ديترويت – «صدى الوطن»
لم يكن المؤتمر السنوي للحزب الديمقراطي في ميشيغن هذا العام كغيره من المؤتمرات التي تتصف بالهدوء وتقتصر على الشؤون التنظيمية وإلقاء الخطب والدعوة إلى العمل والنشاط الحزبي، إذ احتشد أكثر من خمسة آلاف حزبي يوم السبت الماضي في مركز «كوبو» وسط مدينة ديترويت، بهدف وضع خريطة طريق لاستعادة زمام الأمور في الولاية، في ضوء مفاجأة انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وانتزاعه ميشيغن من الديمقراطيين لأول مرة منذ ثمانينات القرن الماضي.
وشهد مؤتمر الديمقراطيين في ديترويت، مشاركة كثيفة من الأميركيين السود والتقدميين المناصرين للسناتور اليساري بيرني ساندرز، والذين جددوا استياءهم من اللجنة الوطنية للحزب بسبب انحيازها لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون واستبعاد مرشحهم للرئاسة.
ورغم هزيمة كلينتون المفاجئة أمام ترامب في ميشيغن بفارق 10704 أصوات، لم تشهد رئاسة حزب الولاية أي منافسة على المنصب، حيث أعيد انتخاب براندون ديلون بالتزكية رئيساً للديمقراطيين في ميشيغن.
وقال ديلون «نحن نعلم جميعاً أن العام ٢٠١٦ كان عاماً صعباً علينا، ولكن هناك أشياء علينا فعلها»، وأضاف «نحن بحاجة إلى إيصال رسالة واضحة ومركّزة، نوضح فيها للناس أننا الطرف الذي يقف إلى جانب الطبقة العاملة».
كما دعا ديلون إلى الاستعداد من الآن لانتخابات العام ٢٠١٨ حيث ستشهد الولاية سباقات بارزة، من بينها سباق الحاكمية والمدعي العام وسكرتاريا الولاية ومجلسي الشيوخ والنواب في ميشيغن، إضافة إلى السباق على مقعد السناتور في مجلس الشيوخ الأميركي عن ميشيغن ديبي ستابينو، التي كانت حاضرة في المؤتمر، كما جميع مسؤولي الحزب.
وقال ديلون «سوف ننظم أنفسنا مبكراً ولن ننتظر حتى عام 2018 لنتواصل مع قواعدنا الشعبية»، مؤكداً الحاجة للعودة إلى الجذور والأساسيات، لخوض المعركة القادمة.
وأمام حماس الحضور وتأكيدهم على مواصلة التحركات الشعبية ضد سياسات ترامب، قال زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس شيوخ الولاية، السناتور جيم أنانيش (فلنت) إن «هذا هو أفضل مؤتمر للحزب حضرته منذ 20 عاماً، أنا مستاء وآمل أن تكونوا مستائين أيضاً لأننا سنحول غضبنا إلى أفعال».
أنصار ساندرز
وشهد المؤتمر انتخاب قيادات المجالس الفرعية للحزب لمدة عامين، من ضمنها مجالس السود واللاتينيين والعرب واليمنيين والهنود والباكستانيين والآسيويين والتقدميين والعمال والشباب والمثليين والمدافعين عن البيئة وغيرهم.
وكان لافتا أيضاً تصدي أنصار ساندرز لقيادات وطنية من الحزب خلال إلقائهم كلمات على منبر المؤتمر، وبينهم النائب الديمقراطية في الكونغرس الأميركي ديبي دنغل (ديربورن) التي دعت المشاركين في المؤتمر إلى الوحدة قائلة «نحن بحاجة إلى أفكاركم وطاقاتكم جميعاً»، مؤكدة أنها لطالما حذرت من أن ميشيغن ليست محسومة في انتخابات 2016 لكنها لم تلق آذاناً صاغية، على حد قولها.
وأضافت «أعرف أن لا أحد في هذه القاعة هو عدو للآخر» مطالبة الديمقراطيين برصّ الصفوف وتجاوز الخلافات.
وتعرض الحزب الديمقراطي لانتقادات داخلية، كما جوبه بتظاهرات منددة بالقيادة الوطنية للحزب إبان تسمية هيلاري كلينتون للرئاسة بدلاً من ساندرز.
وانتخبت مديرة حملة ساندرز في ميشيغن، كالي كوليسون، رئيسة لتجمّع التقدميين في الولاية، مؤكدة أن توحيد جناحي الحزب يعتبر تحدياً كبيراً أمام الديمقراطيين في ميشيغن، كما في عموم أنحائها بسبب انحياز مؤسسة الحزب الوطني لصالح كلينتون، ولكن كوليسون قالت لزهاء ٥٠٠ من أنصار تيارها خلال فعاليات المؤتمر إن مناصري كلينتون بدورهم يعتقدون أن أنصار ساندرز تسببوا بخسارة مرشحة الحزب بسبب عدم دعمها بالكثافة المطلوبة.
وأكدت كوليسون أنه من «الصعب تجاوز ما حصل لكنها أشارت إلى الجانب الإيجابي من الموضوع، متسائلة ماذا «لو فازت المرشحة الديمقراطية هل كنا سنرى هذا المستوى من النشاط؟» مشيرة إلى أن «النار والشغف في أوجّهما الآن ويمكننا أن نجعل ذلك يصبّ في صالحنا».
سباق الحاكمية
وفي إطار التحضيرات المبكرة للسباقات الانتخابية المنتظرة في العام ٢٠١٨، شهد مؤتمر الحزب الديمقراطي إلقاء خطابات للمرشحين المحتملين لمنصب حاكم ولاية ميشيغن، خلفاً للجمهوري ريك سنايدر.
وتحدث خلال المؤتمر كل من زعيمة الديمقراطيين السابقة في مجلس شيوخ الولاية غريتشن ويتمر (إيست لانسنغ)، ومدير دائرة الصحة في بلدية ديترويت عبدول السيد، والنائب في الكونغرس الأميركي عن ميشيغن دان كيلدي (فلنت)، الذي شهد مشاركة لافتة من أنصاره الذين ارتدوا قمصاناً كتب عليها «دان كيلدي مناسب لميشيغن كالقفاز». وقد أكد المرشحون على أهمية التنوع في الولاية ورفض سياسات ترامب العنصرية.
من جانبه، قال النائب في الكونغرس الأميركي ساندر ليفين (رويال أوك) إن أكبر تحد يواجهه الديمقراطيون هو الحفاظ على الزخم الحالي وتنظيمه للرد على دونالد ترامب في الانتخابات النصفية المقررة في خريف ٢٠١٨.
Leave a Reply