حسن خليفة – «صدى الوطن»
يوم الخميس الماضي، أغلقت جميع المحال والأعمال التجارية أبوابها في الحي المكسيكي جنوب غربي ديترويت، المعروف باسم «مكسيكنتاون»، لتتحول شوارع المنطقة المزدحمة عادة إلى مدينة أشباح لم يعكرها سوى أصوات المتظاهرين الذين احتشدوا على طول شارع فيرنور، احتجاجاً على حملة الاعتقالات الأخيرة التي طالت المهاجرين غير الشرعيين في عدة مدن أميركية خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.
الإضراب الذي شل الحركة المعتادة في الحي المكسيكي، جاء في سياق تحرك وطني واسع شمل معظم المدن الرئيسية في البلاد، تأكيداً على دور المهاجرين في إحياء تلك المدن.
وكذلك تزامنت تظاهرة ديترويت، مع عشرات التظاهرات المماثلة في المدن التي تتواجد فيها جاليات لاتينية كثيفة، وذلك في محاولة جماعية لاستعراض الدور الحيوي للاتينيين في المجتمع الأميركي، وإظهار «الحياة بدونهم كيف ستكون»، مع شلل الحركة الاقتصادية تماماً وانقطاع شرايين الحياة في مناطق ما كان لها أن تكون مزدهرة لولا المهاجرين.
المحال أغلقت والطلاب امتنعوا عن الذهاب الى المدارس، وبالقرب من يافطة معلقة قرب متجر، كتب عليها «تضامن-جنوب غربي ديترويت»، وقفت صبية من أصول لاتينية مع عائلتها تنظر الى الواجهات المغلقة. ولدى الحديث معها، قالت الصبية «كنا نريد أن نشتري أشياء كثيرة.. ولكن يبدو أنه إضراب..»، وأضافت لـ«صدى الوطن»: «هذه المدينة قائمة على المهاجرين، لا يمكننا فعل الكثير بدونهم».
وقرب مطعم مكسيكي جلس عدد من أصحاب الأعمال المحليين الذي أغلقوا متاجرهم وأعمالهم، حيث أشارت واحدة منهم إلى أن الكثير من الطلاب لم يقصدوا مدارسهم هذا اليوم، مؤكدة على أن الرسالة التي يريدون إيصالها هي: «هذا ما سيكون عليه الوضع (أميركا) بدون دولاراتنا».
وأضافت: «حتى البنوك، والمخابز ومحلات الأحذية.. جميعها لنا، فهذه المدينة بنيت على أكتاف المهاجرين، وإذا لم تكن هندياً أحمر، فكل شخص في الولايات المتحدة هو مهاجر».
من ناحيتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة «كونغرس المجتمعات» اللاتينية، ماريا ساليناس، إن المتظاهرين الذين زادت أعدادهم عن ألفي شخص قد احتشدوا بدون ضغط من المنظمات والكنائس والمدارس، وإنما بفعل الدعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ساليناس، التي تهتم مؤسستها بتطوير المجتمعات وإعداد الشباب في منطقة فيرنور (العصب الرئيسي للحي المكسيكي) أشارت إلى أنها نشأت وترعرعت في مدينة ديترويت، وتؤكد أن «تظاهرة اليوم كانت الأكبر في تاريخ هذه المنطقة».
وشددت على أهمية التضامن في الوقت نفسه مع المجتعمات الإسلامية والتواصل والتنسيق معها لمواجهة الضغوطات التي تعترض كلا المجتمعين، مؤكدة على أن دور «كونغرس المجتمعات» هو التواصل مع الأفراد والمنظمات في مجتمعات اللاتينيين والتعامل مع القضايا التي تمس مصالحهم.
وشددت على أن «هذا هو الوقت المناسب للعمل كمهاجرين وأبناء مهاجرين لإظهار التضامن لكي نظهر أننا نحن أميركا وأننا نحن من بناها ولن نرحل عنها إلى أي مكان آخر».
يمكن الإطلاع على تغطية «صدى الوطن» للإضراب والتظاهرة عبر فيديو خاص على صفحة الفيسبوك.
Leave a Reply