ديترويت – نظم محتجون مناهضون للإجهاض، يوم السبت الماضي، تظاهرات أمام ٢٢٥ عيادة تابعة لمنظمة «بلاند بيرنتهود» في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة تأييداً لقرار الرئيس دونالد ترامب بحرمان المنظمة المختصة بصحة المرأة من التمتع بأموال دافعي الضرائب لتغطية عمليات الإجهاض.
وقد قوبلت التظاهرات بأخرى مضادة تدعم منظمة «بلاند بيرنتهود» وتؤيد حق المرأة بالتخلص من الجنين في أي وقت تشاء. وفي ديترويت، كما عدة مدن أخرى، فاقت أعداد المتظاهرين المؤيدين للإجهاض أعداد المعتصمين أمام عيادات «بلاند بيرنتهود»، إذ تحولت التظاهرة المخطط لها أمام عيادة قريبة من «جامعة وين ستايت» إلى تظاهرة دعم للمنظمة، حيث شارك زهاء 1000 شخص، جلّهم من النساء، في تظاهرة مضادة للتعبير عن دعمهم للمنظمة والخدمات الصحية التي توفرها، مقابل ١٠٠ متظاهر معارض لها.
وقد جاء المتظاهرون من أنحاء متفرقة من منطقة ديترويت ووقفوا وجهاً إلى وجه على شارع كاس، في محيط «جامعة وين ستايت»، وهم يحملون لافتات ويرددون شعارات متقابلة.
وفي السياق نفسه، شهدت 45 ولاية أميركية تظاهرات حاشدة يوم السبت الماضي، كان أكبرها في واشنطن وفيلادلفيا وسان بول حيث بلغ عدد المشاركين في نحو 6000 شخص، في حين بلغ عدد المشاركين في مظاهرات بمناطق أخرى عشرات فقط. وبينما نظم المحتجون المناهضون للإجهاض احتجاجات أمام 225 موقعاً للعيادات الطبية التابعة لمنظمة «بلاند بيرنتهود» نظم أنصارها 150 تظاهرة مضادة في منتزهات عامة وأمام مبان حكومية وغيرها من المباني إضافة إلى عيادات المنظمة.
وقالت مونيكا ميلر مديرة منظمة «برو-لايف سوسايتي» وهي إحدى المنظمات المشاركة في تنظيم المظاهرات المناهضة للإجهاض إن «الهدف من خروج عشرات الآلاف من المحبين للحياة هو إيصال رسالة مفادها أننا نرفض تمويل بلاند بيرنتهود».
وأضافت أنه «طالما تعمل تلك المنظمة في مجال الإجهاض فإنه لا ينبغي أن تحصل على سنت واحد من أموال دافعي الضرائب».
وشهدت ميشيغن في ذلك اليوم تنظيم تظاهرات أمام 15 عيادة تابعة لـ«بلاند بيرنتهود»، في ديترويت، فلنت، فيرنديل، ليفونيا، وورن، آناربر، بيرتون، غراند رابيدز، جاكسون، كالامازو، ماركويت، ماسكيغون، بتوسكي، ترافيرس سيتي.
ويشير موقع منظمة «بلاند بيرنتهود» على الانترنت إلى أن المنظمة التي يبلغ عمرها 100 عام تقدم خدمات تنظيم الأسرة وصحة المرأة بالإضافة إلى الإجهاض بشكل شبه مجاني في 650 مركز وعيادة صحية.
وتحصل منظمة «بلاند بيرنتهود» على أموال فدرالية يتم سدادها من برنامجي «ميديكيد» و«تايتل أكس» وهو برنامج فدرالي يدعم خدمات تنظيم الأسرة والصحة الوقائية.
وتقول منظمة «بلاند بيرنتهود» إن وقف هذا التمويل سيجعل من الصعب حصول النساء على خدمات تنظيم الأسرة أو فحص عنق الرحم أو الاختبارات لاكتشاف الأمراض التي تُنقل عن طريق الاتصال الجنسي. ويتهم المعارضون «بلاند بيرنتهود» بـ«قتل الأطفال» في أرحام أمهاتهم، لاسيما في أوساط الأقليات ومحدودي الدخل، مشيرين الى سيرة مؤسِّسة المنظمة مارغريت سانغر المتهمة بالعنصرية ضد السود.
وقد حاول المحافظون مراراً مكافحة الإجهاض من خلال خفض الأموال المقدمة للمنظمة، لكن دون طائل، وقد كشفت «بلاند بيرنتهود» أنها أجرت 324 ألف عملية إجهاض خلال العام 2014، كما توفر المنظمة مجاناً وسائل منع الحمل، الفحص والعلاج من الأمراض التي تنتقل عن طريق الإتصال الجنسي، أو غيرها من الخدمات بما في ذلك الكشف عن سرطان الثدي.
ويعول معارضو المنظمة على الرئيس ترامب ونائبه مايك بنس لمنع «بلاند بيرنتهود» من الاستفادة من أموال دافعي الضرائب لتمويل عمليات الإجهاض، لاسيما القرار التنفيذي الذي تم توقيعه مؤخراً في هذا الصدد.
Leave a Reply