ديربورن – «صدى الوطن»
أقامت «مؤسسات الإمام الصدر» في أميركا الشمالية، السبت الماضي، حفلها السنوي الـ17 في «المركز الإسلامي في أميركا» بمدينة ديربورن، بحضور زهاء ٠٠٨ شخص، وبمشاركة مميزة من الإعلامي المخضرم جورج قرداحي.
ويعتبر الحفل السنوي لـ«مؤسسات الإمام الصدر» في ديربورن من أكبر الاحتفالات السنوية في المدينة، إذ يستقطب أعداداً غفيرة من المغتربين اللبنانيين، من مختلف الأطياف، الراغبين بمد يد العون والمساعدة للجمعية الخيرية العاملة في وطنهم الأم، والتي يشيدون برؤيتها الاجتماعية الرائدة وبرامجها الاجتماعية المتنوعة التي «تتطلع إلى تمكين النساء اللبنانيات، وضمان الحقوق الأساسية والاجتماعية لأصحابها عبر توصيل الخدمات الأكثر إلحاحاً، وبطرق مبتكرة ومتطورة»، بحسب موقع الجمعية الإلكتروني.
وعبّر قرداحي –الذي كان المتحدث الرئيسي في الحفل– عن سعادته للمشاركة في الحفل السنوي لمؤسسات الصدر في أميركا هذا العام، ووصف مؤسسها المغّيب، السيد موسى الصدر، بأنه كان «رسالة إنسانية للبنان ورسالة لبنانية للعالم».
وقال «إننا هنا نلتقي في كنف مؤسسات الصدر كي نتسابق على فعل الخير ونساهم –كل حسب قدرته ورغبته– في تخفيف الأعباء عن كاهل المحرومين والأيتام خاصة في هذه الأوقات الصعبة.. إنها وصية الأنبياء والقديسين، إنها وصية الإمام المغيب موسى الصدر الذي كان ثورة على الحرمان والفقر والتهميش».
وأضاف في معرض كلامه عن الصدر «عندما أتحدث عنه يعمر قلبي الكثير من الحب المجبول بالاحترام والتقديس.. لقد نسج صفحة مضيئة في تاريخ وطننا، وعلى نهجه قامت حركات اجتماعية وخيرية كثيرة، من بينها المؤسسة التي نجتمع فيها اليوم».
وقرداحي كان منذ شبابه متأثراً برسالة مؤسس «حركة المحرومين» اللبنانية، حيث قال خلال زيارته لمؤسسات الصدر في لبنان أواخر شهر شباط (فبراير) الماضي: «أنا الماروني من جبل لبنان كنت متأثراً برسالة سماحة الإمام المغيب. كنت رئيس رابطة الطلاب عندما دعوته إلى مدرستي سيدة اللويزة ولبى الدعوة. وتألبت كسروان بأسرها لحضور هذه المحاضرة في دير الرهبان في سيدة اللوزية».
ولحث الحاضرين على التبرع، أورد قرداحي في كلمته أقوالاً مأثورة للسيد المسيح (ع) والإمام علي كرم الله وجهه والأديب اللبناني جبران خليل جبران والفيلسوف الألماني غوته، كما أورد آيات إنجيلية وقرآنية، تحض على العطاء والبذل والإيثار ومساعدة الفقراء والمعوزين والأيتام والمساكين.
التزام رغم الصعوبات
من جانبه، لفت المدير العام لمؤسسات الإمام الصدر في لبنان، السيد نجاد شرف الدين، إلى الصعوبات التي تواجه الجمعية الخيرية، مشيراً إلى أنها ذات شقين، الأول ناجم عن قلة الموارد المالية والثاني ناتج عن زيادة أعداد الأيتام والمعوزين الذين هم في أشد الحاجة إلى العون والمساعدة.
وشدد على أن العاملين في مؤسسات الصدر ملتزمون بالعمل الحثيث من أجل احتضان المحتاجين وتمكينهم من بناء حياتهم بكرامة، من خلال البرامج التي تعيد تأهيلهم أو تدرجهم في برامج إنتاجية صغيرة، مثل صناعة الصابون والنحاسيات والسجاد العجمي وغيرها من الحرف، لكي تحميهم من ذل البطالة والعوز.
وأشار إلى أن مؤسسات الصدر تعمل باستمرار من أجل تطوير برامجها وتنويعها في سياق رؤيتها لاستيعاب أكبر قدر ممكن من المهمشين والأيتام، مؤكداً على ضرورة تكافل الجهود المجتمعية لاستمرار الجمعيات الخيرية، وقال مخاطباً الحضور «نحن موجودون ومستمرون بعطائكم ودعمكم لنا ودعم أمثالكم».
وأشاد عريف الحفل، رئيس محكمة ديربورن، القاضي سالم سلامة، بجهود السيدة رباب الصدر شرف الدين وفريقها الإداري «الذين استطاعوا حماية الجمعية الخيرية وتمكينها وتطويرها» حتى غدت، بعد أكثر من نصف قرن على تأسيسها في لبنان، «واحدة من أشهر المؤسسات الخيرية داخل لبنان وخارجه ونالت اعترافاً عالمياً، إضافة إلى اعتراف الأمم المتحدة».
وأشار إلى أن أهمية «مؤسسات الإمام الصدر» تكمن في أنها تضع في اعتبارها خدمة الجميع وبدون مفاضلات دينية أو طائفية أو إثنية، استلهاماً لتراث الإمام موسى الصدر، «الرجل الذي جلب الضوء إلى مجتمع يعاني من التمزق والانقسامات.. وبنى مؤسسات خدمية عابرة للطوائف والإثنيات».
وكان برنامج الحفل قد بدأ بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها الطفل علي عباس، من مدرسة «مايا» التابعة لـ«المركز الإسلامي في أميركا». وكان الختام مع قصيدة باللغة الإنكليزية لحسن سالم سلامة، تمحورت حول إعلاء القيم النبيلة ومناقب الإمام موسى الصدر. وقدر حجم التبرعات والتذاكر بحوالي ٠٠٢ ألف دولار، بحسب المنظمين.
Leave a Reply