بمناسبة عيد الحب، أو شهر الحب، عرضت مكتبة هنري فورد العامَّة فيلماً فرنسياً ممتعاً، زاخراً بالإثارة والتشويق حول حقائق الحب في الحياة الزوجية، خاصة عندما يدخل الزوجان في دوامة الملل.
يبدأ الفيلم بهروب مجرم من السجن بعد أن يخدع حراسه، ويفرّ إلى كاراج قريب من السجن حيث يقوم بكسر قيوده. يلحق به أحد ضباط الشرطة، شاهراً مسدسه ومطالباً المجرم الهارب بالاستسلام. ثم تدور معركة بينهما تنتهي بمصرع ضابط الشرطة. ينطلق المجرم مسرعاً بسيارة الضابط حاملاً أوراقه ومسدسه مبتعداً عن المدينة في الليل المظلم والمطر الغزير، حتى نفاد الوقود منها، فيتركها ويقف على جانب الطريق والمطر يهطل مدراراً، بلا توقف.
يقف أحد السائقين وبحذرٍ يسأله من وراء زجاج النافذة نصف المفتوحة، فيقول الهارب القاتل إنه ضابط شرطة تعطَّلت سيارته ويدفع إليه بأوراقه، فيفتح له الباب ويقفز إلى السيارة. يتبادلان الحديث، هاري ضابط الشرطة وكاتب السيناريو جان، الذي يعرض على القاتل أن يأتي معه إلى بيته الريفي الصغير لتناول وجبة العشاء وبعض الشراب وقضاء الليل حتى الصباح. القاتل طباخ ماهر، وقد استخدم خبرته لإعداد مائدة حافلة. أثناء تناول الطعام، يعرف أن جان جاء إلى بيته البعيد لكتابة سيناريو فيلم يدور حول موضوع «الحب بين الأزواج» وكيف يقضي عليه الملل. وأثناء الحديث أيضاً، يكشف القاتل عن حقيقته ويحذِّر الكاتب من الإتصال بالشرطة.
ينصرف الكاتب عما جاء من أجله، ويستغرق المجرم وقته في قراءة ما كتبه مضيفه عن الحياة الزوجية والملل الذي يقتل الحب. فلا يوافقه قائلاً له: أنت تكتب عن أشياء تافهة. إنها مجرَّد خيالات وأوهام. تتحطم الحياة الزوجية عندما يكون في حياة الرجل امرأة أخرى أو في حياة المرأة رجلٌ آخر. ولهذا السبب أنا قتلت زوجتي!
فجأة يدق جرس الباب. يختفي القاتل شاهراً مسدسه، محذراً الكاتب. كانت القادمة هي صديقة المضيف. الكاتب متزوج ولكنه هجر زوجته من أجل هذه الصديقة. إذاً المجرم القاتل على حق.
بالطبع، تبحث الشرطة عن القاتل وتوزع صوره في كل مكان. لكن لا أحد يتعرَّف عليه.
تمضي الأيام ويكاد الطعام ينفد من البيت. في أحد الأيام تحضر الزوجة. ويدور حوار غاضب بينها وبين زوجها، فهي تظن أن صديقته معه. فيظهر القاتل ويؤكد لها أن لا أحد سواه في المنزل. يقترح الكاتب أن يذهب لشراء بعض الطعام والشراب ويوافق القاتل لأن الزوجة ستبقى رهينة لديه. فيما هو في الطريق تحدثه نفسه وهو يقود السيارة، أن يترك كل شيء ويعود إلى باريس، وبهذا يتخلَّص من زوجته ومن المجرم الهارب، ولكنه يستدرك أن ذلك قد يعرِّض زوجته للخطر.
في المنزل الصغير، يحاول القاتل إغواء الزوجة. لكنها تصدُّه بعنف، وتؤكد له أن خلافها مع زوجها لا يعني أن تخونه. يخبرها المجرم أن لزوجها عشيقة، فتجيبه بأنها تعرف، وتعرف أيضاً أنها علاقة عابرة وأن زواجهما سيدوم وحبهما سوف يستمر ويبقى.
يشتري الزوج كمية كبيرة من الطعام والشراب تكفي لأكثر من شخص، الأمر الذي لفت انتباه البائع وأدخل الشك إلى قلبه، فيخبر الشرطة بذلك. هكذا تبدأ أول خطوة في مطاردة القاتل الهارب، وتقوم الشرطة برصد المنزل الريفي الصغير. عندما يعود الزوج، تدرك الزوجة أنها كانت مخطئة حين ظنت أنه لن يعود، فترتمي بين ذراعيه ويضمها الزوج بلهفة وحنو الحب.
تحيط الشرطة بالمكان، ويرى القاتل من الشباك سيارات الشرطة تقترب، فيقفز من النافذة إلى الأحراش المحيطة بالمنزل الصغير. ينظر الكاتب إلى زوجته طويلاً. لقد عرضت نفسها للخطر من أجله وهو عاد إلى الخطر من أجلها.
خلاصة الفيلم أن الحب في الحياة الزوجية، عندما يعترضه الخطر، يُظهِر الزوجان أفضل ما فيهما، وينسيان كل شيء من أجل مواجهة ذلك الخطر.
Leave a Reply