يشارك في آخر قمة دولية له: فرصة لترامب .. وتشاؤم حول سوريا
ليما - شارك الرئيس الأميركي باراك أوباما الأحد الماضي في آخر قمة دولية له تعقد خارج الولاياج الولايات المتحدة في ختام جولته الخارجية الأخيرة قبل تسليم مقاليد الحكم لسلفه دونالد ترامب في كانون الثاني (يناير) القادم.
الرئيس الأميركي باراك أوباما يعفو عن ديك رومي قبل عطلة عيد الشكر في حديقة الورود بالبيت الأبيض بواشنطن يوم الأربعاء الماضي.(رويترز) |
وقال أوباما، خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام قمة لقادة البلدان الـ21 في منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك)، في العاصمة البيروفية ليما، إنه يرغب بأن يتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه بهدوء، إلا أنه لم يستبعد التدخل بشكل علني في المستقبل، إذا شعر بأن بعض القيم الأميركية الأساسية مهددة.
وقال أوباما «أريد أن أترك للرئيس المنتخب فرصة تشكيل فريقه ووضع سياسته» بهدوء. غير أنه أضاف «بصفتي مواطنا تعنيني (شؤون) بلدي إلى حد كبير، إذا بدا لي أن بعض المسائل المحددة (..) تسيء إلى قيمنا ومثلنا العليا الأساسية، وإذا شعرت بأن من الضروري الدفاع عنها، فسأقوم بدرس الوضع».
وتابع أوباما «هدفي إنهاء عملي خلال الشهرين المقبلين، وأن آخذ بعد ذلك ميشال (زوجته) في عطلة للحصول على قسط من الراحة، وأن أقضي وقتا مع بناتي، وأن أكتب قليلاً وأفكر».
ويحرص الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، الذي وجه سابقا انتقادات عنيفة إلى خطر رئاسة ترامب، على تأمين انتقال هادئ، وقد وجه تطمينات إلى نظرائه الأوروبيين القلقين بشأن السياسية الأميركية في المستقبل.
ودعا أوباما إلى عدم التسرع في الحكم على ترامب، قائلاً إنه ليس قلقا أنه سيكون آخر رئيس من الحزب الديمقراطي لفترة طويلة، لكنه دعا إلى اتخاذ ما سماها مقاربة «انتظر حتى ترى» في ما يخص التوقعات بشأن ترامب، داعياً المشرعين الديمقراطيين إلى التعاون مع الرئيس المنتخب في القضايا التي تهم الشعب.
وفي سياق آخر، جدد التأكيد على دعمه لاتفاقية التجارة عبر الهادئ (TPP) التي توصلت إليها إدارته فيما تعهد خلفه ترامب بإلغائها ووصفها بأنها «قاتلة الوظائف» و«كارثة».
تشاؤم حول سوريا
وأكد الرئيس الأميركي في ختام قمة «أبيك» أنه منذ خمس سنوات كان يحاول حل المسائل المتعلقة بالدور الأميركي في سوريا، ليصل إلى استنتاج مفاده بأنه لا يوجد سند قانوني للتدخل العسكري في هذه البلاد.
وبدا أوباما متشائما بشأن آفاق تسوية الأزمة في سوريا، معتبرا أن الفوضى في هذه البلاد قد تستمر «لبعض الوقت».
وتابع: «فور أن اتخذت روسيا وإيران قراراً بدعم الأسد وشن حملة جوية ضارية، بصرف النظر عن الضحايا المدنيين والأطفال الذين يُقتلون أو يصابون والمدارس أو المستشفيات التي يجري تدميرها، أصبح من الصعب جدا حينئذ رؤية وسيلة يمكن أن تصمد بها معارضة معتدلة مدربة وملتزمة لفترة طويلة من الزمن».
وذكر أوباما أنه أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين خلال لقائهما على هامش قمة «أبيك» أنه يشعر بقلق عميق بشأن إراقة الدماء في سوريا، وإن هناك حاجة لوقف إطلاق النار، مضيفا «نحتاج في هذه المرحلة للتغيير في كيفية تفكير كل الأطراف في هذا الأمر، من أجل إنهاء الوضع هناك».
