ديربورن – «صدى الوطن»
كرّم «النادي اللبناني الأميركي» LAHC أكثر من 30 طالباً متفوقاً خلال حفله السنوي الـ29 لتوزيع المنح الدراسية، الخميس الماضي، بفندق «أدوارد» بمدينة ديربورن، ومنح جائزة «الإنجازات العظيمة» لكل من الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيجن تك» المهندس علي السبلاني والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العقلية في ديترويت توم واتكينز، كما منح الحفل «جائزة الإنسانية» للمتبرع الخيري موريس بوغارت، وذلك بحضور فعاليات رسمية واجتماعية وحقوقية وتجارية، وحضور حاشد قارب الألف شخص.
الحفل جاء برعاية حوالي مئة مؤسسة محلية بالتعاون مع مؤسسات حكومية وصناعية وتجارية كبرى، من بينها «وكالة الاستخبارات الأميركية» (سي آي أي) وشركة «فورد» لصناعة السيارات وسلسلة متاجر «وولمارت».
وقد تشارك «النادي اللبناني» مع جامعات «ميشيغن» و«وين ستايت» و«لورنس للتكنولوجيا» و«كلية هنري فورد» بتقديم منح دراسية لأكثر من 30 شاباً وشابة بلغت قيمتها الإجمالية حوالي 85 ألف دولار.
التعليم والشباب
وأكد المدير التنفيذي للنادي اللبناني الأميركي وسيم محفوظ في كلمته على أهمية التعليم باعتباره مهمة أساسية من مهمات النادي، مشيراً إلى الجهود التي تبذلها المنظمة العريقة مع المدارس والمنظمات المحلية من أجل مكافحة المخدرات في أوساط الطلاب.
وقال «إن الصحة العقلية هي مسألة أساسية في مجتمعنا، ولا يمكن الاستمرار بتجاهل وجود الفيل في الغرفة، والاستمرار بفقدان أبنائنا وسقوطهم فريسة للمخدرات، وأنا كأب لطفلين أريد لهما أن يكبرا في بيئة آمنة، بعيداً عن المخدرات والعنف».
وأشار إلى أن النادي اللبناني قد ركز برامجه هذا العام من أجل خلق فرص جديدة لدعم قيادة الشباب، وتطوير المجتمعات ومصادر الصحة، وحث الأفراد والمنظمات على التعاون من أجل مكافحة آفة الإدمان على المواد المخدرة.
وكان النادي قد شكّل تحالفا مدنياً بعنوان «مجتمع خال من المخدرات»، وذلك بالتعاون مع وكالات إنفاذ القانون والمدارس واالمنظمات والمراكز الطبية المحلية.
وقال محفوظ إن البرنامج قد نجح في إنقاذ المئات من الشباب وقام بتثقيفهم حول مخاطر التعاطي والإدمان على المخدرات، وكذلك تطوير قدراتهم على التعامل مع القلق والتوتر والصدمات النفسية.
وقد عمد النادي هذا العام إلى توسيع مبادرة مكافحة المخدرات وتطويرها، بالتعاون مع مجموعات كان من بينها «هيئة الصحة العقلية في ديترويت» التي قامت بتدريب أكثر من 20 ألف شخص على الإسعافات الأولية، وقد تم –خلال الحفل– منح مديرها التنفيذي توم واتكينز «جائزة الإنجازات العظيمة».
مبادرات أخرى
وأضاف أن النادي يقدم خدمات اجتماعية متعددة للمعوزين مثل مبادرة توزيع الملابس والأحذية للاجئين السوريين والتي جاءت بالتعاون مع شركة «ميدوست لتدوير الملابس»، كما يقوم بمبادرات لتوزيع القرطاسية والكتب المدرسية لأبناء العائلات الفقيرة، وإطعام الفقراء والمشردين بشكل شهري في مدينة ديترويت.
من ناحيتها، هنأت مديرة البرنامج الأميركي الشرق أوسطي لدى الـ«سي آي أي» كريستينا بيتروجان الطلاب الحائزين على المنح الدراسية، وقالت «إن الوكالة الاستخباراتية فخورة بشراكتها مع النادي اللبناني الملتزم بتقدير التفوق الأكاديمي وتقديم الخدمات الاجتماعية، مشيرة إلى أن الـ«سي آي أي» واظبت خلال السنوات العشر المنصرمة على المشاركة في تمويل الحفل السنوي للنادي.
