نيويورك - واصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الأسبوع الماضي مشاوراته بشأن تشكيل إدارته الجديدة، كاشفاً عن المزيد من التعيينات في مناصب أساسية في الحكومة الفدرالية المقبلة التي لا تزال بحاجة الى موافقة الكونغرس.
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب |
وبحلول عيد الشكر كان ترامب قد سمى كلا من:
– السناتور عن ألاباما جيف سشنز لمنصب وزير العدل.
– المرشح الرئاسي السابق بن كارسون لوزارة الإسكان.
– بتسي ديفوس من ميشيغن لوزارة التعليم.
– حاكمة ولاية ساوث كارولاينا نيكي هايلي لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة.
وهؤلا بحاجة الى موافقة الكونغرس، فيما لا تزال حقائب أساسية أخرى تنتظر قرار سيد البيت الأبيض الجديد، وأبرزها الخارجية، والدفاع والخزانة والأمن الوطني.
كما صرح ترامب سابقاً بأنه سمّى السياسي الجمهوري المحافظ المحسوب على تيار «حزب الشاي» والعضو في مجلس النواب الأميركي، مايك بومبيو، بتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، كما عين الرئيس السابق لمديرية الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع، الفريق مايكل فلين، مستشاراً للأمن القومي.
ويُعتبر فلين من أبرز الجنرالات الأميركيين الذين يدعمون نهجاً تعاونياً مع روسيا. في حين يُعدّ بومبيو من أبرز معارضي الاتفاق النووي مع إيران في الكونغرس. أما جيف سشنز، فهو معروف بمواقفه المحافظة وجهوده الدائبة في مناهضة الإسلام المتشدد، وقد أطلق العديد من المواقف التي تنم عن عنصرية ضد المسلمين المتشددين.
وأعلن ترامب الأربعاء الماضي، عندما قرر تعيين امرأتين في إدارته، الأولى نيكي هايلي الحاكمة الشابة من أصول هندية بمنصب سفيرة في الأمم المتحدة، والثانية بتسي ديفوس وزيرة للتعليم. كما سمى ترامب منافسه السابق خلال الإنتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، بن كارسون وزيرا للإسكان.
والمعروف عن نيكي هايلي، وهي ابنة مهاجرين، أنها انتقدت بشدة مواقف ترامب السلبية تجاه الهجرة خلال الحملة الإنتخابية، وساندت منافسه الجمهوري ماركو روبيو خلال الإنتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري.
وتتحدر نيكي هايلي (44 عاماً) من عائلة سيخية، وهي أصغر حاكمة في البلاد. ويعتبر السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة عضوا في الإدارة، وبالتالي أحد المعاونين الأساسيين للرئيس.
كما عيّن ترامب بتسي ديفوس من غربي ميشيغن وزيرة للتعليم. وقال الرئيس المنتخب في بيان بهذا الصدد: «تحت إدارتها سنعمل على إصلاح النظام المدرسي الأميركي، وإلغاء البيروقراطية التي تشل أطفالنا لكي نكون قادرين على تقديم تعليم على مستوى عالمي الى كل العائلات».
وتنشط ديفوس (٥٨ عاماً) صاحبة المليارات في الأعمال التربوية والخيرية في ميشيغن وتعتبر من أبرز داعمي المدارس المشتركة (تشارتر) وهي محسوبة على الجناح المسيحي التقليدي والمحافظ في الحزب الجمهوري.
ولتمضية عطلة عيد الشكر توجه ترامب الى مجمع الغولف الذي يملكه في مارالاغو في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، حيث يواصل وضع اللمسات الأخيرة على فريقه الحاكم المقبل، قبل عودته المقررة لاحقاً الى مقره المؤقت في برج «ترامب تاور» في مانهاتن.
مواقف ترامبية
وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» التي هاجمته بشراسة خلال الانتخابات، أطلق ترامب مواقف لافتة قد لا يتوافق بعضها مع بعض ما طرحه في حملته الانتخابية، حيث قال ترامب إنه يريد أن يتوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أبدى انفتاحاً على اتفاق باريس للمناخ.
وأعلن الرئيس الأميركي المنتخب أنه يود أن تنجح إدارته في التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وأضاف قائلاً: «أحب أن أكون الشخص الذي يحقق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين». وقال ترامب «سيكون هذا إنجازاً عظيماً».
تصريح ترامب الجديد جاء مفاجئاً نظراً الى تأييده خلال الحملة الانتخابية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مثيرا غضب الفلسطينيين. وأضاف رجل الأعمال الثري أن صهره جاريد كوشنر زوج ابنته ايفانكا، يمكن أن يضطلع بدور في مفاوضات سلام محتملة.
وكان كوشنر، وهو رجل أعمال ومستثمر يهودي أميركي، مستشاراً قريباً من ترامب خلال الحملة الانتخابية. وبعد فوز ترامب، طلب المشاركة في المطالعات الأمنية اليومية الخاصة بالبيت الأبيض، وكان حاضرا خلال لقاء ترامب مع رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في 17 تشرين الثاني (نوفمبر)، في أول اجتماع يعقده مع زعيم أجنبي بعد الانتخابات.
