زهراء فرحات – «صدى الوطن»
احتشد العشرات من أبناء الجالية العربية الأميركية مساء الجمعة في الباحة الأمامية لـ«المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن في وقفة تضامنية وإضاءة شموع تخليداً لذكرى ضحايا الهجوم الإرهابي على مسجد في مدينة كيبيك الكندية، وقع مساء الأحد ٢٩ كانون الثاني (يناير) الماضي خلال صلاة المغرب.
ووجهت السلطات الكندية إلى منفذ الهجوم ألكسندر بيسونيت (٢٧ عاماً) ست تهم بالقتل وخمساً بالشروع في القتل بعد الاعتداء على «المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك» الذي أدى إلى مقتل ستة أشخاص وإصابة خمسة آخرين، فيما وصف رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الهجوم بـ«الاعتداء الإرهابي».
وفي الوقت الذي شهدت فيه أنحاء متفرقة من كندا وقفات للتعاطف مع الضحايا والتنديد بالحادث، استضاف «المركز الإسلامي» في ديربورن حفلاً لإضاءة شموع، حضره حشد من المسؤولين المنتخبين والنشطاء الحقوقيين الذين تحدوا برودة الطقس للتأكيد على تضامنهم مع المسلمين الأميركيين في وجه سياسات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب.
وقال الناشط حسن عبدالله، أحد منظمي المناسبة، «إن ستة من إخواننا دخلوا المركز الإسلامي في كيبيك بحثاً عن الطمأنينة والسلام، تماماً مثلنا عندما ندخل المركز الإسلامي هنا». وأضاف «لكن هؤلاء فقدوا حياتهم بسبب الهجوم الإرهابي المدفوع بخطاب الكراهية ضد الإسلام».
وأضاف عبد الله «أرجوكم أن تفهموا أيها الأخوة والأخوات بأن هذا الإعتداء ليس موجهاً فقط ضد المجتمع المسلم»، وإنما يأتي في سياق موجة الهجوم على جميع الأقليات الدينية والثقافية تحت القيادة الفاشلة لإدارة هذا الرئيس».
ومن جانبه، وصف رئيس مجلس مفوضي مقاطعة وين، غاري وورنتشاك، الهجوم على مسجد كيبيك بـ«الإرهابي»، وقال: «نحن نحتفل معاً ونتظاهر معاً واليوم نحزن معاً»
وأضاف وورنتشاك (ديمقراطي-ديربورن) «نحن لن نسمح بإنتشار هذا النوع من الكراهية، نحن بحاجة لتعزيز التواصل بيننا لحماية مجتمعنا والحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث»، مؤكداً أن المسؤولين المنتخبين في ديربورن ومقاطعة وين عموماً يقفون بصفّ مجتمعهم وسوف يبقون كذلك».
وبدورها، قالت الناشطة رشيدة طليب، من حملة «مكافحة الكراهية» إن «الشعور الذي ينتابنا بسبب الرفض والكراهية مؤلم فعلاً»، داعية المسلمين الأميركيين إلى الوقوف إلى جانب الأقليات الأخرى في أوقات المحن وواصفة الكراهية بـ«المرض».
وتحدى المحتشدون على أدراج «المركز الإسلامي» في ديربورن، برودة الطقس وأضاؤوا الشموع تخليداً لذكرى الضحايا الذين تراوحت أعمارهم بين ٣٩ و٦٠ عاماً.
وربط المتحدثون تزامن هجوم كيبيك الإرهابي على المسلمين مع قرار ترامب التنفيذي بشأن الهجرة.
وقال إمام المركز الإسلامي، الشيخ ابراهيم كازيروني إن «الدوافع وراء الهجوم لا تزال غير واضحة، ولكن ذلك ليس مهماً» وأضاف «بل علينا حقاً فعله هو أن نفهم أن القضية ليست قضية المسلمين ضد الآخرين، بل قضية العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحرية جميع أفراد مجتمعنا بالتعبير عن أنفسهم».
وتابع كازيرون بالقول «على مجتمعنا مساندة هذه القضايا المهمة والتضامن مع الأقليات الأخرى لمنع تكرار مثل هذه الحوادث الأليمة».
وفي ختام الاعتصام تلا الحضور آيات من القرآن الكريم لأرواح الضحايا الست.
والجدير بالذكر أن منفذ الهجوم بيسونيت وهو فرنسي كندي من مقاطعة كيبيك ويعتنق أفكارا قومية. وكان يدرس في كلية العلوم الاجتماعية في جامعة «لافال» القريبة من «المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك».
وكانت الشرطة أعلنت أن بيسونيت نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه.
Leave a Reply