كما أشادت مديرة العلاقات الاجتماعية لدى شركة «فورد» ياسل كابريرا بمهمة النادي اللبناني ودوره في تعزيز النشاط الاجتماعي وبناء مجتمعات أكثر استدامة.
وقال رئيس محكمة ديربورن، القاضي سالم سلامة، في كلمته «إن العديدين اليوم يتساءلون حول دوافعنا ونوايانا وقدراتنا ووطنيتنا، ولهؤلاء نقول إننا نبرز اليوم، لا كما نظهر من خلال الصور النمطية عنا، ولكن كطلاب في أرقى الجامعات الأميركية، وكأطباء ومهندسين وأصحاب مبادرات لمحاربة التطرف والتمييز والفصل العنصري».
تكريم خاص
بدوره، تسلم الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيجن تك» علي السبلاني «جائزة الإنجازات العظيمة» تقديراً لريادة شركته التي تقوم بتصنيع وتطوير الطابعات ثلاثية الأبعاد بدقة عالية. وكانت الشركة التي تأسست في العام 2002 قد أنجزت أكثر من 40 نوعاً من آلات الطباعة الثلاثية المتطورة، كما نجحت الشركة في الحصول على أكثر من 100 براءة اختراع لإيجادها حلولاً للمشاكل المستعصية في مجال الصناعات الأتوماتيكية.
ووصف السبلاني تكريمه بـ«المناسبة الخاصة جداً.. كونها تأتي من عائلته العربية الكبيرة»، وقال «إنني أقبل هذه الجائزة بالنيابة عن مئات العاملين في الشركة.. أولئك الذين جعلوا حياة الناس أفضل حول العالم».
كما حيى السبلاني مؤسسي النادي، رجلي الأعمال علي جواد وعلي بري، على الجهود التي بذلاها خلال العقود المنصرمة في خدمة الجالية وتعزيز حضورها ودورها الاجتماعي لاسيما من خلال دعم الطلاب المتفوقين. وأضاف «أنا مهاجر، وابن مهاجر، مثلي مثل معظم الناس هنا، ومعظم الطلاب الممنوحين الذين يجلسون على المنصة خلفي.. لقد جئت إلى هنا لا أحمل سوى الإيمان بالحلم الأميركي والكثير من الإصرار على النجاح والتفوق».
وحث الطلاب على متابعة مشوارهم الأكاديمي بلا يأس أو تعب قائلاً «إنني أشجعكم على الاستمرار قدماً، لا تيأسوا من المتابعة والمحاولة، وابذلوا كل ما بوسعكم من أجل التحصيل العلمي، وأنا على يقين من نجاحكم.. وأنكم –يوماً ما– ستقفون في المكان الذي أقف فيه».
أما «جائزة الأعمال الإنسانية» فكانت من نصيب رجل الخير موريس بوغارت الذي حاز شهرة عالمية على مواقع التواصل الاجتماعي لنسجه قبعات صوفية للمشردين، وقد أظهر مقطع فيديو بوغارت الطاعن في السن وهو يتمدد على سرير أحد المشافي بينما يقوم بأصابع مرتجفة وعزيمة لا تلين على متابعة نسج قبعة صوفية.
الطالب يوسف عواد (17 عاما) كان أحد الذين حصلوا على منحة دراسية في جامعة «وين ستايت» لدراسة الهندسة الميكانيكية، وكان قد انضم لبرنامج «التنوع والقيادة في النادي اللبناني منذ عامين»، وقد أفاد لـ«صدى الوطن» بأنه انخرط مع الشباب الآخرين في الأعمال التطوعية من أجل الخدمة المجتمعية، وقام مع زميلته ديانا بيضون (التي حازت بدورها على منحة دراسية) بتطوير البرنامج الموجود لدى النادي ونقله إلى مستوى آخر بحيث أصبح أكثر رسوخاً داخل المنظمة ومن ضمن مهامها «إطعام المشردين في ديترويت شهرياً، وتقديم الملابس لللاجئين السوريين».
Leave a Reply