كما أبدى ترامب في المقابلة انفتاحاً في شأن اتفاق باريس حول التبدل المناخي. وقال بحسب تغريدات لأحد مراسلي الصحيفة «انظر إلى هذا الأمر عن كثب. ابقَ منفتحا على هذه القضية. أعتقد أن هناك علاقة (بين البشر والتبدل المناخي)، هناك شيء ما».
وأوضح رجل الأعمال الجمهوري أنه ينبغي معرفة «كم سيكلف (اتفاق باريس) شركاتنا» وأي أثر سيكون له على التنافسية الأميركية. وكان ترامب توعد بـ«إلغاء» الاتفاق الذي تبناه 195 بلدا نهاية 2015 خلال قمة باريس المناخية. ويهدف الاتفاق إلى احتواء ارتفاع حرارة الأرض عبر الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وفي موضوع آخر شغل حيزاً كبيراً في الحملة الانتخابية ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لم يظهر حماسا يذكر للحث على إجراء تحقيق مع منافسته السابقة في الانتخابات الرئاسية الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وقال ترامب وفقا لتغريدات على تويتر خلال مقابلته مع الصحيفة «لا»، عندما سئل عما إذا كان سيحقق مع كلينتون بشأن «مؤسسة كلينتون» الخيرية أو استخدامها لبريد إلكتروني خاص خلال توليها منصب وزيرة الخارجية. وأضاف أنه لا يريد «الإضرار بآل كلينتون» ويريد المضي قدماً.
الحلّ في سوريا
وفي الشؤون الخارجية، أعرب ترامب عن ضرورة تسوية الأزمة في سوريا، واصفا الأحداث في هذا البلد بـ«الجنون».
وقال ترامب إن الولايات المتحدة «مضطرة» لحل النزاع في سوريا، مشيرا إلى أن رؤيته لهذا الموضوع «تختلف عن رؤية أي شخص آخر».
واعتبر ترامب أن إنشاء دول جديدة ليس أمراً مجدياً بالنسبة للولايات المتحدة، قائلا: «لا أظن أن علينا أن نكون خالقي أمم».
ولم يوضح الرئيس المنتخب كيفية حل الأزمة السورية.
وكان ترامب أعلن، خلال حملته الانتخابية، أنه، وعلى خلاف إدارة باراك أوباما، سيركز الجهود على محاربة الإرهابيين لا السلطات السورية، كما أنه لم يستبعد التعاون مع روسيا حول التسوية في سوريا.
ونقلت وسائل إعلام أميركية أنه من المتوقع أن تنضم النائبة عن الحزب الديمقراطي في مجلس النواب الأميركي تولسي غابارد إلى إدارة ترامب، وقد عرفت بمعارضتها لتنحية الرئيس السوري بشار الأسد لأن ذلك سيؤدي إلى «تعزيز موقع داعش».
من أول يوم
وفي مواقف أخرى، نشر ترامب تسجيلاً مصوراً يوم الاثنين الماضي يوضح الإجراءات التي سيتخذها في أول يوم له في السلطة في 20 من كانون الثاني (يناير) وتشمل انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية الشراكة التجارية عبر المحيط الهادئ. وكشف ترامب عن الأولويات والقرارات التي سيتخذها بعد تسلمه السلطة مباشرة، مؤكدا أن المبدأ الذي يحتكم إليه هو «أميركا قبل كل شيء».
وأكد أنه سيبدأ إجراءات الانسحاب من اتفاقية الهادئ (TPP) التي عمل سلفه باراك أوباما على إبرامها، واصفا هذه الشراكة بـ«الكارثة» للولايات المتحدة، مضيفا أنه عوضا عن هذه الشراكة يجب التوصل إلى اتفاقيات ثنائية عادلة تعيد الصناعة للولايات المتحدة لتوفير فرص عمل.
كما يعتزم ترامب إلغاء القيود التنظيمية التي تكبل استخراج النفط والغاز والفحم الحجري، ووعد كذلك بإلغاء «القيود التي تحد من خلق وظائف لها علاقة بإنتاج الطاقة في الولايات المتحدة».
وقال ترامب في كلمته إنه سيعمل منذ اليوم الأول بعد تسلمه السلطة على الحد من نفوذ اللوبيات، وتبسيط إجراءات أخرى تنظيمية للحد من البيروقراطية.
وبخصوص الهجرة والأمن كشف ترامب عن نيته اتخاذ إجراءات تعزز أمن الولايات المتحدة، موضحاً أنه سيطلب من البنتاغون العمل على مخطط لحماية منشآت البنية التحتية الحيوية من الهجمات الإلكترونية وأي هجمات أخرى.
وتعهد الرئيس المنتخب باتخاذ إجراءات لخلق فرص عمل جديدة للأميركيين، مشيراً إلى أنه سيوعز لوزارة العمل بالتحقق من انتهاكات نظام التأشيرة، التي من شأنها أن تضر بقدرة المواطنين الأميركيين في الحصول على عمل.
Leave a Reply