لندن – نشر موقع «ويكيليكس» الأسبوع الماضي آلاف الوثائق الجديدة التي تكشف عن تفاصيل صادمة لبرامج وأدوات تجسس وقرصنة واسعة النطاق تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي).
وتشمل الوسائل المتعددة، التي تقول الوثائق إن وكالة الاستخبارات الأميركية تستخدمها كأسلحة إلكترونية، برامج خبيثة تستهدف الأجهزة والحواسيب التي تعمل بأنظمة «ويندوز» و«أندرويد» و«آي أو أس» و«أو أس أكس» و«لينكس» وأخرى تستهدف موزعات الإنترنت (الراوتر).
وجرى تطوير هذه البرمجيات داخل مقر الاستخبارات، لكن الوثائق أظهرت أن جهاز الاستخبارات الداخلية البريطانية (أم آي 5) شارك في إعداد تلك البرامج التي تستطيع تحويل جهاز التلفزيون المنزلي إلى جهاز تنصت وأن تخترق تطبيقات التشفير الشائعة.
وأضاف موقع «ويكيليكس» أن الوثائق تظهر أن «سي آي أي» انتجت أكثر من ألف نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج التي تستطيع اختراق الاجهزة الالكترونية والتحكم بها، بما في ذلك السيارات.
وقد استهدفت هذه الأنظمة أنظمة هواتف «آيفون» والهواتف العاملة بتقنية «أندرويد» مثل الهواتف الشخصية التي لا يزال يستخدمها الرئيس الحالي دونالد ترامب، وبرامج «مايكروسوفت» المنتشرة وتلفزيونات «سامسونغ» الذكية التي يمكن تحويلها إلى مايكروفونات خفية، بحسب ويكيليكس.
كما جربت الوكالة قرصنة أنظمة التحكم الالكترونية بالسيارات والشاحنات.
وأكد موقع ويكيليكس أنه من خلال اختراق الهواتف الذكية تستطيع وكالة «سي آي أي» الالتفاف على تقنيات التشفير لتطبيقات منتشرة مثل «واتساب» «وتلغرام».
وتشير وثائق بتاريخ حزيران (يونيو) عام 2014 إلى أن محاولات الاستخبارات لاختراق أجهزة تلفاز سامسونغ من فئة «أف 8000» كانت تحمل اسم «الملاك الباكي» كرمز سري. وتصف هذه الوثائق ابتكار طريقة للخداع تجعل المستخدمين يعتقدون بأن شاشاتهم قد أغلقت بشكل تلقائي.
لكن الوثائق تكشف أنه بدلاً من ذلك فإن المخابرات تستهدف هذه الأجهزة ببرامج خبيثة تجعلها تسجل بشكل سري المحتوى الصوتي الذي يُنقل لاحقا عبر الانترنت إلى خوادم تابعة للـ«سي آي أي» فور عودة الشاشات للعمل مرة أخرى، وهو ما يسمح بإعادة تشغيل روابط الاتصال اللاسلكي «واي فاي» لهذه الأجهزة.
اختراق كبير
وقال موقع ويكيليكس إن هذه المجموعة من الوثائق التي أطلق عليها إسم «القبو 7»، تعتبر أكبر مجموعة وثائق سرية تنشر حول وكالة المخابرات المركزية الأميركية «على الإطلاق».
وتتكون المجموعة الأولى، المسماة «السنة صفر»، 8761 وثيقة تم الحصول عليها من قاعدة بيانات عالية الأمان في مركز الاستخبارات عبر الفضاء الإلكتروني بمقر الوكالة في لانغلي، بولاية فرجينيا.
وقال موقع ويكيليكس، الذي يذكر تلميحات غامضة بشأن التسريبات منذ نحو شهر، في بيان مطول إن «سي آي أي» فقدت «مؤخراً» السيطرة على ترسانة هائلة من أدوات القرصنة، فضلاً عن الوثائق ذات الصلة. وقالت منظمة الشفافية الراديكالية إن «الأرشيف تم تعميمه على ما يبدو بين قراصنة ومتعاقدين سابقين مع الحكومة الأميركية بطريقة غير مصرح بها»، وإن أحدهم «قدم لويكيليكس أجزاء من الأرشيف».
وقال أحد الخبراء بعد فحص التسريبات، وهو جايك ويليامز، مؤسس شركة الخدمات الأمنية «رينديشن إنفوسيك»، لأسوشيتد برس إن التسريب يبدو حقيقياً وإن من شبه المؤكد أن يهز وكالة الاستخبارات.
ويعتبر تسريب هذه الوثائق، إن تأكدت صحتها، اختراقاً كارثياً جديداً لوكالات الاستخبارات الأميركية، من طرف ويكيليكس والمتعاونين معه، الذين تمكنوا مراراً من الكشف عن كميات ضخمة من وثائقها ومعلوماتها السرية، بينها برامج التجسس الواسعة التي تشرف عليها وكالة الأمن القومي.
ولم تؤكد «سي آي أي» أو تنفي صحة الوثائق، كما لم تعلق على محتواها.
وبدوره، اتهم مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج الخميس الماضي وكالة الاستخبارات المركزية بـ«عدم الكفاءة» في مؤتمر صحفي بث مباشرة من سفارة الإكوادور في لندن حيث يقيم منذ العام 2012 إن «هذا عمل تاريخي من عدم الكفاءة المدمرة، بأن تبني ترسانة مماثلة ثم تخزينها كلها فى مكان واحد».
وأضاف مؤسس جماعة ويكيليكس، أن الجماعة ستتيح لشركات التكنولوجيا الاطلاع بشكل حصري على الوسائل التي تستخدمها وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) في عمليات التسلل الإلكتروني لتتمكن الشركات من إصلاح الخلل في البرمجيات الإلكترونية.
Leave a Reply