سنشعر بخيبة أمل».
Leave a Reply