أربع دقائق مع بوتين
وعلى هامش قمة «أبيك» تباحث الرئيسان الأميركي والروسي، لمدة أربع دقائق الملفين السوري والأوكراني على وقع انتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أن الرئيسين «تصافحا في بداية اجتماع للدول الأعضاء في قمة أبيك، وتحدثا لفترة قصيرة»، فيما قال مسؤول في البيت الأبيض إن أوباما ونظيره الروسي تحدّثا لمدة أربع دقائق عن سوريا وأوكرانيا خلال القمة.
وأضاف المسؤول الأميركي أن أوباما «حث الرئيس بوتين على الحفاظ على تعهدات روسيا بموجب اتفاقيات مينسك، مؤكداً التزام الولايات المتحدة وشركائها بسيادة أوكرانيا».
وفي الشأن السوري، قال المسؤول إن أوباما شدد أيضاً على ضرورة أن يستمر وزيرا خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري في «متابعة المبادرات مع المجتمع الدولي للحد من العنف وتخفيف معاناة الشعب السوري».
يمنح وسام الحرية لـ٢١ شخصية أميركية بارزة
قدّم الرئيس الأميركي باراك أوباما، الثلاثاء الماضي، وسام الحرية الرئاسي الأخير خلال فترته الرئاسية لـ21 شخصية لقاء مساهماتهم في خدمة البلاد.
وقد منح أوباما وسام الحرية الرئاسي لعام 2016 ، وهو أرفع وسام مدني بالولايات المتحدة، لأبرز الشخصيات في البلاد من بينهم المؤسس المشارك لـ«مايكروسوفت» بيل غيتس وزوجته ميليندا تكريماً لهما على أعمالهما الخيرية وأيضا للاعبي كرة السلة السابقين مايكل جوردان وكريم عبد الجبار والممثلين توم هانكس وروبرت دي نيرو وروبرت ريدفورد.
كما منح أوباما وسام الحرية للمغنية ديانا روس ولمقدمة البرامج المعروفة ألن دي جينرس ونجم الروك بروس سبرينغستين والمغنية وعالمة الكمبيوتر في إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) مارغريت هاملتون وآخرين. وقال أوباما في أثناء مراسم تسليم الأوسمة إن «من المفيد عندما تفكر في هذه المجموعة الرائعة من الناس أن تدرك أن هذا ما يجعلنا أعظم أمة على وجه الأرض».
وأضاف «من بين علماء ومحسنين وموظفين وناشطين ورياضيين وفنانين، هؤلاء الأشخاص الـ21 ساهموا في تقدم أميركا وألهموا الملايين حول العالم». يذكر أن وسام الحرية يمنح سنوياً لمن يقدمون مساهمات مرموقة للمصلحة الوطنية للولايات المتحدة أو الأمن أو السلام العالمي أو الثقافة أو غير ذلك من الجهود الجليلة العامة أو الخاصة. ويمنح وسام الحرية من قبل رئيس الولايات المتحدة ويعد «مع ميدالية الكونغرس الذهبية» أرفع مكافأة مدنية في الولايات المتحدة.
يدعو لليقظة الأمنية في فترة الأعياد
عقد الرئيس باراك أوباما اجتماعاً مع فريقه للأمن القومي لمراجعة الجهود المبذولة على المستوى الوطني والدولي لحماية الأميركيين في موسم الأعياد.
وطلب أوباما من جميع الأجهزة الفدرالية والمحلية، الأربعاء الماضي، الاستمرار بالتعاون لضمان السلامة العامة والبقاء على يقظة لمنع وقوع أي اعتداء.
واطلع الرئيس على آخر التطورات «بشأن العمليات ضد تنظيم القاعدة وتنظيم «داعش»، وتصفية الرؤوس المدبرة لمثل هذه الهجمات».
كما طلب أوباما من وزارة الدفاع وأجهزة المخابرات «مواصلة الضغط على المتشددين الذي يريدون إيذاء المواطنين الأميركيين».
Leave a Reply