واشنطن – مثل رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدّين، الأسبوع الماضي، أمام محكمة فدرالية في واشنطن، حيث وجهت له 11 تهمة جنائية تتعلق بتقديم الدعم المادي لـ«حزب الله» اللبناني المصنف على قائمة الإرهاب الأميركية
وتاج الدّين (62 عاماً) هو تاجر مواد غذائيّة بين أوروبا والصين والولايات المتحدة وأفريقيا، وقد اعتقل من داخل الطائرة التي كان من المفترض أن تحمله من كوناكري (عاصمة غينيا) إلى بيروت في 12 آذار (مارس) الماضي، والتي ما إن حطّت الطائرة، «ترانزيت»، في مطار محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية، حتى اقتحمها رجال الأمن الوطني المغربي واقتادوا تاج الدين إلى جهة مجهولة قبل أن يتم ترحيله إلى الولايات المتحدة وفق مذكرة توقيف صادرة عن «الإنتربول» بتاريخ 7 آذار، بتهمة التحايل على القوانين الأميركية و«دعم الإرهاب».
ومثل تاج الدّين أمام المحكمة الفدرالية يومي الجمعة والاثنين الماضيين بحضور محاميه رافضاً التهم الموجهة إليه ومن ضمنها التآمر والاحتيال وغسل أموال إلى جانب تمويل أنشطة إرهابية.
ويأتي القبض على تاج الدين بعد نحو ثماني سنوات من إدراجه في العام 2009 على اللائحة السوداء الأميركية لدعم الإرهاب، بسبب اتهامه بجمع عشرات ملايين الدولارات لصالح «حزب الله».
وسبق لرجل الأعمال اللبناني البلجيكي الذي يملك ويدير مع شقيقيه، علي وحسين، إمبراطورية عالمية بمليارات الدولارات تتاجر في السلع بالشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا، أن قام برفع قضيّة أمام محكمة فدرالية في نيويورك لإسقاط العقوبات والقيود التي وضعتها عليه السلطات الأميركية.
من جانبها، أوضحت وزارة العدل أن اعتقال تاج الدين جاء بعد تحقيق مستمر منذ عامين بقيادة وكالة مكافحة المخدرات وبمساعدة إدارة الجمارك وحماية الحدود.
وأوضح نائب وزير العدل الأميركي، كينيث بلانكو في بيان، أنه «بسبب دعمه لحزب الله، وهو منظمة إرهابية دولية كبرى، فرضت الإدارة الأميركية عقوبات على قاسم تاج الدين في عام 2009، وحظرت عليه التعامل مع الأميركيين أو الشركات الأميركية»، لافتاً إلى أن الاتهامات التي صدرت مؤخراً لا تشمل تقديم دعم مالي في الآونة الأخيرة لـ«حزب الله»، بل تتهمه بإعادة هيكلة أعماله بعد العام 2009 من أجل التهرب من العقوبات ومواصلة التجارة مع الشركات الأميركية.
وتضمنت الاتهامت أن المليادير اللبناني قام بالتهرب من العقوبات عبر إعادة هيكلة الشركات التابعة له واستخدام شبكة معقدة من الاسماء التجارية.
ودفع تاج الدين ببراءته، إلا أن المحكمة أوضحت أنه سيتم احتجازه إلى حين عقد جلسة أخرى لاحقاً.
وردّ محامي رجل الأعمال اللبناني على الاتهامات التي صدرت ومفادها بأن تاج الدين له علاقة بأنشطة إرهابية، مؤكداَ أنها ادعاءات كاذبة.
وأكد المحامي شبلي ملاط في بيان، أن تاج الدين هو رجل أعمال يعارض الإرهاب والعنف الناتج عن دوافع سياسية، مشيراً إلى أن موكله أكد مراراً وتكراراً أنه لم يدعم الإرهاب أو العنف السياسي من أي نوع كان.
وبالنسبة لإدراج اسمه على لائحة الإرهاب من قبل مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (أوفاك) في العام 2009، أكد محامي تاج الدين أن هذه الاتهامات خاطئة، وأن تاج الدين قام بتزويد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية بالمعلومات والأدلة الضرورية لإلغاء تلك الاتهامات.
Leave a Reply