استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجمعة الماضي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في البيت الأبيض، لكن التوتر كان جلياً والخلافات واضحة وخصوصاً بشأن ملفي التبادل الحر والهجرة.
ورغم إشارتهما إلى اجتماع «مثمر» فإن الزعيمين أكدا خلال مؤتمر صحافي مشترك قصير مواقفهما.
وقال ترامب «لست انعزالياً أنا مع التبادل الحر.. لكن تبادلنا الحر أدى إلى كثير من الأمور السيئة»، فيما بدا رداً على ميركل التي تحذر باستمرار من النزعة الحمائية.
وشدد الرئيس الأميركي على قناعته بأن واشنطن كانت الخاسر الكبير من الاتفاقات التجارية في العقود الماضية، مؤكدا رغبته في التفاوض على اتفاقات لا تؤدي إلى «غلق مصانع» في الولايات المتحدة.
وأقرت ميركل بأنه من الأفضل التحادث مباشرة بدلا من التخاطب عبر وسائل الإعلام، لكنها لم تخف وجود العديد من نقاط الخلاف.
ودعت إلى استئناف المفاوضات حول اتفاق التبادل الحر عبر الأطلسي التي كانت بدأت في 2013، مؤكدة أنه ستكون له فائدة كبيرة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ومع حرص الزعيمين على تفادي الانتقادات المباشرة، فإن اختلاف وجهتي نظرهما كان صارخا في ملف الهجرة.
وقال ترامب إن الهجرة «امتياز وليست حقاً» مضيفاً أثناء المؤتمر الصحافي الذي استمر أقل من نصف ساعة «أن أمن مواطنينا يجب أن تكون له دائما الأولوية».
وكان ترامب قد وصف في منتصف كانون الثاني (يناير) قرار ميركل فتح أبواب بلادها لمئات الآلاف من طالبي اللجوء في 2015 و2016 بأنه «كارثي».
في المقابل انتقدت ميركل بشكل مباشر مرسوم ترامب حول الهجرة.
وبشأن الحلف الأطلسي كرر ترامب «دعمه القوي» للمنظمة، لكنه ألح على ضرورة أن يدفع الحلفاء الأوروبيون «حصتهم العادلة في مجال الدفاع».
وأكدت ميركل أن ألمانيا ستزيد نفقاتها. وقالت «نتعهد اليوم بهدف 2 بالمئة (من الناتج الإجمالي) حتى 2024».
وفي ختام المؤتمر الصحافي حاول ترامب المزاح بدون تفاعل من ميركل، قائلاً إنه في مجال التنصت من جانب الإدارة الأميركية السابقة فإن لديه ربما «قاسماً مشتركاً» مع المستشارة الألمانية.
وكان ترامب قد اتهم في سلسلة تغريدات بدون أي دليل، سلفه باراك أوباما بالتنصت عليه.
وكان المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية إدوارد سنودن قد كشف في 2013 أن هاتف ميركل الجوال كان موضع تنصت الوكالة الأميركية.
Leave a Reply