لم يقصِّر رواد السوشال ميديا في نهش لحم «عصابة الخمسة» المؤلفة قلوبهم، بعد كتابة رسالة دنيئة (من دون ترم) إلى مؤتمر جبَّانة الدول العربية المكوَّن من زهايمريين ونائمين ومخرفين، أصبح كل واحد منهم نصفه في الحياة ونصفه بالقبر!
فالرسالة الجهيضة للقمة الميتة التي وقعها ميشال سليمان وأمين الجميِّل ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام مع عدم حفظ الألقاب، أثارت الرأي العام بسبب قصدها التعدي والتحدي والقوطبة على رئيس الجمهورية والتشويش على الحكم العوني وهم من مبغضيه منذ البداية، كما أحدثت زوبعة على وسائل التواصل لم تهدأ حتَّى الآن مع أن الرسالة، كالقمة تماماً، مصيرها كان سلة المهملات. رغم ذلك، لم يتمكن النَّاس من ضبط شعورهم بالغضب من هذه الزمرة بالذات بسبب خستها وافتئاتها وتنفيذ مشيئة مشغليها على حساب الوطن. لكن الرأي العام لا يجب أنّْ ينصدم من هذه العصبة المعروفة التي تسعى لدور ما يفلت منها كل مرة فلتان الغزال من الصياد.
إلاَّ أنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هو ما الذي جمع هذه الخلطة الكيميائية العجيبة من مخلوقات السياسة في هذا الوقت بالذات؟ وماذا استهدف أسيادهم من وراء هذا العمل المتهوِّر والدنيء؟ نفهم مثلاً أنَّ ميشال سليمان من محيي «المملكة العربية السعودية» مع ملياراتها «السلاسة» التي جعلته طاعناً بالظهر وقليل الوفاء لمن أحسن اليه ومَنَّ عليه بالرئاسة التي كانت «مبهبطة» عليه كما لم تكن على أحد آخر رئيس في العالم، ونعرف أنَّه «مخشوشب» من المقاومة بسبب ارتهانه ومهووس بإعلان بعبدا الذي طمرته قمامة التاريخ والواقع لذا يذكره كل مرة بسبب وبلا سبب لأنه الإنجاز الوحيد لحكمه السيِّء الذكر بالإضافة إلى أسفاره السياحية، كما نعرف تساهله بإهانة الجيش خلال مقتل الشيخين ودخول التكفيريِّين وتجاهل الحجَّاج المخطوفين في أعزاز وتقديمه شكوى لمجلس الأمن ضد سوريا لم يسبقه فيها أحد.
ونفهم أنَّ أمين الجميِّل الذي يحمل لقب أسوأ رئيس جمهورية في العالم قبل ميشال سليمان يفتش عن دور لكتائبه الضائعة ويملك سجلاً أسوداً يتضمن «مستر 20 بالمئة عمولة» وصفقة طائرات «البوما»، وسحل العملة اللبنانية وعقد اتفاق 17 أيار المُذِل مع العدو الإسرائيلي.
ونفهم موقف فؤاد السنيورة عدو المقاومة الأول والمتآمر عليها في حرب تمُّوز 2006 والذي لحق بالعماد المقاوِم أميل لحُّود إلى قمة الخرطوم للعمل ضدَّها وإظهار انقسام وشرخ في البلد فتلقى صفعة من المؤتمرين وقتها بتزكية المقاومة بسبب جهود لحُّود، ونعرف أنَّه مولع بكوندي رايس وكان رئيس حكومة غير شرعية هي الأسوأ في تاريخ مسخ الوطن وسارق 11 مليار دولار.
لكن ما لا نفهمه هو انضمام نجيب ميقاتي وتمام سلام لهذه الشلة الذي له تفسير واحد هو الضغينة والحقد المعتمل داخل كل منهما. فلو كان لدى ميقاتي، شوفير شادي المولوي، ذرة من كرامة لما اجتمع مع السنيورة تحت سقف واحد بعد الإهانات والهجمات التي وجَّهتها له جماعة «المستقبل» إثر طرد الحريري من رئاسة الحكومة وتسلمه حكومة سُميت بحكومة «حزب الله» لكنَّها خدمت الحريري أكثر من سعد نفسه. فهل نسي ميقاتي أم خرَّف؟ هل يذكُر يوم الغضب الأزرق ضدَّه في طرابلس عندما أخرجه محمد كبَّارة من الملة لقبوله الحكم؟ وهل نسي عرقلات ومعاداة الحريري والسنيورة له وأنه قال للأخير أنا أكتب بقلم حبر وانت تكتب بقلم رصاص؟
أمَّا قمة الأثافي فدخول تمَّام سلام هذا النادي الذي يجمعه نقص فاضح بالكاريزما ومقومات القيادة. سلام هذا لا عتاب كثير عليه فعائلته الإقطاعية تقبض علناً من بني سعود منذ القِدَم وهو مجرَّد «إجر» كرسي لتيار المستقبل ولهذا الحلف المعادي وزيادة عدد لا غير. الله يرحم عبدالله السبع الذي كان «يقرِّص عجين» هذه العائلة وكل الإقطاع البيروتي الطبقي ويدافع عن الفقراء! تمَّام سلام يقع في خانة شفيق الوزان الذي جاء للحكم وهو متعطش له بعد صاحب ضمير مثل سليم الحص فتصوروا مدى التنازلات التي قدمها بالمقابل على عهد سركيس نذير الشؤم وأمين الجميِّل نذير النحس على لبنان!!
لقد انفجرت رسالة عصابة الخمسة في وجوههم بعد أن تلقوا «أمر اليوم» من بني سعود على أساس تطويق كلام الرئيس عون عن المقاومة واستصدار بيان في القمة يصف المقاومة بالإرهاب فلم تنجح خطتهم بسبب ثبات الجنرال الأصيل وهكذا فرَّط بنو سعود بخدمهم الذين «طلعوا بسواد الوجه»، فالوهابيون لا يهمهم بمن يضحوا وعلى من يدوسوا من أجل مصالحهم خصوصاً إنهم في حالة حرجة بينما صواريخ الشعب اليمني تدك مواقعهم داخل الجزيرة العربية!
لقد ماتت القمم العربية ودُفِنَت مع الزعيم جمال عبد الناصر حيث كانت لها قيمة وتمخضت عنها نتائج، أمَّا اليوم فإن بني سعود والقطريين الذين يدعمون الاٍرهاب يتحالفون مع العدو الإسرائيلي علناً وهاهم يستجدون السلام من مغتصب حاقد ويستبدلون عداوته بالجمهورية الإسلامية الإيرانية في حين إنهم كانوا يخنعون ويرقصون لشاه إيران المقبور الذي كان لـ«يقبرهم» إذا تنفسوا أمامه. هذه القمم العربية عار على العرب عندما يحضرها، الى جانب الخرفين، رئيس اليمن المستقيل والمتواطيء لقتل شعبه، ورئيس فلسطين الذي انتهى كازه ومفعوله والناحب على جزار إسرائيل بينما سوريا والرئيس المقاوِم بشَّار الاسد مقعدهما فارغ!
منذ أسبوع قام المناضل الأيرلندي النائب جورج غالاواي بالانسحاب من قاعة في جامعة أكسفورد بعد أنْ اكتشف أنَّ محاوره إسرائيلي فقال «أنا لا أعترف بإسرائيل ولا أتحاور مع إسرائيليين». شتان ما بين موقف الزهايمريين الخونة المنبطحين لتل أبيب وبين موقف الغريب الأيرلندي المشرِّف.
Leave a Reply