عند الساعة السابعة من صباح يوم الخميس 30 آذار (مارس) الماضي، تفاجأَ طالب إيراني بمداهمة شقته في ديربورن من قبل عناصر فدراليين قاموا باعتقاله واقتياده إلى مقر شرطة المدينة قبل تسليمه في اليوم التالي إلى شرطة الهجرة والجمارك (آيس) التابعة لوزارة الأمن الداخلي.
ووفقاً لشهادة زميله فى السكن، شايان شافعي، تم احتجاز الطالب محمد سالار فارد–هاجيان (24 عاماً) في زنزانة داخل مقر شرطة ديربورن، حيث سمح له التواصل مع الأصدقاء عبر الهاتف، قبل تسليمه للسلطات الفدرالية.
لحظات رعب
صبيحة ذلك، أيقظ طالب الهندسة الكهربائية الإيراني في كلية سكولكرافت (ليفونيا)، رفيقه البالغ من العمر 22 عاماً، شایان شافعي، لإخباره بأنه يجري اعتقاله الآن.
وأبلغ شافعي «صدى الوطن» أن صديقه دخل غرفة نومه وأيقظه قائلاً له «سيأخذونني، إنهم يقومون باعتقالي الآن».
اعتقد شافعي لأول وهلة بأن صديقه يمزح إلى أن سمع ضجة عناصر الأمن خارج باب غرفة نومه.
وسرعان ما قام العملاء بوضع الأغلال في يدي ورجلي صديقه واقتادوه إلى مقر شرطة ديربورن.
ومن مقر الشرطة، اتصل فارد–هاجيان بزميله وأبلغه أن شرطة ديربورن قالت له إن سبب القبض عليه هو لأنه لم يعدل عنوانه لدى طلب دائرة الهجرة منذ انتقاله من ولاية أوريغون إلى ميشيغن.
وأشار شافعي إلى إن صديقه «درس في ولاية أوريغون لمدة عام واحد، قرر بعدها الانتقال إلى ولاية ميشيغن لأنه أراد أن يعيش قريباً من معارفه».
وأردف أن «فارد–هاجيان يسكن في ميشيغن منذ عامين. وهو يتلقى وثائق الهجرة على عنوانه هنا، لذلك من المستحيل أن لا يكون لدى دائرة الهجرة عنوانه الحالي المعدَّل».
وأضاف أنه «لم يتمكن أحد من أن يطلق سراح فارد–هجان بكفالة مالية، ولم يقابله أحد أو يعرف أي شيء عن قضيته» (حتى إعداد هذا التقرير).
واستطرد «انه موضوع في سجن انفرادي طيلة مدة الثلاثين ساعة الماضية وهذا ما يسبب له المرض البطيء اذ انه يشكو من عدم وجود هواء نظيف في زنزانته».
مصير غامض
وأفاد شافعي لـ «صدى الوطن» أنه حاول زيارة صديقه مرتين، لكن الشرطة لم تسمح له بالتواصل معه. ولما طلب المزيد من المعلومات عن قضيته، قالوا له إنهم لا يستطيعون التحدث في هذا الشأن إلا إلى عائلته الخاصة فقط. «لكنَّ المشكلة تكمن في أنَّه ليس لديه أقارب في الولايات المتحدة.. فقط أصدقاء» بحسب شافعي.
واستدرك بالقول إن كل ما أفادت به الشرطة هو أن فارد–هاجيان سجين دائرة الهجرة وإن دورها يقتصر على تأمين زنزانة مؤقتة له، وإذا أراد مزيداً من المعلومات فعليه التحقق من دائرة الهجرة.
وبالفعل، قام شافعي بزيارة دائرة الهجرة والتجنيس في ديترويت لمعرفة ما يمكنه القيام به لمساعدة صديقه لكن مسؤولاً هناك قال له إنه «لا يستطيع فعل أي شيء»، وأنه سيتم نقل فارد–هاجيان إلى السجن قريباً.
«[قال] عليه أن ينتظر حتى ينظر القاضي في قضيته» نسب شافعي إلى مسؤول الهجرة قوله، وتابع انه سأله كم من الوقت سيستغرق ذلك «فكان رده غير الحاسم أن ذلك قد يستغرق من ثلاثة أسابيع إلى شهر».
وقال شافعي لـ«صدى الوطن»: «هذا جنون. تخيلوا أن شخصاً لم يتعرَّض لمثل هذا الموقف قطّ سيكون مصيره السجن».
وافصح شافعى أن فارد–هاجيان «يعيش في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات ويحمل تأشيرة طالب وليس لديه أي سجل جنائي». وزاد قائلاً «إنه صديقي المقرب جداً وعائلته في إيران لا فكرة لديها عما حصل له». وأضاف «لم امتلك الشجاعة الكافية لكي أخبرهم أن ابنكم محتجز. لأني لا أستطيع أن أتخيل كيف سيشعرون».
ويوم الجمعة 31 آذار (مارس) أدلت شرطة ديربورن ببيان ردَّاً على استفسار من «صدى الوطن» أكدت فيه ما قاله شافعي بأنها آوت فارد–هاجيان لليلة واحدة في مقرها إلى أن جاء عملاء دائرة الهجرة والجمارك (آيس) ونقلوه من المكان. وختمت الشرطة انها لا تعرف شيئاً عن القضية أو المكان الذي اقتادته «آيس» إليه!
Leave a Reply