فلنت - بدأت القصة بإعتقال سائق يقود سيارته تحت تأثير الكحول حيث ألقي الرجل أرضاً ووضعت الأصفاد في يديه وطرحت عليه أسئلة روتينية، لكن الأمور تفاقمت تلك الليلة من عام ٢٠١٠، حيث تعرض الموقوف للضرب والسحل على أرض سجن مقاطعة جنيسي كما اصطدم وجهه مراراً بجدار إسمنتي فيما كان وجهه مغطى بكيس.
![]() |
لقطة تظهر تعرض وليام جنينغ للعنف من قبل عناصر الشرطة في سجن مقاطعة جينيسي عام 2010 |
كل ذلك سجلته كاميرات المراقبة الموضوعة داخل السجن والتي أدت في نهاية المطاف الى إدانة عناصر الشرطة المتورطين في هذه المعاملة الوحشية. وقد وافقت هيئة محلفين في المحكمة الفدرالية الأسبوع قبل الماضي على طلب محامي الضحية بدفع تعويضات بقيمة 36.6 مليون دولار له، وهو مبلغ نادراً ما تشهده المحاكم في جنوب شرقي ميشيغن، وقد اعتبره محامو الضحية رسالة موجهة الى جميع أجهزة تنفيذ القانون في المنطقة بأنه لن يتم بعد الآن التهاون أبداً مع استخدام القوة المفرطة من جانب الشرطة.
الخبير في هذا النوع من القضايا، المحامي من ديترويت جويل سكلار، قال إن «هيئة المحلفين وجدت نفسها مضطرة لإصدار هذا الحكم ليكون رادعاً لأجهزة الشرطة» مؤكداً أنه لم يشهد في حياته المهنية تعويضات بهذا الحجم لقضية من هذا النوع. وأضاف سكلار «للحصول على هذا النوع من الأحكام.. المحلفون لا بد أنهم كانوا غاضبين جداً ومستائين جداً من المتهمين»، مذكراً أن المحلفين في المحاكم يمثلون الرأي العام.
وكان الضحية وليام جنينغز (42 عاماً) من بلدة فلنت قد رفع دعوى قضائية ضد خمسة من عناصر مكتب الشريف في المقاطعة، في الحادثة التي وقعت قبل ست سنوات.
وقال محامي الدفاع عن المتهمين، كريستوفر سكوت، بأنه سيطعن في الحكم، مؤكداً في رسالة بالبريد الإلكتروني بأنه في حال فشل الطعن سيلجأ لمحكمة الإستئناف، لافتاً الى أن جينيغ كان مخموراً وقاوم الإعتقال أثناء توقيفه.
من جانبه، قال محامي الضحية، دين أليوت، «لقد هاجموه في السجن ثم قيدوا يديه واستمروا في الإعتداء عليه وضربوا وجهه بالحائط ثم اقتادوه إلى زنزانة انفرادية حيث قاموا بتكميم فمه ورميه بعيار صاعق ووضعوا كيساً حول رأسه ورموه على وجهه أرضاً».
القضية عرضت أمام القاضي الفدرالي المخضرم أفيرن كوهن الذي لديه سلطة نقض حكم هيئة المحلفين أو تخفيفه، ويمكن لمحامي الدفاع رفع الدعوى الى محكمة الإستئتناف الفدرالية السادسة في سنسيناتي،.
المحامي بيل سوير من ديترويت لفت بدوره الى أن مبلغ التعويضات الضخم لا يعني بالضرورة أن لن يصبح حقيقة، مشيراً الى أن القاضي سيراجع الحكم بدقة ليرى ما إذا كان المحلفون غاضبين لحظة إصدار قرارهم. وأضاف أنه حدث في شيكاغو في 1999 هيئة محلفين حكمت بتعويضات 28 مليون دولار لرجل تعرض للضرب من إثنين من عناصر الشرطة ما أدى الى إصابته بالشلل.
Leave a Reply