• فاطمة الزين هاشم
في الثامن من آذار من كل عام يحتفل العالم بأسره بـ«يوم المرأة العالمي»، تذكيراً وتمجيداً لقيمتها المعتبرة التي لا يجوز الانتقاص منها. والاحتفال بهذا اليوم يشكل ضرورة لتذكير العالم بأهمية وجودها، رغم أنه يمر ليوم واحد في السنة لكن المداومة على تحقيرها وتعرضها للاضطهاد في الكثير من المجتمعات يتم على مدار العام.
قد نرى أو نسمع عبر وسائل الاعلام خلال فترات تكون متقاربة أحياناً أخباراً عن مقتل نساء من قبل أزواجهن بدم بارد، دون رادع او خوف من الله. وإذا ما تم توقيف الأزواج القتلة تتكفل القوانين المتخلفة بالتخفيف من عقوبات جرائمهم. ناهيك عن الظلم الواقع على الفتيات في بعض المجتمعات العربية والإسلامية التي ماتزال حتى اليوم تعمل بتقاليد بالية أكل الدهر عليها وشرب، حيث يتم إرغام الفتيات على الزواج بسن مبكرة من رجال تزيد أعمارهم عن أعمارهن بعشرات السنين.
وفي بعض المجتمعات المتخلفة الأخرى، تمنع الفتاة من التعليم وتلف بعباءة سوداء وتدفن في البيت حية كي «لا تجلب العار لأهلها»، فهي في نظرهم عورة مهمتها الإنجاب والقيام بأعمال البيت، وإذا طالبت بحقوقها فسوف تعتبر خارجة عن قواعد الأدب ومتمردة تستحق السجن المنزلي، حيث لا تخرج من البيت سوى مرتين الأولى إلى بيت زوجها والثانية إلى قبرها.
وإذا اختارها زوجها وأنجبت منه وكونت معه عائلة فسوف يبادر إلى «بيعها» مع أول ابتسامة من أنثى أخرى متناسياً عِشرة السنين الطويلة، ولكي يتنصل منها يبدأ ببرنامجه التهكمي والسخرية منها والشكوى من أنها لا ترقى إلى مستواه الوظيفي أو المادي، أو شاكياً من تقدمها في السن وتلاشي معالمها الانثوية، وكأن «حضرته» لم يكبر ولم تملأ التجاعيد وجهه، ولم يتكور كرشه حتى أصبح مثل «الطابة».
لقد أصبحت المرأة اليوم تضاهي الرجل في كافة المجالات العلمية والعملية والسياسية وأصبح لها نفوذ لا يستهان به في الدرجات الوظيفية العليا، وفي خدمة المجتمع وبناء الأسرة التي تعتبر اللبنة الأولى فيه. ومع ذلك ما يزال بعض الذكور يتصرفون وكأنهم يعيشون في القرون الوسطى أو في «مسلسل باب الحارة» الذي صوّر المرأة في أحط صورة ممكنة.
Leave a Reply