• بلال شرارة
صديقاً من الأعماق ..
حين يشتد به الموت
يأخذه الصمت في رحلة
حيث السكون الشديد يسود المكان
ومن حوله كل ما حوله
ساكن في الفراغ
يستبد به الخرس الموحش
حين يموت تماماً
يلوي برقبته نحو الجنوب
حيث تأوي العصافير إلى أوكارها
بعد الحياة
يترك عينيه مفتوحتين على خرز أزرق
يشبه البحر في صوُر
وحين يموت تماماً
يبدو حزيناً
حيث لم يعد الموت يأتي جميلاً كما كان يأتي لطيفاً أنيقاً
كخاتمة لأحزاننا
لم يعد موتنا راحة بعد كل العناء
لم يعد موتنا سرّنا، أو سرّ أسرارنا المدهشة
نضحّي به في حربنا الخالدة، ثم نرمي به في نارنا
المسعرة
لم يعد الموت يأتي كما كان يأتي
على حين فجأة
جميلاً عجولاً
فيقطف أزهار أرواحنا
ويترك من بعدنا
من يدفن أجسادنا
دون بكاء مرير
لم يعد الموت حلواً
ومغامرة نقبلها
لعل ما بعدها
بعض الحياة
حيث يزدهر الحب
والنسوة الطالعات من الشمس
أصبح الموت يسكننا منذ الولادة
نجرجر خيبتنا طول الحياة
وليس لدى الأطباء أي دواء لنا
وليس لنا إلا السماء
نرفع بعض الدعاء
لعل ساعتنا إن دنت
نمضي إلى موتنا
سعداء بأننا اكتفينا من العمر
.. والانكسار
في دهشة الوقت
وهو يمضي بنا
منذ الولادة للنهد.. للحد
فيقفل خلفنا باب الحياة
على كمشة من تراب
تراب…
تراب…
Leave a Reply